من لاجئ إلى سفير لبلدية في السويد – هذه هي قصة “سامي عوتا”

: 2/6/23, 5:36 PM
Updated: 2/6/23, 5:36 PM
من لاجئ إلى سفير لبلدية في السويد – هذه هي قصة “سامي عوتا”

الكومبس – أخبار السويد: جاء سامي عوتا إلى السويد ، عام 2016. وعند قدومه شاءت الأقدار، أن يقيم سامي في أصغر بلدية في السويد و أسمها Gullspång kommun، جنوب غرب السويد. وهناك بدأ القادم الجديد رحلته من الصفر من عامل في كافتريا المدرسة الى أن أصبح قائداً للشباب، مدرساََ مختصاً وممثلا للتعليم وليصبح الآن سفيراً للبلدية.

جنسية سامي إيريترية إلّا أنه ولد وترتع في مدينة جدة في السعودية. عندما جاء الشاب الى السويد في عام 2016 لم يكن يمتلك من التحصيل العلمي إلّا التعليم الأساسي. لكن بعد سنة من قدومه في العام 2017 حصل سامي على الإقامة ليبدأ بعدها دراسة اللغة.

يقول سامي: “أتمنى أن أكون ملهما للآخرين وأن يحصل المزيد من الأجانب على هذا النوع من التكريمات”

عقب عامين فقط من بدء دراسة اللغة حصل سامي على وظيفة بدوام كامل في المدرسة كمشرف على الطلبة وموظف كافيتيريا خلال النهار وقائد في نوادي الشباب أو ما يعرف بال Fritidsgård خلال فترة المساء.

يقول سامي: “كان عملاً إضافياً ولكن المدرسة آمنت بقدراتي واستثمرت فيّ من خلال الدورات التعليمية المختلفة، وفي 2020 تم ترقيتي لأعمل بلقب موظف تعليمي أو ما يعرف هنا في السويد بالـ Pedagog”. في نفس الوقت أصبح سامي ممثلا للتعليم في مجموعات تتعاون فيها جهات مختلفة من البلدية كمكتب الخدمات الإجتماعية والشرطة والوحدة الثقافية.

في بداية هذا العام وبعد حوالي 3 سنوات من عمل سامي مع الشباب في المرحلة الإعدادية تم إعطاءه عقد دائم وفي الــ3 من فبراير لهذا العام تم تكريمة في مراسم مفاجئة لم يكن يعرف عنها شيئاً.

وقامت صفحة البلدية على الفيسبوك بنشر خبر حصول سامي وإثنان آخرين على لقب سفير البلدية كالتالي:

بالأمس تم إلقاء الضوء على ثلاثة من موظفينا تم اختيارهم كسفراء للبلديات. تم ترشيح سفراء البلدية من قبل زميل أو عدة زملاء في رأيهم أن هؤلاء الأشخاص قد تفوقوا بشكل خاص وأنهم يستحقون التقدير. من بين الترشيحات الواردة اختار فريق إدارة مدير البلدية ثلاثة سفراء.

وكان سامي الأجنبي الوحيد بين الفائزين الثلاثة والذي فاز باللقب في مجال تدريس طلبة المرحلة الإعدادية.

ويذكر أن طلبته كان خليطاً من السويديين والأجانب، لكن أغلبهم سويديين. ووفقا لإدارة البلدية فإن سامي هو الإيريتري الأول الذي يتوج بهذا اللقب.

الكومبس تواصلت مع سفير بلدية جولسبونغ لرصد شعوره بعد الفوز.

شهادة حصول سامي على لقب سفير البلدية بسبب تفانيه في العمل

ما هو سبب ترشيحك لتنال هذا اللقب في رأيك؟

القبول والمحبة من الله ولكن أيضا كوني قادم من مجتمع تتأصل فيه فكرة التربية والتعليم. أنا صارم نوعا ما كقائد للشباب ومن الممكن أن أعاقبهم بالحرمان إن تصرف الطلبة بشكل خاطئ. لقد احس الطلبة بالآمان والعدل أيضا معي.

ما هو شعورك عندما تم إعطاؤك لقب سفير للبلدية؟

لم أصدق أو أتوقع ترشيحي أو حصولي على هذه الجائزة. كنت اعتقد أنها على مستوى الإدارة ولكن ليس على مستوى الموظفين. أنه لأمر فريد أن أفوز بها بعد فقط ثلاثة سنوات من العمل. قالوا لي إنه مجرد اجتماع لاحتساء القهوة. جئت وكان هناك أكثر من 35 موظف وكل من رئيس البلدية وسكرتير البلدية. عندما كنت أهم بالجلوس طلب مني رئيس البلدية أن لا أجلس، بل أن أقف بجانبه، وقال للجميع، إنه خلال عامين تكرر اسمي على مسامع المسؤولين في البلدبة وأنه من خلال متابعتهم لي لاحظوا تطوري الدائم فقرروا تكريمي بهذه الجائزة. إنه شعور لا يوصف وهذه الجائزة أهديها لكل الإرتيريين ولكل المسلمين والموظفين الذين ساعدوني. قال مديري المباشر إنه عمل لمدة 30 سنة وهذه أول مرة يشهد فيها أن موظف لديه يفوز بهذه الجائزة. إنه فخر بكل تأكيد.

ما هي أهدافك المستقبلية؟

أريد أن أطور من نفسي ولكن على أقل تقدير أريد أن أحافظ على المكانة التي وصلت لها وأهم شيء أن لا تتغير ثقة الآخرين بي على مرور الوقت وأتمنى أن يحصل المزيد من الأجانب على هذا النوع من الجوائز.

وقال سامي إن الدافع الأكبر وراء عمله ورغبته في الاستمرار بالعمل مع الشباب هو أنه يريد إحداث التغيير في حياتهم. “من خلال عملي أرى الكثير من الحالات، بعضهم حزين لدرجة أنه يفكر في الانتحار. العمل مع الشباب فرصة للتأثير على حياتهم وربما إنقاذهم من أفكارهم السلبية في بعض الأحيان”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.