الكومبس – تحقيقات: يمكن ملاحظة حالة من عدم الرضى بين القادمين الجدد والمهاجرين إجمالا، على نظام الرعاية الصحية والطبية في السويد، تصل أحيانا إلى فقدان الثقة التامة بهذا النظام والعاملين به من أطباء وممرضين. تداعيات هذه الحالة يمكن أن تكون كبيرة وخطيرة خاصة على جزء كامل من المجتمع.
فما معنى أن تفقد الثقة بمن يقدم لك العلاج والرعاية؟ وما معنى أن تصبح في حالة تصل إلى الخوف من اليد التي تمتد أصلا لمساعدتك وانقاذك من المرض أنت وعائلتك وأطفالك؟
ولكن هل فعلا وإلى هذا الحد يمكن أن يكون الطب والأطباء سيئين في السويد، حسب ما يعتقد على الأقل عدد كبير وكبير جدا من المعلقين على أي خبر أو مادة تنشرها الكومبس وتخص الطب في السويد، خاصة التعليقات على قضية رشا المؤسفة، رشا المرأة التي فارقت الحياة بعد ولادة متعثرة في إحدى مستشفيات أوربرو في السويد؟
لكي لا تتكرر مأساة رشا
يقول خليل الزوج المفجوع بوفاة زوجته، ضمن تحقيق نشرته الكومبس في 16 آب/ أغسطس، حول هذه الحادثة المأساوية، إنه يريد من خلال إيصال صوته للإعلام التحذير من عدم تكرار ما وقع لزوجته وما مرت به من ظروف قبل وأثناء وبعد ولادتها، لأنه يعتبر أن ما حدث كان يمكن تلافيه، محملا الطاقم الطبي بالمشفى المسؤولية عما حدث.
الصحافة السويدية اهتمت بدورها بالقصة، ونشر الخبر على القناة الرابعة التلفزيونية فيما أجرت المسائية السويدية “أفتونبلادت” تحقيقا مفصلا لاقى تفاعلا وتعاطفا من قبل القراء مع ما حدث لعائلة خليل.
يمكن ومن خلال هذه الحادثة المأساوية استخلاص النقاط التالية:
لا ينبغي أن تفقد أي أم حياتها أثناء الولادة في بلد مثل السويد في هذا العصر الذي نعيش به مع توفر كل هذه الإمكانيات الطبية والتقنية.
عدم حصول رشا على حقها بأن تجرى لها عملية قيصرية يعتبر أمر مشين، خاصة إذا كان السبب فعلا هو للتوفير أو للاستهتار بحياة امرأة من أصول غير سويدية، مع الإشارة إلى أن نتائج التحقيقات هي الكفيلة بحسم هذا الموضوع.
من ناحية أخرى هناك من يضع الحق على غياب التفاهم والتواصل المسبق مع المشفى من قبل الممرضة التي كانت تشرف على حمل رشا قبل نقلها لكي تضع مولودها. وساعد على ذلك عدم معرفة المرأة وزوجها بالقوانين والإجراءات التي تكفل لهم الحق بالمطالبة بعملية قيصرية.
لم يجهز مشفى أوربرو الجامعي مسبقا لعملية قيصرية لرشا، هم أرادوا لها وقرروا أن تلد ولادة طبيعية وفقط بعد 12 ساعة من الألم والنزيف تم إجراء العملية الجراحية بشكل عاجل. ولكن بعد فوات الأوان. عندها فشل 16 كيساً من الدم في إنقاذ الأم التي وضعت مولودها قبل أيام.
من غير الواضح لماذا لم يصغ الطاقم الصحي للأم عندما أخبرت عن ولادتها الأولى في سوريا، وعن أنها تعاني من ضيق في عنق الرحم، هل أراد الطاقم الطبي في أوربرو أن يختبر مهاراته بالمرأة الضحية، لكن بأي ثمن؟
ربما كانت رشا ستعيش اليوم لو حصلت على عملية قيصرية مخطط لها مسبقا. لا أحد يعرف، ولكن من المهم أن تكشف التحقيقات عن المقصرين وعن الظروف والملابسات التي جعلت أم تموت بسبب الولادة في بلد مثل السويد في هذا العصر الحديث.
رصد الأخطاء وشفافية نشر الحقائق لا يعني التعميم والأحكام السريعة
يجب أولا وقبل كل شيء التأكيد على الدور الذي تقوم به الصحافة في رصد وكشف ما يحدث في نظام الرعاية الصحية، بكل شفافية وشجاعة كما حدث مع رشا، وبين الوقوع في خطأ التعميم وإعطاء تقييم سلبي عام على نظام رعاية صحية يعتبر من أفضل ما هو موجود بالعالم، حسب دراسات مستقلة.
واجب الصحافة وواجب الجهات الرسمية عدم التستر على الخطأ، وكشف كل الحالات التي يحدث بها إهمال أو أخطاء طبية، خاصة عندما تكون النتيجة الموت، واجب الصحافة الكشف والكتابة عن أي حالة جدية بكل شفافية ومهنية، وواجب الجهات الصحية والقضائية التحقيق والكشف عن المقصرين.
وهذا ما يحدث عادة، حيث يوجد عدة جهات على حسب مستوى جدية الخطأ الطبي، يبدأ من كتابة ملاحظات وانتقادات تخص خدمة طبية أو موجهة إلى شخص أو أشخاص معينين يعملون بمؤسسة معينة. وتجدون في هذا المقال معلومات عن كيفية التقدم بانتقاد أو شكوى أو رفع قضية عن طريق الشرطة.
ولكن الخطورة هي في نشر الاشاعات وإشاعة معلومات مضللة وغير صحيحة، تطال كل الجهاز الطبي ونظام الرعاية الصحية في السويد، وهذا ما يمكن أن يخلق تداعيات تضر الجميع.
اختلاف كبير في مفاهيم الرعاية الطبية والصحية بين السويد وبعض الدول الأخرى
لا شك أن القادم الجديد أو بالأحرى أغلب من نشأ خارج السويد، يجدون صعوبة بالتأقلم مع المجتمع وأنظمته وقوانينه المصممة أصلا بما يناسب خصوصية السويد ومجتمعها، نحن لا نقول إن هذا التصميم سيء أو جيد، هو تصميم مناسب لثقافة التربية الصحية منذ الصغر للناس هنا، ومناسب للنظام السياسي، الذي ينتخبه الشعب، والسياسة هنا تعنى من ضمن ما تعني، تحديد ميزانية قطاع الصحة، وتحديد ما هو مجاني وما هو مدفوع ووضع قواعد التقييم وكفاءة عمل المستوصفات والمستشفيات والعيادات الخاصة منها والعامة، بالإضافة الى مجموعة أخرى من الإجراءات التي تضمن أن يكون نظام الصحة في السويد، فعال وعادل، ويتمتع بالكفاءة.
نمط الحياة هنا والصحة العامة مختلف عما هو عليه في الكثير من البلدان، لأن الصحة تتأثر أيضا إذا كان الشخص يشعر بالآمن والأمان الاجتماعي وأن يكون سعيداً وعلى توافق مع ذاته، ومع الناس الذين يحيطون به واذا ما كان ترى أن لحياته معنى. كما أنّ المجتمع المحيط بالشخص يعني أيضاً الكثير لصحته، مثل كيف يسكن، وما هو العمل الذي يؤديه وإذا كان الشخص يشعر أنه جزء من المجتمع.
القطاع الصحي قضية انتخابية يمكن أن تفقد الأحزاب عدد كبير من شعبيتها
إذا هناك أمور لها علاقة بأسلوب ونمط الحياة هنا منذ فترات تاريخية وهناك أمور سياسية يختار المواطنون على أساسها الأحزاب التي تناسب تطلعاتهم وتوجهاتهم، وعادة ما يكون موضوع الرعاية الصحية من أهم القطاعات التي يتعامل السياسيون معها بحذر، وهناك من يعتبر أن الأحزاب السياسية أحيانا تخشى أن تخسر جمهورها إذا قامت بوضع اقتراحات قاسية بالنسبة لفئات معينة بالمجتمع، ولكنها قد تكون فعالة أكثر.
إضافة إلى ما يمكن وصفه بالحذر أو بـ “الجبن السياسي” لدى الأحزاب لحل بعض مشاكل إدارة القطاع الصحي، هناك أيضا حقائق عديدة زادت من المشاكل التي تواجه نظام الرعاية الصحية، في الآونة الأخيرة منها السماح للقطاع الخاص بالاستثمار بالصحة وانشاء عيادات ومستوصفات خاصة، البعض يعتقد أن هذا السماح زاد من الاهتمام بجني الأرباح على حساب إهمال نوعية الخدمة، مما زاد أيضا من عدد الشكاوي المقدمة للسلطات التي تمثل وتدافع عن حق المرضى.
يمكنك ترك ملاحظات أو انتقادات أو تقديم شكوى أو رفع قضية
إذا لم تكن راضيا عن الرعاية الصحية يمكنك على الأقل ترك ملاحظاتك وتعليقاتك أو تقديم شكوى، وإذا كان الأمر جدي يمكنك رفع قضية لدى الشرطة. يمكنك القيام بذلك كمريض وكأحد الأقارب. تعدد وجهات النظر والمشاركة بإبداء الرأي يجعل الرعاية أفضل وأكثر أمانا، حسب موقع الرعاية الصحية 1177.
من حقك كمريض، أن تتلقى رعاية جيدة النوعية ويجب أن تعامل باحترام من قبل موظفي الرعاية. يجب أن تحصل على معلومات واضحة عن صحتك ورعايتك بشكل مفهوم لك.
يمكنك تقديم ملاحظات أو تقديم شكوى إذا لم تكن راضيا عن الرعاية التي تلقيتها أو تعتقد أن هناك شيئا ما كان خطأ. قد يتضمن ذلك العلاج أو إمكانية الوصول أو التواصل مع نظام الرعاية الصحية. يمكنك أيضا التوصل إلى أفكار واقتراحات حول كيفية تحسين الرعاية.
يمكنك تقديم تعليقات أو شكاوى بعدة طرق:
ابسط الطرق الاتصالبالمستوصف وتحديدا قسم الاستقبال حيث تلقيت الرعاية أو العلاج في منطقتك.
يمكنك الإبلاغ عن أحداث معينة إلى لجنة التفتيش على الرعاية الصحية IVO Inspektionen för vård och omsorg, IVO.
يمكنك أيضًا الإبلاغ عن الحوادث إلى أمين المظالم المعني بالتمييز أو الشرطة إذا كانت شكواك تتعلق بشيء يمكن أن يكون ضمن جرائم التمييز أو جنائيا.
في بعض المناطق، يجب عليك تقديم الشكاوى بطريقة خاصة، ادخل إلى موقع 1177 لمعرفة كيف تجري الأمور بمنطقتك عند تقديم الشكوى.
يمكنك إرسال الشكاوى والملاحظات عن أحد الأقارب إذا كان الشخص غير قادر على القيام بذلك بنفسه، لكي تكون قادرا على المشاركة في المستندات أو تقديم إجراءات أقربائك، تحتاج إلى وكيل.
يجب أن تحصل على إجابة في أقرب وقت ممكن
يجب أن تحصل على إجابات لشكواك أو تعليقاتك في أسرع وقت ممكن. يعتمد مقدار الوقت الذي تستغرقه الإجابة، على عدة أشياء منها: طبيعة ما تشكو منه. في بعض الأحيان قد تحتاج العيادة إلى وقت للتحقق مما حدث. عادة يجب أن تكون قد استلمت إجابتك في غضون أربعة أسابيع. إذا استغرق الأمر وقتًا أطول، فيجب أن تستفسر عن السبب.
عند اتصالك بخدمة الرعاية الصحية مع الشكاوى أو التعليقات، يجب أن تتلقى تأكيدًا بأنه قد تم استلامها. إن أمكن، يجب عليك أيضًا الحصول على معلومات حول متى يمكنك الحصول على إجابة.
قد يحق لك الحصول على تعويض إذا كنت مصابًا في الرعاية الصحية. اقرأ المزيد عن كيفية تقديم شكوى أو
رفع قضية أو حول التعويض عن إصابة المريض. في موقع 1177
مفهوم الصحة العامة في السويد
يعمل القطاع الصحي ضمن مفهوم الصحة العامة، من أجل تأمين الصحة لجميع السكان في البلد. ويعتبر حقّ الحصول عل صحة جيدة هو أحد حقوق الانسان. وترى السويد نفسها مُلزَمة بالعمل لينال جميع الاشخاص في المجتمع مثلاً تلك العناية التي يحتاجونها. وفي السويد تعمل الحكومة والسُلطات المختلفة ليكون الجميع بصحة جيدة.
سُلطة الصحة العامة هي سُلطة تابعة للدولة تحمل على عاتقها مسؤولية الشؤون التي تخصّ صحة الشعب على كامل الأراضي السويدية. وتعمل هده الجهات ليكون الجميع في السويد بصحة جيدة. تعمل سُلطة الصحة العامة كثيراً بشكل خاص في 11 مجالاً مختلفاً وهي:
- العمل على تأمين المشاركة والتأثير في المجتمع.
- تأمين المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية.
- تأمين شروط نمو الأطفال والأحداث.
- تأمين الظروف الصحية في حياة العمل.
- تأمين البيئات والمنتَجات.
- تأمين الرعاية الصحية والطبية المعززّة للصحة.
- تأمين الحماية ضدّ انتشار العدوى.
- تأمين الصحة الجنسية والتناسلية (الإنجابية)
- تأمين نشاط جسدي
- تأمين عادات الطعام وأسلوب الحياة.
- مجال الحد من تأثير المشروبات الكحولية،
المخدرات، تعاطي العقاقير المنشطة، التبغ والمقامرة على الصحة العامة
رغم أن السُلطات السويدية تعمل لتحسين الصحة العامة إلا أنّ الصحة تختلف بين مختلف الفئات في المجتمع. فالأشخاص الذين لديهم تأهيلاً دراسياً منخفضاً ودخلاً منخفضاً لديهم غالباً صحة أسوأ ممّن لديهم تأهيلاً دراسياً عالياً ودخلاً عالياً.