الكومبس – أخبار السويد: أظهرت وثائق رسمية أن ريكارد أندشون، مرتكب أسوأ جريمة قتل جماعي في تاريخ السويد الحديث، كان يواجه تدهوراً مالياً في السنوات التي سبقت جريمته، حيث انتقل من امتلاك مبالغ في حسابات صناديق استثمارية إلى التقدم المتكرر بطلبات دعم مادي قوبلت بالرفض.

وكشفت صحيفة أفتونبلادت عن هذه المعلومات بعد اطلاعها على وثائق من صندوق التأمينات الاجتماعية كانت تخضع سابقاً للسرية. وكانت الشرطة أعلنت أمس أنها ستعقد مؤتمراً صحفياً صباح اليوم لتقديم معلومات جديدة عن الهجوم الدامي في أوربرو فبراير الماضي، بعد حوالي 100 يوم من وقوع الجريمة التي صدمت السويد، وأدت إلى مقتل 10 أشخاص معظمهم من المهاجرين. فيما بقيت دوافع الهجوم مجهولة.

دعم محدود ثم رفض متكرر

وأظهرت الوثائق أن أندرشون، الذي قتل نفسه بعد أن أطلق النار داخل مدرسة “ريسبيشكا” في أوربرو، كان قد حصل على تعويضات من صنوق التأمينات بين العامين 2008 و2015 بعد تشخيص حالته بوجود إعاقة تؤثر على قدرته على العمل. وبلغ التعويض الشهري 7175 كرون، كما حصل على مساعدة سكن.

وبعد توقفه عن تقديم طلبات تجديد التعويض في نهاية 2014، لم يحصل على أي دعم إضافي. وفي 2017 و2018، تقدم بعدة طلبات للحصول على “تعويض النشاط” (aktivitetsersättning) لكنه قوبل بالرفض، حيث رأى صندوق التأمينات أن حالته لا تستوفي شروط ضعف القدرة على العمل بشكل دائم.

تحوّل في وضعه المادي

وكشفت الوثائق أن أندرشون امتلك في العام 2011 حوالي 127 ألف كرون في صناديق استثمارية تحت إدارة سويد بنك، لكن الأموال تبخرت تدريجياً. وأشار أندرشون في خطاب لمصلحة التأمينات العام 2017 إلى أنه “يعاني من وضع اقتصادي ضعيف جداً”.

وأظهرت المستندات أنه حاول مراراً الانضمام إلى دورات تمهيدية للعمل وممارسة الرياضة بانتظام، وهو ما وصفه أحد الموظفين بأنه “جيد جداً لحالته”.

وبعد تواصله مع مكتب العمل في 2017، تم شطبه في العام التالي بسبب تقييم يشير إلى عدم قدرته على العمل. لكن صندوق التأمينات لم يتفق مع هذا التقييم، ورفض منحه تعويضاً جديداً.