وفاة اسحق شامير صاحب الحياة المثيرة للجدل

: 7/1/12, 9:54 AM
Updated: 7/1/12, 9:54 AM
وفاة اسحق شامير صاحب الحياة المثيرة للجدل

عن عمر ناهز الـ 96 عاما توفي رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الأسبق اسحق شاميروقد عانى في السنوات الأخيرة من مرض الزهايمر ولم يعد من السهل عليه التعرف على أفراد أسرته كما كشف أبناؤه لوسائل الأعلام. وفي آخر أيامه كان يعيش في دار للعجزة حيث وافته المنية. ومن المقرر أن يدفن غدا الاثنين في جبل هرتزل في القدس إلى جانب زوجته شولاميت التي توفيت عام 2011.

عن عمر ناهز الـ 96 عاما توفي رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الأسبق اسحق شامير كما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان جاء فيه «اسحق شامير رحل عنا». وشامير الذي انسحب من الحياة السياسية كان يعاني منذ سنوات طويلة من مرض الزهايمر. وأضاف البيان أن «رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو شعر بألم عميق لإعلان رحيل اسحق شامير».

وتسلم شامير رئاسة الحكومة من عام 1983 حتى 1984 ثم من 1986 حتى 1992. وبعد هزيمة حزبه في الانتخابات التشريعية عام 1992 أمام حزب العمل اكتفى بمنصبه النيابي قبل أن يعتزل العمل السياسي نهائيا عام 1996.

وكان شامير من قادة مجموعة شتيرن السرية اليهودية التي كانت تنفذ اعتداءات على البريطانيين والفلسطينيين قبل عام 1948 في عهد الانتداب البريطاني لفلسطين. وخلال مسيرته السياسية كان يعارض على الدوام الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة متمسكا بما يسميه «ارض إسرائيل».

ولد اسحق شامير عام 1915 في رويينو (بولندا). وفي وارسو انضم بعد أن درس القانون إلى حركة بيتار للشبيبة العسكرية التي أنشاها فلاديمير زئيف جابوتينسكي رائد حركة الصهيونية الرجعية القومية.

وصل شامير إلى فلسطين عام 1935 تاركا خلفه أسرته التي اختفت في غمار الاحتلال النازي لبولندا. وهي المأساة التي تركت فيه آثارا عميقة لدى انضمامه إلى حركة أراغون ثم مجموعة شتيرن التي اعتبرها البريطانيون «عصابة إرهابية» والتي أدت الاعتداءات التي ارتكبتها إلى إعدام الكثير من أعضائها.

اعتقل شامير مرتين على يد البريطانيين لكنه نجح في الفرار وخاصة من سجن في اريتريا التي توجه منها إلى جيبوتي وبعدها إلى باريس ثم إلى إسرائيل غداة إعلان قيامها.

وفي عام 1973 انتخب نائبا على قائمة حزب حيروت اليميني الذي سيشكل البنية الأساسية لليكود تحت قيادة مناحيم بيغن الذي كان مساعده الوفي. وفي عام 1977 كانت المرة الأولى التي يظهر فيها شامير تحت الأضواء أثناء استقباله في الكنيست الرئيس المصري أنور السادات بصفته رئيسا للبرلمان.

لكنه تغيب بشكل ملحوظ عن البرلمان خلال التصويت التاريخي على اتفاقات كامب ديفيد التي أدت إلى توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.

وفي عام 1980 تولى منصب وزير الخارجية ثم خلف مناحيم بيغن على رأس حكومة الليكود عام 1983 بعد استقالة هذا الأخير في الوقت الذي كان فيه الجيش الإسرائيلي غارقا في حرب لبنان التي اندلعت اثر عملية عسكرية أثارت جدلا وبدأت في حزيران/يونيو 1982.

وفي عام 1984 تشكلت حكومة وحدة وطنية تولى رئاستها شيمون بيريز عن العماليين واسحق شامير عن الليكود بموجب اتفاق تناوب حتى عام 1988.

ثم تولى شامير من جديد رئاسة حكومة يمينية من 1988 إلى 1992. وخلال هذه الولاية قبل مرغما وتحت ضغط الإدارة الأميركية عدم الرد على الصواريخ العراقية التي أطلقت على إسرائيل خلال حرب الخليج الأولى.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1991 ظهر للمرة الأخيرة على الساحة الدولية مع مؤتمر مدريد الذي وافق على الاشتراك فيه والذي أطلق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. إلا أن هذا القرار الذي اتخذه مرغما تسبب في انسحاب أحزاب اليمين المتطرف من الأغلبية وفي سقوط حكومته. وقد تحول إلى مجرد نائب لليكود اثر هزيمة هذا الحزب في الانتخابات التشريعية عام 1992 والتي فاز فيها العماليون. وفي المعارضة عارض شامير اتفاقات أوسلو عام 1993 حول الحكم الذاتي الفلسطيني قبل أن ينسحب نهائيا من الحياة السياسية عام 1996.

وقد عانى في السنوات الأخيرة من مرض الزهايمر ولم يعد من السهل عليه التعرف على أفراد أسرته كما كشف أبناؤه لوسائل الأعلام. وفي آخر أيامه كان يعيش في دار للعجزة حيث وافته المنية. ومن المقرر أن يدفن غدا الاثنين في جبل هرتزل في القدس إلى جانب زوجته شولاميت التي توفيت عام 2011.

"وكالات"

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.