قصة نجاح

هيام العربية الوحيدة بين 400 سائق باص في لينشوبينغ: “في قمة السعادة”

: 8/15/23, 12:56 PM
Updated: 8/15/23, 12:56 PM
هيام العربية الوحيدة بين 400 سائق باص في لينشوبينغ: “في قمة السعادة”

الكومبس – خاص: من الصعب أن تمتهن النساء أعمالاً يهيمن عليها الرجال، خاصةً وإن شكك أحد في قدراتهن. هيام الصادق حولت التشكيك إلى حافز، وتمكنت خلال بضعة أشهر من العمل كسائقة باص، لتكون المرأة العربية الوحيدة في مكان عملها، وواحدة من 20 امرأة بين 400 سائق باص في مقاطعة “أوستريوتلاند”.

تنتمي هيام إلى أقلية من النساء في مكان عملها فهي واحدة من 20 امرأة بين 400 سائق باص

ولدت هيام في العاصمة العراقية بغداد، ولكن بسبب الحرب في بلادها تهجرت الأم ذات الـ34 عاماً مرتين، مرة إلى مصر، البلد التي عاشت فيها 5 سنوات، ومرّة أخرى إلى السويد قبل 10 أعوام تقريباً.

الحرب في بلدها الأم أوقفت تحصيل هيام الدراسي عند الصف التاسع، أما في مصر فلم تكن الظروف تسمح لها بإكمال دراستها. وتزوجت هيام في سن 18 عاماً.

“كنت أرغب بأن أصبح طبيبة أسنان، وأعتقد أنه كان لدي كل المؤهلات لذلك، ولكن الظروف عاكستني. أولا الحرب، ثم الهجرة، وثم الزواج والمسؤوليات”.

لم يكن الزواج ومسؤولياته العائق الوحيد في طريق الدراسة والعمل للشابة العراقية عندما قدمت إلى السويد. فقد كان زوج هيام السابق لايسمح لها بالعمل، ممّا أخر دخولها سوق العمل.

وبعد سنوات قضتها بين محاولة تعلم اللغة السويدية وبين الاعتناء بأطفالها، بدأت هيام أول عمل لها بفضل أخيها، الذي لطالما كان داعماً لها.

قالت هيام: “كنت أرغب بأن أصبح طبيبة أسنان وأعتقد أنه كان لدي كل المؤهلات لذلك ولكن الظروف كانت ضدي. أولاً الحرب، ثم الهجرة وثم الزواج والمسؤوليات”.

عملت هيام في قسم البريد بمتجر للمواد الغدائية لمدة سنتين، ثم عملت كمربية في روضة للأطفال، وعندما أوشك عقدها مع الروضة على الانتهاء، لفت انتباهها إعلان مكتب العمل عن دورة لقيادة الباصات، وكان هذا بمثابة الخلاص لها.

“انا أحب قيادة المركبات كثيراً، وعندما رأيت الإعلان تقدمت بطلب الاشتراك بالدورة مباشرة، ولاقيت ترحيباً وتشجيعاً كبيرين من قبل مكتب العمل، ومن قبل المدراء في الشركة”.

بدأت هيام التدريب في شهر مارس من هذا العام، وفي نهاية شهر مايو حصلت على رخصة لممارسة مهنة سائق باص.

كيف كان شعورك عندما حصلت على الرخصة؟

“كنت في قمة السعادة. أذكر أنني قمت بإعادة الامتحان النظري ست مرات قبل أن أنجح لأن اللغة كانت صعبة نوعاً ما، يمكن لكلمة واحدة أن تغير كل شيء، ولكن في النهاية تمكنت من الحصول على الرخصة، وأنا الآن راضية وأشعر أنني متمكنة من المهنة.”

هل شكلت اللغة عائقاً في طريقك للحصول على الرخصة؟

كان تحصيلي العلمي في اللغة السويدية هو المستوى C ما قبل الأخير، في تعليم اللغة للقادمين الجدد SFI، أواجه بعض الصعوبات في اللغة المكتوبة ولكني أتحدث بشكل جيد. كانت اللغة تشكل تحدياً في الجزء النظري في البداية، ولكن الأمر ليس معقداً على الإطلاق، والآن أصبحت أفهم اللوائح والتعليمات بشكل جيد.

ومنذ شهر تقريباً بدأت هيام بالفعل ممارسة مهنتها الجديدة. وخلال هذه الفترة تلقت السائقة حديثة العهد في مدينة لينشوبينغ الكثير من المدح والثناء، من مدرائها ومن الركاب ومن السائقين، حتى وإن لم يكن الأمر كذلك في البداية عندما دخلت المجال.

“تبدو اللوائح والتعليمات ومعلومات المرور معقدة للوهلة الأولى ولكن بمساعدة زملائي تعلمت كل شيء”

“عندما بدأت العمل شعرت بالترحيب من الإدارة ولكن ليس بنفس القدر من الترحيب من السائقين الآخرين، والذين يغلب عليهم الرجال، أو على الأقل كان هناك الكثير من الحذر من قبلهم. وهناك أيضاً من شكك بقدراتي ولكن بعد فترة، وبعد أن أثبت جدارتي وتعرفوا علي أكثر، تغيرت نظرتهم لي”.

وتقول هيام أن الشيء الوحيد الصعب في هذه المهنة هو أوقات العمل غير المنتظمة. حالياً تعمل هيام بدوام صباحي يبدأ أحياناً عند الساعة 4:30 فجراً في مدينة أخرى غير المدينة التي تسكن فيها وهو الأمر الذي يضطرها إلى الاستيقاظ في منتصف الليل تقريباً.

أليس من الصعب الاستيقاظ مبكراً؟

“قليلاً، ولكني أفضّل أن أبدأ في وقت مبكر لأنتهي من دوامي في وقت مبكر أيضاً، ويتاح لي الوقت الكافي للراحة وقضاء الوقت مع أطفالي.”

أمّا أجمل ما في عملها كسائق باص وفقاً لهيام فهو مقابلة الناس ورؤية الاطفال وخاصة المراهقين ممن يركضون للحاق بالباص قبل ثوان قليلة قبل انطلاقه.

“أحب رؤية الناس في الصباح وإلقاء التحية عليهم وهناك أيضاً الكثير من المسافرين، خاصة النساء السويديات ممن يتوقفن للحظة لتشجيعي أو الثناء على قيادتي الهادئة”.

وفي المستقبل تحلم هيام بالاستمرار في مجال القيادة ولكن قيادة القطارات بدلاً من الباصات، “هذا هو حلمي أو هدفي المستقبلي ولكن الآن أريد التركيز على عملي الحالي واكتساب المزيد من الخبرة”.

وفي الختام تشجع هيام النساء العربيات الباحثات عن عمل واللاتي يستمتعن بالقيادة بالتفكير في امتهان قيادة الباصات لأنها مهنة ممتعة، وتشكل النساء فيها أقلية.

هيام تستمتع بقيادة الباص وتشجع بقوة الكل والنساء خاصةً على الالتحاق بهذا المجال
Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.