سيل من الانتقادات ينهال على لوفين بعد انتقاده للفلسطينيين
الكومبس – خاص: أشعل رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي ستيفان لوفين، فتيل نقاشات حادة على صفحات التواصل الاجتماعي، منذ صباح اليوم الأحد، عندما كتب على صفحته الخاصة في الفيسبوك تصريحا، اعتبره الكثيرون بأنه معاديا للفلسطينيين، وغير منصف لما يجري الآن من وقائع في قطاع غزة.
سيل من الانتقادات ينهال على لوفين بعد انتقاده للفلسطينيين
الكومبس – خاص: أشعل رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي ستيفان لوفين، فتيل نقاشات حادة على صفحات التواصل الاجتماعي، منذ صباح اليوم الأحد، عندما كتب على صفحته الخاصة في الفيسبوك تصريحا، اعتبره الكثيرون بأنه معاديا للفلسطينيين، وغير منصف لما يجري الآن من وقائع في قطاع غزة.
وتضمنت أكثر التعليقات على هذا التصريح، انتقادات حادة وجهت لزعيم المعارضة السويدية الذي فاجئ الجميع نظرا لأنه كان يعتبر في مواقف سابقة، مؤيدا للحقوق الفلسطينية.
ولنتعرف أولا على الترجمة الحرفية للتصريح:
" تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين الى الآن أكثر من 100 قتيل فيما سقط على إسرائيل أكثر من 700 صاروخ. حماس تتحمل مسؤولية وقف تساقط الصواريخ اليومي. الوضع المتصاعد بعد خطف ثلاثة شبان إسرائيليين يجب أن يتوقف.
على إسرائيل احترام القانون الدولي، ولكن بطبيعة الحال يحق لإسرائيل أن تدافع عن نفسها.
إنها لمأساة كبيرة أن يتصاعد العنف بهذه الطريقة. خاصة أن المدنيين هم من يعاني أكثر من غيرهم. وأخيرا فان اجماع مجلس الأمن الدولي على الدعوة لوقف التصعيد ووقف إطلاق النار، يجب أن ينهي القتل والاحتلال والعنف. جميع الأطراف هي المسؤولة عن العودة إلى طاولة المفاوضات"
"تصريحات جبانة" وتعد انحرافا عن مسار الحزب
أكثر ما أثار حفيظة الفلسطينيين والمؤيدين لهم، المقارنة بين عدد الصواريخ المنهالة على الجانب الإسرائيلي وعدد الضحايا المتساقطة على الجانب الفلسطيني، إضافة إلى منح إسرائيل حق الدفاع عن نفسها من خلال الأسلوب الذي تتبعه والقريب من أسلوب العقاب الجماعي والقتل العشوائي.
إحدى التعليقات الموقعة باسم ناتاكا بانشا اتهمت تصريحات لوفين بالجبانة والتي ستأثر فعلا على مزاج الناخب المؤيد للقضية الفلسطينية صاحبة التعليق تقول: "ستيفان كم هي جبانة تصريحاتك، والتي كأنها أخذت من تقرير اخباري عن شبكة سي إن إن، على كل حال شكرا لك لانك سهلت علينا اختياراتنا في انتخابات سبتمبر المقبلة"
"أولف بالمه يتقلب بضريحه"
وهناك من استحضر شخصية زعيم الحزب الاشتراكي المعروف دوليا أولف بالمه، والذي ساهم في أن يكون الحزب الاشتراكي الديمقراطي صديقا للشعب الفلسطيني، تعليق روبين رودريغوس يقول: " الأن أولف بالمه يتقلب قلقا في ضريحه… على ستيفان لوفين ان يستقيل فورا"
احدى المسؤولات في الاشتراكي الديمقراطي، فريدا ايدمان، اعتبرت تصريحات رئيس الحزب انحرافا واضحا عن مواقف الحزب المتعارف عليها حين قالت: نحن الاشتراكيين الديمقراطيين اعتدنا أن نتكلم بأكثر مبدئية في هذه القضية (الفلسطينية) التي تعتبر الأكثر حساسية من بين القضايا الدولية. نحن بحاجة ان نكون أكثر وضوحا، الدولة الإسرائيلية تخترق القانون الدولي ونحن يجب ان نعترف بفلسطين، هذه هي نقاط الارتكاز الأساسية هنا"
رشيد الحجة: إذا كان لا يعرف واجبنا أن نشرح له
عدد من سيل الانتقادات الموجهة ضد تصريحات لوفين حملت طابع الصدمة، خاصة من جهة من اعتبروا لوفين الزعيم النقابي السابق وزعيم الحزب الأعرق في السويد، شخصية مناصرة أو على الأقل متفهمة للحقوق الفلسطينية. رشيد الحجة أحد نشطاء الاشتراكيين الديمقراطيين، وأحد المؤسسين لجمعية الناطقين بالعربية داخل الحزب قال لـ الكومبس: إذا كانت تصريحات لوفين تعبر عن عدم فهمه لطبيعة الصراع الفلسطيني مع الاحتلال وطبيعة وضع قطاع غزة تحديدا فواجبنا أن نشرح له، لذلك طلبنا عقد لقاء عاجل معه، إما إذا كانت تصريحاته عن قصد ويقف ورائها اعتبارات سياسية، فهذه مصيبة كبرى، مضيفا
"لقد أخطأ قائد حزبنا بإلقاء اللوم على الضحية. فالمعتدي هو دولة الاحتلال. وأنا كتبت لرئيس الحزب متسائلا، كيف لحزب ديمقراطي عريق مثل حزبنا، يؤمن بالعدالة الاجتماعية وبحقوق الإنسان أن تكون له صلة مع دولة تحتل أراض الغير وتنكل بشعبها. وبالنسبة للمعتدي هذه المرة كتبت له بأنها إسرائيل. فبعد أن قتل الثلاثة المستوطنين بدأت إسرائيل باعتقال المئات وهدم المنازل في الضفة الغربية والقصف على قطاع غزة مما استدعى المقاومة الفلسطينية في غزة للرد بما يملكونه من سلاح، وبالمظاهرات في باقي أراضي فلسطين. وبرأيي علينا أن نوصل مفهومنا إلى قيادة حزبنا الحقيقة ونطالبه بمقاطعة إسرائيل وفرض عقوبات عليها على مستوى السويد والمستوى الأوربي والعالمي"
فخ الحسابات الخاطئة لنسب التوازن في التصريحات
بعض المصادر الخاصة من داخل الحزب ارجعت كتابة هذا التصريح الى مستشارين من حول رئيس الحزب، لكن ذلك لا يمكنه ان يبرئ المسؤول الأول بالحزب عن هذه التصريحات.
فيما ذهب رأي آخر على أن ستيفان لوفين وقع في فخ الحسابات الخاطئة لنسب التوازن في التصريحات، ولأن معظم الأحزاب السياسية في السويد وأوروبا تحاول دائما أن تظهر على أنها متوازنة، لذلك تلوم دائما الطرفين وتستخدم لغة غير حاسمة عندما يلزم أن تحدد هذه الأحزاب موقفها من أحداث واضحة.
لا شك أن التصريح في أي موضوع يخص الشأن الفلسطيني يمكن أن يوقع صاحبه في ورطة الحسابات الخاطئة، خاصة أن أصدقاء فلسطين في السويد وأوروبا أصبح لهم وزنا وشأنا لا يقل عن أصدقاء إسرائيل، إضافة إلى أن الرأي العام أصبح أكثر اطلاعا على الحقائق مقارنة مع الزمن السابق عندما كانت الساحة الإعلامية والسياسية محتكرة فقط للطرف الإسرائيلي. وهذا واضح من قوة وحجم الرد الذي تكيله القوى المتعاطفة مع القضية الفلسطينية على أي تعليق يحاول أن يقارن بين الطرفين ويخلط أوراق النزاع.
الحصار أشد أنواع العدوان وأقسى من كل الصواريخ
ومع ذلك يفشل الطرف المناصر للفلسطينيين في بيان حقيقة ما تتعرض له غزة من حصار مستمر، حتى أثناء سكوت المدافع وتوقف الصواريخ، فالحصار، كما يقال الناشط ماجد تميم، هي أشد وأقسى أنواع العدوان ولا يقارن بكل ما تطلقه غزة من قذائف كرتونية على البلدات الإسرائيلية، كنوع من تذكير العالم ببشاعة الحصار
ماذا بعد هذه التصريحات
كيف سيتصرف ستيفان لوفين، وقيادة حزبه الآن لاحتواء هذه الأزمة، وكيف سيحاول إعادة معادلة التوازن الى النسب الصحيحة التي تعبر عن حقيقة كميات القتل والتدمير بين الطرفين؟ وبين معادلات الجلاد والضحية، هناك تسريبات من أن توضيحات لاحقة سوف تظهر قريبا من قيادة
الاشتراكيين الديمقراطيين
رئيس تحرير شبكة الكومبس
د. محمود صالح آغا