الكومبس – ستوكهولم: تتقدم شركة استرا زينيكا السويدية البريطانية إلى الأمام في البحث عن لقاح ضد كوفيد-19، وسط تساؤلات يثيرها باحثون عن جدوى اللقاح في توفير الحماية المطلوبة.
الرئيس التنفيذي للشركة باسكال سوريوت واثق من أن التكنولوجيا الخاصة باللقاح ستعمل. وقال للتلفزيون السويدي اليوم “نرى أن اللقاح يحفّز الأجسام المضادة وينشط الخلايا التائية، وسننشر نتائج ذلك قريباً”.
في حين قالت أستاذة علم المناعة واللقاح في معهد كارولينسكا، غونيلا كارلسون، إن النتائج المبكرة لا تبدو واعدة للغاية.
وأعطى الباحثون ستة قرود جرعة من اللقاح الذي طورته أسترا زينيكا، ثم عرّضوها لفيروس كورونا فأصيبت به دون أعراض خطيرة. ويجري اختبار اللقاح الآن على مجموعات أكبر من الناس.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة “لدي ثقة كبيرة في ما ستظهره الدراسات السريرية، وهذا هو السبب في أننا نتقدم بسرعة كبيرة”.
وتوقّع سوريوت أن تكون الشركة قادرة على تسليم لقاح فعال جاهز للاستخدام قبل نهاية العام. في حين شكّك عدد من الباحثين الذين اطلعوا على بيانات التجارب المبكرة على الحيوانات بالنتائج. فرغم أن القرود لم تصب بأعراض خطيرة فإنها جميعاً أصيبت بالفيروس.
وعبّرت غونيلا كارلسون عن قلقها من أن اللقاح يبدو أنه لا يولد رد فعل وقائياً كافياً من جهاز المناعة.
وأوضحت “يحتاج اللقاح الفعال إلى توفير استجابة قوية من الأجسام المضادة التي تحيّد الفيروس نفسه. لا توفر التكنولوجيا التي تستخدمها استرا زينيكا استجابة عالية للأجسام المضادة”.
وتتعاون الشركة مع مجموعة بحثية في أكسفورد بالمملكة المتحدة لتطوير اللقاح الذي يستند إلى هندسة وراثية تجريبية، يتم فيها إعطاء الجسم جيناً من الفيروس ومن المتوقع أن تنتج خلايا الجسم نفسها البروتين الفيروسي الذي سيستجيب له الجهاز المناعي.
وجرى اختبار العديد من اللقاحات ضد كوفيد-19 على البشر باستخدام تقنية مماثلة. وقالت غونيلا كارلسون “لم ينجح أي لقاح تم تطويره بهذه الطريقة حتى الآن في الحصول على الموافقة لاستخدامه”.
وفي حزيران/يونيو، وقّعت استرا زينيكا اتفاقية لتسليم 400 مليون جرعة من لقاحها إلى دول في الاتحاد الأوروبي، بما فيها السويد، الأمر الذي تنتقده كارلسون، معتبرة أن “التوقيع على اتفاقات لملايين الجرعات رغم عدم ظهور أي نتائج أمر غير صحيح. فعلى أي أساس اتخذت هذه القرارات؟!”.
لكن حسب باسكال سوريوت، فإن الطريقة الوحيدة للحصول على لقاح هي السرعة الكافية.
وأضاف “يجب أن نبدأ الإنتاج بالفعل الآن. وإلا سيستغرق ذلك عدة شهور”.