الكومبس – أخبار السويد: كشف تحقيق تلفزيوني عن تعرض موظفي الرعاية في شركة Humana لأعمال عنف متكررة من نزلاء وحدة الرعاية النفسية في بولناس، دون أن تُبلغ الشركة مصلحة بيئة العمل (Arbetsmiljöverket) عن أي من هذه الحوادث على مدى تسع سنوات.
وتوفي موظف الرعاية ستيف يونسون في أبريل من العام الماضي، بعد سقوطه وارتطام رأسه بالأرض. وأظهرت تحقيقات برنامج “Kalla Fakta” الاستقصائي على قناة TV4 أن الحادث وقع على الأرجح بعد أن تلقى ستيف ضربة في الوجه من أحد المرضى.
فتح هاتفه بعد وفاته كشف عن سنوات من العنف
وبعد وفاته، تمكنت عائلته، بالتعاون مع البرنامج، من فتح هاتفه المحمول، حيث وُجدت محادثات نصية توثق حوادث عنف متكررة داخل الوحدة. وأظهرت الرسائل تبادل زملائه الحديث عن تعرضهم للضرب من مرضى عدوانيين، ووجود فوضى في بيئة العمل، مع علم الإدارة بذلك.
وجاء في إحدى الرسائل “أحد الزملاء تلقى ضربة قوية في الرأس”، وأخرى قالت “لو أن المريضة أصابت زميلتنا بضربتها، لربما فقدت الوعي”. كما كتب أحد الموظفين “المدير كان على دراية تامة بالفوضى”، و”نأمل أن يتحرك أحد قبل أن يُنقل أحدنا بسيارة إسعاف”.
إصابات متكررة.. واستياء من العمل
وأكدت أرملة الضحية، آسا يونسون، أن ستيف كان يتحدث يومياً عن استيائه من الوضع في العمل. وقالت “كان واضحاً بالنسبة لي أنه كتب هذه الرسائل”.
وأضافت أن زوجها تعرض خلال عمله لعدة إصابات، من بينها تمزق في أحد الأوتار استدعى جراحة، وعضّات، وكسور في النظارات، ما تطلب علاجاً طبياً متكرراً.
وينص القانون السويدي على ضرورة الإبلاغ الفوري عن حوادث العنف في أماكن العمل إلى مصلحة بيئة العمل، ويُعتبر عدم الإبلاغ مخالفة قد تؤدي إلى إدانة صاحب العمل بموجب قانون بيئة العمل.
لكن التحقيق كشف أن شركة Humana لم تُبلّغ عن أي حالة عنف في الوحدة التي كان يعمل فيها ستيف يونسون لمدة تسع سنوات، حتى وقوع الحادث الذي أودى بحياته.
الشركة تحقق أرباحاً كبيرة.. وترد
وفي مقابلة مع البرنامج، أقرّ المدير في الشركة، توبياس فيدار، بعدم قيامهم بالتبليغ، وقال “تلقينا هذه المعلومة منكم، وبعد مراجعتنا تأكدنا أننا لم نجرِ التبليغ كما يجب”.
ورداً على سؤال حول الأرباح الكبيرة التي تحققها الشركة في ظل هذا الوضع، قال فيدار “من الضروري أن نوفر بيئة عمل جيدة لكي نتمكن من تقديم رعاية فعالة. لا يوجد تعارض بين بيئة العمل الجيدة والربحية، بل على العكس”.
يذكر أن شركة Humana تصف نفسها بأنها رائدة في مجال رعاية الأفراد (individomsorg) في دول الشمال. وتوظف الشركة نحو 23 ألف شخص في هذه الدول، منهم 14 ألف موظف في السويد وحدها.