هل تتجه إسبانيا أيضاً نحو اليمين؟ انطلاق الانتخابات العامة في البلاد

: 7/23/23, 9:33 AM
Updated: 7/23/23, 9:33 AM
هل تتجه إسبانيا أيضاً نحو اليمين؟ انطلاق الانتخابات العامة في البلاد
رئيس الوزراء سانشيز ومنافسه من اليمين فيخو

الكومبس – أوروبية: يدلي الناخبون الاسبان بأصواتهم اليوم الأحد (23 تموز/ يوليو 2023) للاختيار بين تجديد ولاية رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز أو إعادة اليمين إلى السلطة، كما تتوقع استطلاعات الرأي، وربما اليمين المتطرف. وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها من الساعة التاسعة وحتى الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي.

ومع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة في 2024 ، سيشكل فوز اليمين في رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، بعد انتصاره في إيطاليا العام الماضي ، ضربة قاسية لأحزاب اليسار الأوروبية. وسيكون لذلك طابعا رمزيا كبيرا لأن اسبانيا تتولى الرئاسة الدورية الاتحاد الأوروبي .

وتتوقع جميع استطلاعات الرأي التي نشرت حتى الإثنين انتصارا لحزب الشعب (يمين) بقيادة ألبرتو نونيز فيخو (61 عامًا). لكن غياب الاستطلاعات قبل خمسة أيام من الانتخابات يتطلب الحذر. فعدد الناخبين المترددين كبير ( واحد من كل خمسة) ومن غير المعروف تأثير موعد الانتخابات – في منتصف الصيف وفي أوج موجة حر شديد – على المشاركة في التصويت.

وأعلن مكتب البريد الإسباني السبت أنه بسبب الأعياد، صوت بالبريد نحو مليونين ونصف مليون ناخب من حوالى 37,5 مليونا مسجلين، وهذا رقم قياسي. وقال المحلل السياسي بيدرو رييرا ساغريرا الأستاذ في جامعة كارلوس الثالث في مدريد لوكالة فرانس برس ، إنه على الرغم من كل شيء فإن “عدم فوز حزب الشعب سيكون مفاجأة كبرى لكن قدرته على تشكيل حكومة أمر آخر”.

ويأمل فيخو في كسب عدد سحري محدد بـ 176 نائبًا يمنحه الأغلبية المطلقة في مجلس النواب الذي يضم 350 مقعدًا. لكن لم يخلص أي استطلاع للرأي إلى نتيجة كهذه لحزب الشعب الذي سيضطر إلى إبرام تحالف. وشريكه المحتمل الوحيد في هذا التحالف هو “فوكس” (صوت) الحزب اليميني القومي المتطرف والمحافظ جدا الذي تأسس في 2013 بعد انشقاق عن حزب الشعب.

ونقطة الضعف الكبيرة لفيخو الذي تأثرت حملته بها، إذ خاض حزبه مفاوضات مع “فوكس” لإبرام اتفاقات في عدد المناطق التي انتزعت من اليسار في الانتخابات المحلية في 28 أيار/ مايو. فالحزب اليميني المتطرف لم يتنازل عن أولوياته بما في ذلك رفض مفهوم العنف المرتبط بالنوع الاجتماعي ورفض المتحولين جنسياً وإنكار تغير المناخ.

يأمل فيخو في كسب عدد سحري محدد ب176 نائبًا يمنحه الأغلبية المطلقة في مجلس النواب الذي يضم 350 مقعدًا. لكن لم يخلص أي استطلاع للرأي إلى نتيجة كهذه لحزب الشعب الذي سيضطر إلى إبرام تحالف.

وحذر زعيم الحزب سانتياغو أباسكال، حزب الشعب من أن ثمن دعمه سيكون المشاركة في حكومة فيخو، والتي ستمثل عودة اليمين المتطرف إلى السلطة، بعد ما يقرب من نصف قرن من نهاية ديكتاتورية فرانكو . ولم يكشف فيخو نواياه بشأن “فوكس”. وصرح في مقابلة مع صحيفة “إل موندو” الجمعة “قبل يومين من الانتخابات يجب ألا يقول المرشح من سيتحالف معه”، مؤكدا أن تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب اليميني القومي “ليس مثاليا”.

وجعل سانشيز (51 عاما) الذي تشير استطلاعات الرأي إلى هزيمته بعد خسارة اليسار في الانتخابات المحلية التي دفعته إلى الدعوة إلى هذا الاقتراع المبكر، من التحذير من “وصول” اليمين المتطرف إلى السلطة محور حملته الانتخابية. ويتحدث رئيس الوزراء المنتهية ولايته الذي ركز إلى حد كبير على الخارطة الأوروبية عن “ثنائي مؤلف من اليمين المتطرف وأقصى اليمين”.

وقال في مناظرة تلفزيونية الأربعاء أن تشكيل حكومة ائتلافية بين الحزبين “ليس فقط انتكاسة لإسبانيا” على صعيد الحقوق بل “انتكاسة خطيرة للمشروع الأوروبي”. وهو يرى أن البديل الوحيد لحكومة لحزب الشعب و”فوكس” في السلطة هو الإبقاء على الائتلاف اليساري الحالي الذي شكل في 2020، بين حزبه الاشتراكي واليسار الراديكالي الذي لم يعد يمثله حزب “بوديموس” (نستطيع).

ولم يكن “بوديموس” شريكا مريحا لسانشيز في السنوات الثلاث وقد امتصه وحل محله هذا العام حزب “سومار” بقيادة وزيرة العمل المنتهية ولايتها الشيوعية والبراغماتية يولاندا دياز. لكن رييرا ساغريرا يرى أن فرص بقاء اليسار في السلطة ضئيلة.

في المقابل، قد يجعل تشكيل حكومة بدون أغلبية من الضروري تنظيم اقتراع جديد خلال بضعة أشهر مما يشكل “مجازفة كبيرة”، على حد قوله. وفي غياب استطلاعات الرأي، لن يعرف اتجاه الانتخابات قبل إعلان النتائج الأولى للاقتراع.

ينشر بالتعاون مع DW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.