أظهر مسح قامت به إذاعة السويد أن العديد من المترجمين الشفويين العاملين في المستشفيات والعيادات السويدية غير مؤهلين، وأن مراجعي المؤسسات الصحية ممن لا يتحدثون السويدية غالبا ما يواجهون مشاكل جدية بسبب ذلك.
ترجمة وتحرير الكومبس
أظهر مسح قامت به إذاعة السويد أن العديد من المترجمين الشفويين العاملين في المستشفيات والعيادات السويدية غير مؤهلين، وأن مراجعي المؤسسات الصحية ممن لا يتحدثون السويدية غالبا ما يواجهون مشاكل جدية بسبب ذلك.
وغالبا لا يستطيع المراجعون التواصل مع المسؤولين عن تقديم الخدمات الصحية ويمكن أن يتلقوا أدوية خاطئة أو أن لا يفهموا تشخيص حالاتهم.
الرعاية الصحية في السويد تدار من قبل مجالس المحافظات، وفي 9 محافظات تم إجراء المسح عليها من أصل 12 تبين أن أقل من حالة بين كل 5 حالات تم تخصيص مترجم معتمد لها. والمترجمون الشفويون المرخصون للعمل في مجال الرعاية الصحية تعاملوا مع أكثر بقليل من 4% من الحالات فقط.
سعيد من المغرب واجهته مشكلة في إحدى المستشفيات لأن المترجم لم يستطع فهم لهجته: "لقد كانت ترجمته خاطئة، وبسبب ذلك فإن تشخيص الطبيب للحالة كان خاطئا. بعد ستة أشهر أصبح وضعي أكثر سوءا بكثير لأني تلقيت الدواء الخطأ".
مصلحة الخدمات القانونية والمالية والإدارية (Kammarkollegiet) هي الجهة التي ترخّص المترجمين الشفويين في السويد، وتقدم اختبارات للتصديق على مترجمين مختصين للعمل في المجالات القانونية والرعاية الصحية. إيفيت لارسون من المصلحة تحدثت عن مدى أهمية وجود مترجمين مختصين في مجال الرعاية الصحية قائلة: "إنها قضية مسؤولية قانونية، وإزالة المخاطرة بتقديم علاج غير ملائم تتطلب أعلى مستوى من الكفاءة."
وقامت المصلحة بمنح تراخيص لـ 134 مترجما في مجال الرعاية الصحية، فقط، في كل اللغات وفي جميع أنحاء السويد. لكن أكثر من نصف هؤلاء المترجمين يعملون في المناطق التابعة للمدن الثلاث الرئيسية. وبينما هناك 170 لغة مستخدمة في السويد تحتاج لوجود مترجمين لها، إلا أن المترجمين المرخصين للعمل في الرعاية الصحية يغطون 18 لغة فقط، والمترجمون المرخصون للترجمة بشكل عام يغطون 36 لغة.
أحد أسباب المشكلة هو انخفاض الرواتب وظروف العمل للمترجمين العاملين في قطاع الرعاية الصحية مقارنة بنظرائهم ممن يعملون في المجال القانوني.
علي لبريزي مترجم مرخص للعمل في كلا المجالين بلغتين، لكنه يقول بأنه توقف منذ وقت طويل عن العمل في الرعاية الصحية، معللا ذلك بأن الترجمة الفورية في المستشفيات تجني ما بين 250 إلى 300 كرون في الساعة. ونفس العمل في المجال القانوني يدفع مقابله ثلاثة أضعاف هذا المبلغ على الأقل.
إيفا إنترينا، التي تترجم من الإسبانية، تقول بأنها تحصل على أجرة أقل للساعة مما كانت تحصل عليه قبل سبع سنوات. وتضيف: "الظروف أصبحت سيئة بشكل كبير."
ومن بين المترجمين المرخصين الـ 25 اللذين تحدثت معهم إذاعة السويد، خمسة فقط لازالوا يعملون بشكل أساسي في الرعاية الصحية بينما خفض الآخرون عملهم في المجال أو أوقفوه بشكل تام.
وزير الإندماج إريك أوللينهاغ (Erik Ullenhag) عقب على الموضوع بالقول إن من أجل جعل الوظيفة أكثر جذباً فعلى مجالس المحافظات الاتفاق على سلّم رواتب مشترك لمترجميهم. ويضيف بأن الاتصال ما بين المريض وطبيبه أمر أساسي من أجل رعاية صحية ملائمة، والقضية لم تناقش بشكل كاف.
المصدر: Sveriges Radio