من سوريا إلى فنزويلا.. من هم أهم حلفاء روسيا؟

: 2/24/22, 11:51 AM
Updated: 3/4/22, 2:52 PM
من سوريا إلى فنزويلا.. من هم أهم حلفاء روسيا؟
من سوريا إلى فنزويلا.. من هم أهم حلفاء روسيا؟

الكومبس – تقارير: أظهرت الأزمة الأوكرانية أن روسيا ليست معزولة تماماً في الساحتين الإقليمية والدولية، كما يعتقد البعض. إذ لديها حلفاء حول العالم في أمريكا اللاتينية وأوروبا ودول الاتحاد السوفييتي سابقاً كما في الشرق الأوسط والصين.

بيلاروسيا

منذ الانتخابات الرئاسية “المزورة” التي جرت في أغسطس 2020 تعتبر بيلاروسيا واحدة من أكثر الحلفاء ولاء لروسيا. أدارت الدولة المجاورة ظهرها لأوكرانيا بعد فرار العديد من المنشقين البيلاروس إليها.

روسيا أهم شريك تجاري لبيلاروسيا منذ عقود. وموسكو ليست المورد الرئيسي للنفط الخام والغاز فقط، بل وترتبط بتحالف اقتصادي مع بيلاروسيا منذ 2015، وهو الاتحاد الاقتصادي الأورو-آسيوي، الذي يضم أرمينيا وكازاخستان وقيرغيزستان أيضا.

فيما يتعلق بالسياسة الأمنية، تشكل بيلاروسيا منطقة استراتيجية عازلة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وبيلاروسيا جزء من التحالف العسكري الذي تقوده روسيا، والمسمى منظمة معاهدة الأمن الجماعي. والدول الأخرى الأعضاء في التحالف العسكري الذي تأسس العام 2002 هي كازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان وطاجيكستان.

كازاخستان

بالنسبة لفلاديمير بوتين، تعد كازاخستان “واحدة من أقرب الحلفاء والشركاء الاستراتيجيين لروسيا”. اتضح هذا التحالف عند اندلاع المظاهرات في كازاخستان بداية العام الجاري، عندها أرسل بوتين قوات عسكرية ومظليين إلى ألمآتي لدعم الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف.

الشراكة مع تاسع أكبر دولة في العالم مساحة لها أسباب جيواستراتيجية واقتصادية، حيث تمتلك كازاخستان احتياطات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي. وتملك شركة غازبروم الروسية معظم خطوط الأنابيب في البلاد.

ينعكس الترابط الاقتصادي بين البلدين في الميزان التجاري. وبحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، استوردت كازاخستان بضائع بنحو 14 مليار دولار من روسيا في عام 2019، مما يجعل موسكو أهم مورد لكازاخستان قبل الصين وكوريا الجنوبية وألمانيا وإيطاليا. من حيث الصادرات، تأتي روسيا في المرتبة الثالثة، والصين في المرتبة الأولى.

الصين

في بداية فبراير، أبدت روسيا والصين في اجتماع عُقد في بكين وحدة في المواقف. تغير الوضع قليلاً اليوم؛ في الجلسة الخاصة لمجلس الأمن الدولي في 22 فبراير 2022، حيث لم تنحز الصين إلى حليفها الروسي، لكنها دعت جميع الأطراف إلى ممارسة “ضبط النفس”، وهي نفس العبارات التي استخدمتها بكين في بيان رسمي صدر إثر بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

العلاقات بين موسكو وبكين ليست متوازنة على الإطلاق. تحتاج روسيا للصين أكثر من احتياج بكين لموسكو. ففي حين أن حصة الصين من التجارة الخارجية لروسيا هي الخمس، فإن حصة روسيا من الميزان التجاري الخارجي للصين تبلغ 2.4 بالمئة فقط.

ومع ذلك، ارتفعت التجارة الثنائية بين روسيا والصين بنسبة 36 بالمئة إلى 147 مليار دولار في 2021. وللمقارنة، بلغ إجمالي التجارة بين روسيا والاتحاد الأوروبي في 2020 نحو 174 مليار يورو.

أرمينيا

تشهد علاقة أرمينيا مع روسيا ازدواجية. من ناحية، تعتمد الجمهورية السوفيتية السابقة الواقعة في القوقاز اقتصادياً على روسيا وتحافظ على علاقات وثيقة مع الكرملين. وهي مثل كازاخستان عضو في الاتحاد الاقتصادي الأورو-آسيوي ومنظمة الأمن الجماعي. وتمد روسيا أرمينيا بحوالي 80 في المائة من احتياجاتها من الطاقة. وحسب جمعية Gtai الحكومية الألمانية، تحتل روسيا المرتبة الأولى في كل من الواردات والصادرات.

ومن ناحية أخرى، تسعى الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أرمين سركيسيان إلى التقارب مع الغرب منذ “الثورة المخملية” عام 2018. أرمينيا عضو في مجلس أوروبا، وهي طرف في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان ووقعت اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي عام 2017. في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان العام 2020، لم تتدخل موسكو لصالح أرمينيا، ولكنها رعت اتفاق وقف إطلاق النار وأرسلت قوات حفظ سلام.

هنغاريا

في أوروبا، يمكن لموسكو الاعتماد على العديد من الحلفاء. اثنان من أقرب حلفائها هما الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان.

يعتبر أوربان وبوتين صديقين سياسيين. اشترى أوربان مفاعلات نووية روسية العام 2017 واتفق مع بوتين على مشاريع بحثية مشتركة في الفضاء. كما استورد لقاح كورونا الروسي سبوتنيك، والذي لم تتم الموافقة عليه بعد من قبل وكالة الأدوية الأوروبية.

في المقابل تحصل هنغاريا على الغاز الروسي بسعر تفضيلي. يمكن لأوربان الاستفادة من هذا الدعم في هذه الأيام، إذ ستجرى انتخابات في هنغاريا في الثالث من أبريل. إضافة إلى ذلك، يتهدد هنغاريا عقوبات مالية من قبل الاتحاد الأوروبي. وفقاً لحكم صدر عن محكمة العدل الأوروبية في 16 فبراير، يجوز لمفوضية الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراء ضد أعضائها في حالة وجود أوجه قصور في سيادة القانون، وتقليص حجم الأموال المخصصة من ميزانية الاتحاد الأوروبي لتلك الدول.

صربيا

مثل فيكتور أوربان، يحصل رئيس صربيا، ألكسندر فوتشيتش، على دعم موسكو في حملته الانتخابية. وبحسب تقارير صحفية، فإن روسيا تمنح صربيا خَصماً كبيراً على أسعار الغاز ينتهي في شهر مايو. قد يؤثر هذا الدعم على نتيجة الانتخابات العامة المبكرة المقررة في 3 أبريل.

يعتبر فوتشيتش، مثل العديد من مواطنيه، روسيا “الأخ الأكبر”. ويرفض العقوبات المفروضة على روسيا. في 25 أكتوبر 2019 وكدليل على عمق علاقاتها مع روسيا، أصبحت صربيا أول دولة أوروبية تبرم اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الاقتصادي الأورو-آسيوي.

لكن رغم العلاقات السياسية والثقافية القوية مع موسكو، تحرص بلغراد على أن تكون علاقاتها جيدة مع الغرب؛ إذ إنها مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وتريد الحكومة أيضاً تقليل اعتمادها الاقتصادي على موسكو. لهذا السبب تخطط لبناء خط أنابيب جديد سيربط صربيا بشبكة الغاز اليونانية.

فنزويلا

في أمريكا اللاتينية، يتعاطف كثيرون في عدة بلدان هناك مع بوتين، واتضح هذا الأمر في الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو في 15 فبراير في خضم الصراع بين روسيا وأوكرانيا. ولكن أقرب حليف لروسيا في المنطقة هو فنزويلا. وأعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو دعم روسيا في 19 فبراير.

تقوم العلاقات الوثيقة بين موسكو وكراكاس على أساس التعاون العسكري والاقتصادي. إذ قدمت روسيا قرابة 17 مليار دولار لكراكاس منذ 2006، مما يجعلها واحدة من أكبر دائني الحكومة الفنزويلية. تم استخدام جزء كبير من أموال القرض الائتماني لشراء أسلحة روسية.

كما أن البلدين متشابكان بشكل وثيق في قطاع الطاقة. حسب ألكسندرا سيتينكو الخبيرة في العلاقات بين البلدين، فإن الشاغل الرئيسي لروسيا هو تأمين السيطرة على أكبر احتياطي نفطي في العالم، والذي تملكه فنزويلا. في مايو 2017، على سبيل المثال، أسست الشركة الروسية مشروعاً مشتركاً مع شركة النفط الفنزويلية المملوكة للدولة PDVSA، والتي تمتلك فيها حصة تبلغ 51 بالمائة.

سوريا

في العالم العربي والشرق الأوسط تعتبر سوريا أقرب وأوثق حليف لروسيا. وتعود العلاقات إلى العهد السوفيتي. وخلال فترة الحرب الباردة دعمت موسكو دمشق اقتصادياً وعسكرياً وساهمت في تأهيل عدد كبير من الكوادر التعليمية والفنية السورية.

وفي العقد الأخير زادت أهمية سوريا بالنسبة لموسكو، وخاصة بعد توسعة القاعدة البحرية الروسية في طرطوس وإنشاء قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية. وساهمت موسكو بترجيح كفة الرئيس السوري بشار الأسد على المعارضة عن طريقة إمداداه بالسلاح والخبرات منذ العام 2011 وانتهاء بتدخلها المباشر عام 2015. وشارك في الحملة أكثر من 63 ألف جندي روسي. وأدى التدخل، الذي ترافق مع عمليات قصف دامية ودمار هائل، إلى تغيير مسار الحرب ما سمح للنظام السوري بتحقيق انتصارات حاسمة واستعادة المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المقاتلة المعارضة والجهاديين.

وفي 22 فبراير، قال وزير الخارجية السورية فيصل المقداد خلال فعالية في العاصمة الروسية موسكو “إن سوريا تدعم قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك”. وأضاف المقداد “ما يفعله الغرب ضد روسيا يماثل ما قام به ضد سوريا خلال الحرب على الإرهاب”.

أسترد برانغي/خالد سلامة

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية وDW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.