الكومبس – ستوكهولم: شهد البرلمان السويدي اليوم مناظرة حادة بين أحزابه تناولت أبرز القضايا التي أثارت الجدل أخيراً في البلاد وبينها الدفاع والاستعداد للحرب وكذلك تداعيات موجة الصقيع التي شهدتها وتشهدها البلاد.
وانتقدت رئيسة الحزب الاشتراكي مجدلينا أندرشون الحكومة لعدم قيامها بما يكفي لتجهيز السويد وقالت متوجهة لرئيسها أولف كريسترشون “إذا كانت بنيتنا التحتية غير قادرة على التعامل مع الثلوج فكيف ستسير الأمور في حال وقوع أزمة حقيقية؟”
وانتقدت في هذا الإطار تقشف الحكومة متحدثة عن وضع “طارئ” تعانيه المناطق والبلديات وقطاع الرعايا الصحية والمخاطر التي تهدد موظفيها.
ووجهت رئيسة اليسار نوشي دادغوستار انتقاداً مماثلاً معتبرة أن الحكومة تضحي بالمسنين والحوامل والأطفال والمصابين بأمراض خطيرة، كما تضحي بسلامة وأمان المواطنين من أجل خصخصة الرعاية الصحية تدريجياً.
كما انتقد رئيس الوسط محرم دميروك حالة الانتظار والترقب التي تسيطر على الحكومة محذراً من حالات الفصل من العمل لموظفي المدارس ودوائر الصحة في المناطق والبلديات نتيجة سياسة الحكومة التي تشاهد هدم نظام الرفاه الاجتماعي الذي بنى السويد القوية.
ورد كريسترشون بالتأكيد على أن حكومته تتنفذ استراتيجية تاريخية لإعادة تسليح وتجهيز البلاد بما فيها تعزيز الدفاع المدني، قائلاً إن حكومته تسلمت الحكم وكان معدل التضخم مرتفعاً جداً، ودعا المناطق والبلديات إلى تحمل مسؤولياتها.
وشدد في الوقت نفسه على أن حكومته تتابع التطورات ومستعدة لبذل المزيد من الجهود في هذا الإطار.كما تناولت المناظرة بين وزيرة الطاقة ورئيسة المسيحي الديمقراطي إيبا بوش ورئيس حزب البيئة الجديد دانيال هيلدين مسألة الدفاع.
وقال الأخير إن أبرز ما كشفته تحذيرات الحرب التي أطلقتها الحكومة مؤخراً هو أن “قدرة السويد على الصمود لا يمكن اختزالها بالدفاع العسكري وأن الدفاع الأكثر أهمية هو المجتمع القوي”.
وتخلل المناظرة جدال حاد بين بوش وأندرشون حول مسألة الطاقة النووية بعدما قالت الوزيرة إنها أجرت مفاوضات بناءة ومطلعة حول سياسة الحكومة النووية مع المسؤول في الاشتراكي فريدريك أولوفسون.
وردت أندرشون بتكذيب الوزيرة وقالت إنها لم تجر أي مفاوضات من هذا القبيل وإن المحادثات تضمنت فقط معلومات حول سياسة الحكومة.
وبعد ردّ رئيسة الاشتراكي انفعلت بوش ووصفت ما قالته أندرشون بـ”الكذب” قبل أن تنسحب من النقاش وتغادر القاعة.
وقالت في تصريح للصحفيين بعدها إنه “إما أندرشون لم تكن على علم بما فعله فريدريك أولوفسون، أو أنها سخرت منه تماماً وحطّت من قدره في القاعة”.