الكومبس – تقارير: احتفل المسلمون في الأيام الثلاثة الماضية بعيد الفطر في السويد والعالم. قصد المؤمنون الجوامع والمساجد لأداء صلاة العيد، وقصد الأطفال مع أهاليهم الحدائق ومدن الألعاب للاحتفال بالعيد على طريقتهم مع سيطرة الطقس الربيعي الدافئ على معظم مناطق السويد في أول وثاني أيام العيد.
رشيد فاريفار، النائب عن حزب ديمقراطيي السويد SD في البرلمان، قصد مدينة الألعاب الكبرى ليسيبري قرب مدينة يوتيبوري مع أسرته نهاية الأسبوع، لكن فرح الأطفال “غير البيض” وأهاليهم بالعيد أزعج النائب السويدي من أصل إيراني كما يبدو.
نشر رشيد فيديو على موقع تويتر تبدو فيه زحمة الأطفال وأهاليهم في مدينة الألعاب، وبينهم قسم كبير من أصول مهاجرة وعلّق كاتباً “يوم رائع في ليسيبري. يشعر المرء فعلاً وكأنه في إيران أو بلد قريب في الشرق الأوسط”.
ونشر بعدها كذلك صورة لشبان صغار قال إنهم من أصول مهاجرة وهم يتسلقون سياج المدينة، مشبهاً إياهم بـ”القيء” وداعياً إلى ترحيلهم بسبب “جريمة” التسلل.
ولم يكتف رشيد بذلك الكمّ من الأفكار بل أضاف تغريدة نشر فيها صورة لسبورة قال إنه ردّ عبرها على تساؤل طفلته عن عدد المحجبات في مدينة الألعاب.
واتهم في ما كتبه الحزب الاشتراكي الديمقراطي باستقدام المهاجرين من دول مسلمة للحفاظ على السلطة، واضعاً نظرية “الاستبدال السكاني العظيم” ذات الجذور النازية في صلب شرحه.
تغريدات رشيد وتعليقاته قوبلت بالترحيب من متطرفين أزعجتهم مظاهر العيد، ويزعجهم وجود مهاجرين، يشبهون رشيد شكلاً، في السويد.
غير أن التغريدات كانت أيضاً مثار سخرية وتندّر من قبل معظم المغردين على تويتر، الذين لم يعلقوا فقط على مفارقة كون رشيد من أصول مهاجرة يشبه من صوّرهم وانتقدهم، إنما لـ”تفاهة” ما نشره رغم تطرفه كما وصفوه، وهو العضو في البرلمان.
ونشر مغردون صوراً مماثلة لسبورة رشيد سخروا عبرها من أمور مختلفة بما فيها حملات SD وسياساته وتعليقات سياسييه.
وتأتي تغريدات رشيد مماثلة في مضمونها لتغريدات وتعليقات أخرى ضمن حملة شنها يمينيون متطرفون خلال الأيام الأخيرة، بعد انتشار صور احتفالات العيد وصلواته من مدن السويد وبلداتها.
واشتهر رشيد سابقاً بتغريدة مماثلة في مضمونها وجّه خلالها الشكر لجميع “البيض” العاملين في القطاع الصحي في السويد، ما أثار الانتقادات والسخرية.
ونشر ناشط يميني آخر مقرب من SD خبراً حول قيام مدرسة في مالمو بإلغاء الامتحانات الوطنية بسبب عيد الفطر. وانتشرت التغريدة بشكل واسع ضمن صفوف مؤيديه، ليتبين بعدها أن المعلومات مضللة ومغلوطة وأن موعد الامتحان المذكور يحل بعد أسابيع.
وعبّر يمينيون متطرفون عن ضيقهم وانزعاجهم مما اعتبروه “التحول” في السويد، منتقدين تهنئات العيد من رئيس الوزراء أولف كريسترشون وغيره من السياسيين، وكذلك تهنئات الشرطة وجهات رسمية أخرى.
وباتت حملات اليمين المتطرف أخيراً مرتفعة المستوى في خطابها التحريضي وفي مستوى الكراهية الذي تتضمنه تجاه المهاجرين، كما اتسع انتشارها، بعدما كانت سابقاً محصورة بحركات نازية وفاشية على هامش السياسة في السويد.