مواطنون: اتباع التوصيات أهم من ممارسة العادات الاجتماعية

: 7/19/21, 3:19 PM
Updated: 7/19/21, 3:19 PM
Foto: Unsplash.com
إعلان: هذا إعلان من أحد الشركاء المتعاونين معنا، ليس بالضرورة أن يتوافق محتوى هذه المادة مع سياسة الكومبس التحريرية
Foto: Unsplash.com إعلان: هذا إعلان من أحد الشركاء المتعاونين معنا، ليس بالضرورة أن يتوافق محتوى هذه المادة مع سياسة الكومبس التحريرية

مقال من الشركاء: عندما وصلت كورونا إلى السويد، لم يكن الكثير من الناس، يفكرون أن عليهم التخلي عن ممارسة الطقوس الدينية والنشاطات الاجتماعية وإقامة الحفلات والتجمعات العائلية للحد من انتشار كورونا. وحتى بعد أن وصلت معدلات الانتشار الى الذروة، نشرت العديد من الصحف تقارير عن استمرار بعض الناس في إقامة حفلات الزواج، والحفلات الشخصية والتجمعات دون أدنى شعور بالمسؤولية، كما أن احتفالات التخرج والتجمعات العائلية في رمضان، والصلاة في الكنائس والجوامع، لم يجر الالتزام به في البداية من قبل عدد قليل من الناس، إلا بعد أن سارعت إدارة المساجد والكنائس الى إغلاقها. لكن هذه التقاليد والأعراف الاجتماعية لم يكن من المستحيل تأجيل ممارستها، والتحلي بالمسؤولية من أجل مكافحة العدوى والحد منها، وهو ما حدث بالفعل لدى العديد من العائلات المولودة في الخارج.

رغم أن بعض الأشخاص لم يلتزموا بتوصيات، لكن الكثيرين قرروا تأجيل الاحتفالات وعدم المشاركة فيها، منهم شمعون متي الذي يسكن مدينة نورشوبينغ.

يقول متي: “في أعرافنا الاجتماعية فإن المشاركة في حفلات زواج الأقارب، هو تقليد مهم، يُعبّر عن مدى إظهار الاحترام للآخر، لكن أنا وعائلتي اعتذرنا عن المشاركة في حفل زواج أحد أقاربنا، رغم أن المشرفين على الحفل قالوا إنهم سوف يلتزمون بالتباعد وترك مسافة”.

يضيف: رفضنا المشاركة لأننا نعلم مسبقا أنه لا يمكن الحفاظ على مسافة بين الأشخاص الذين يحضرون مثل هكذا مناسبات يتم فيها الرقص وتناول الطعام المشترك مع بعض.

أما أحمد عبد الله من ستوكهولم يقول إن معظم العائلات التي يعرفها “التزمت بالتخلي عن العادات المرافقة لشهر رمضان خلال السنة الأولى خصوصاً من انتشار كورونا”.

معروف أن رمضان هو شهر الصيام لدى المسلمين في العالم، وفي السويد يحتفظ الناس بعادات تناول الإفطار الجماعي بعد انتهاء ساعات الصيام. لكن انتشار عدوى كورونا ساهم كثيراً في الحد من ممارسة هذه العادات.

الثقافة الدينية ليست ضد قيود كورونا

الشيخ سعيد عزام رئيس مجلس الافتاء السويدي دعا المسلمين في السويد من خلال “الكومبس” الى الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، خصوصا اثناء مراسيم الدفن، وطلب منهم التقييد بالعدد 20 الذي كانت هيئة الصحة حددته.

عزام كرر عدة مرات التأكيد على أن التزام المسلمين بشروط قيود كورونا لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي.

الشيخ عزام

المطران سعد سيروب الزائر الرسولي للكلدان في السويد وأوروبا قال لـ “الكومبس: ” إن الكنيسة منذ بداية الأزمة وانتشار الوباء اتخذت إجراءات جداً سريعة، بإلغاء كافة الاحتفالات الدينية ودورات التعليم المسيحي، ولقاءات الشبيبة، والقداديس العامة مع عدد كبير من الناس.

وأضاف أن الكنيسة أصدرت تعليمات داخلية للمصلين بتغيير العادات مثل رفع الماء الذي يُوضع في مدخل البناية، لرسم الصليب على الجبين، ومنع المصافحة، وترك مسافة تباعد، وغيرها الكثير من الطقوس التي ألغيت، بهدف خفض التماس بين المؤمنين.

أما الشيخ حسان موسى رئيس الوقف السويدي الإسلامي للحوار والتواصل فقد عرض على شاشة تلفزيون الكومبس فيديو وهو يأخذ اللقاح ضد كورونا.

موسى دعا المهاجرين الى التطعيم ضد المرض مشدّداً هو الآخر على عدم وجود ما يتعارض في الشريعة الإسلامية، مع التقييد والالتزام بالتعليمات والتوصيات الصادرة من هيئة الصحة.

الشيخ حسان موسى

الحياة تعود تدريجيّاً الى طبيعتها

اعتباراً من 1 تموز/ يوليو الحالي، أعلنت الحكومة تخفيف قيود كورونا في السويد بعد تراجع انتشار العدوى، لتقترب الحياة أكثر من العودة إلى طبيعتها، لكن “الأمر لم ينته بعد”، وفق تأكيدات السلطات الصحية. واعتباراً من أول تموز/يوليو، زاد سقف الحد الأقصى لعدد المشاركين في التجمعات العامة.

ويسمح حاليا بوجود جمهور يصل إلى 300 شخص في التجمعات العامة في البيئات المغلقة، و3 آلاف شخص في الأماكن المفتوحة. ويسمح للمطاعم والمقاهي والحانات بأن تفتح أبوابها فترة أطول عبر إلغاء توجيهات أغلقها في وقت محدد، كما يسمح لمزيد من الضيوف بالجلوس على كل طاولة، بعدد 8 أشخاص على كل طاولة بدلاً من 4.

ورفعت الحكومة الحد الأقصى لعدد المشاركين في المناسبات الخاصة (أعياد الميلاد والأعراس) أيضاً إلى 50 شخصاً. في حين كانت حددته سابقاً بـ8 أشخاص.

وعدّلت هيئة الصحة العامة التعليمات الخاصة بعدم التواصل مع مخالطين جدد، لتتيح إمكانية مخالطة أناس جدد مع محاولة تجنب العدوى قدر الإمكان.

وزيرة الثقافة والرياضة أماندا ليند قالت “كثيرون منا متشوقون إلى عودة الحياة لطبيعتها، لكن أود أن أذكركم بأننا إذا أردنا أن نواصل السير في الاتجاه الصحيح، فإننا بحاجة إلى مواصلة التطعيم، لنتمكن من مقابلة أحبائنا وتعود الحياة الى طبيعتها بالنسبة لنا جميعاً”.

المطران سعد سيروب

حفلات التخرج.. بين التقييد بالتوصيات وعدم تحمل المسؤولية

ابتسام عبد الله تعيش في مدينة مالمو جنوب السويد، عاشت هذه ضغوطا كبيرة بسبب تزامن تخرج أبنها هذه السنة مع قيود كورونا. فمن جهة تخرج الأبن أو البنت، يُعتبر حدثاً مهماً جداً في حياة العائلة، ولا يمكن أن يمر دون الاحتفال به، لكن القيود المفروضة من قبل هيئة الصحة العامة، منعت الشباب من الاحتفال بما يليق بهذه المناسبة، وهو ما دفع بالكثير من الأشخاص الى الالتزام بالقيود، في حين أن عدد لا بأس به وفق ابتسام “لم يلتزم خصوصا الموسم الدراسي الحالي، حيث شاهدنا استهتار البعض في إقامة الحفلات وعدم التقييد بتجنب الازدحام”.

ابتسام ترى أن بالإمكان التخلي موقتا عن هذه العادات الاجتماعية والتحلي بالمسؤولية وذلك من أجل “صحتنا وصحة الجميع”.

إعلان: هذا إعلان من أحد الشركاء المتعاونين معنا، ليس بالضرورة أن يتوافق محتوى هذه المادة مع سياسة الكومبس التحريرية

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.