الكومبس – خاص: جوزيف لوبّد مواطن سويدي من أصل فلسطيني، عمره 78 عاماً، وقصد غزة لزيارة أقاربه فكان قدره أن يعيش مع أهله هناك مأساة الحرب المستمرة منذ شهر.
جوزيف الذي ولد عام 1945 واختبر النزوح الأول في عام 1948، اضطر للنزوح 5 مرّات متتالية منذ 7 أكتوبر الماضي. أولاً من منطقة الكرامة التي انذرت إسرائيل سكانها لإخلائها، ثم إلى تل الهوى، وبعدها مع الأقارب إلى مركز للأونروا في النصيرات، وأخيراً قبل فترة قصيرة وحيداً إلى رفح بعدما ارتفعت آماله بقرب الخروج من القطاع مع غيره من حملة الجنسيات الأجنبية.
نسمة لوبّد ابنته، تواصلت مع الكومبس وروت لنا محاولات والدها اليومية قصد المعبر أملاً بالعبور نحو الجانب المصري وانتظاره لساعات طويلة، دون جدوى.
جوزيف أجرى عملية في القلب، وعانى من سرطان البروستات، ومن السكري، ويحتاج إلى عدة أدوية يومياً قاربت جميعها على النفاد، وأبرزها حقن الأنسولين اليومية. ويرتفع قلق الأسرة مع كل يوم يمرّ دون تأمين مغادرته وعودته إلى السويد.
وأخبرتنا نسمة، عن تمكنها أمس من التواصل معه للمرة الأولى منذ أيام طويلة عبر اتصال فيديو، أخبرها فيها عن الحالة المأساوية التي تعيشها غزة. “لا مكان آمن هنا، لا في الشمال ولا الجنوب ولا شرق غزة ولا غربها. رائحة الموت والدمار في كل مكان”، كما تنقل نسمة عن أبيها.
فقد جوزيف نحو 50 فرداً من أقاربه منذ انطلاق الأحداث، ويناشد مع أسرته اليوم السويد للتحرك سريعاً لإنقاذ مواطنيها بعد 31 يوماً من الحرب القاسية.
وأعربت ابنته نسمة عن استياء الأسرة وغيرها من أسر العالقين في غزة من بطء السويد في التعامل مع الحرب القائمة، وطالبتها بالضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل لإجلاء مواطنيها، أسوة بدول أخرى استطاعت إخراجهم.
وأبلغت الخارجية السويدية الكومبس قبل أيام أن السفارة السويدية في القاهرة تنسق مع السلطات المحلية لإخراج السويديين العالقين في القطاع، وتستعد لاستقبالهم فور خروجهم. ولكنها أكدت أن “السلطات المحلية هي التي تقرر من يُسمح له بعبور الحدود ومتى”.
وكانت الخارجية طلبت من العالقين في غزة الاستعداد لمغادرتها فور تبليغهم بفتح معبر رفح أمام السويديين، ولكنها قالت إن عليهم تأمين انتقالهم إلى المعبر “وتقييم ما إذا كانت الرحلة آمنة”.