الكومبس – لقاءات: على هامش الندوة الاقتصادية التي عقدت في ستوكهولم مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2017، حول فرص الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التقت شبكة الكومبس السياسي والدبلوماسي السويدي المخضرم يان إلياسون، والذي شغل مناصب سياسية ودبلوماسية رفيعة منها، وزير خارجية السويد في العام 2006 ورئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة عامي 2005 و2006، كما استلم منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة من العام 2012 إلى العام 2016.
يان إلياسون أجاب على أسئلة الزميل رئيس تحرير شبكة الكومبس:
الكومبس: لديك خبرة واسعة بالعمل السياسي وبالعلاقات الدولية، كيف ترى الوضع حاليا في البلدان العربية وفي منطقة الشرق الأوسط هل يمكننا أن نتحدث عن مرحلة جديدة من الاستقرار والهدوء وإعادة البناء؟
– في الوقت الحالي لا يمكنني أن أصف الوضع بأنه واعد، وليس من السهل أن نرى ما يدعونا للتفاؤل الكامل، دعني أقول لك بأنني في الوقت الحالي متفائل ولكن بقلق.
لا تزال هناك أوضاع صعبة تمر بها المنطقة، وهناك أيضا نزاعات كبيرة لا تزال نيرانها مشتعلة، مثل النزاع في سوريا والحرب في اليمن، بالإضافة إلى استمرار القضية الفلسطينية بدون حل، وهذه تعد المشكلة الرئيسية في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الأزمات الداخلية التي تعاني منها بلدان المنطقة والمتعلقة بالإدارة الحكومية وقضايا المساواة، بالمقابل نرى كمية كبيرة من الطاقات الكامنة والتي تتوق إلى تحسين وتطوير مجتمعات أفضل في هذا الجزء من العالم
أنا تحدثت اليوم إلى المجتمعين بهذه الفعالية وقلت لهم يجب الوقوف إلى جانب شعوب الشرق الأوسط ودعم إراداتها، للعمل سويا، كما هو الحال في بقية دول العالم
الكومبس: العمل سويا، ما الذي يمكن للسويد أن تقدمه لشعوب المنطقة على مستوى العمل معا؟
– هذا يتوقف كثيرا على مدى التقدم الذي يمكن أن تحرزه حكومات هذه الدول بإنشاء علاقات تقارب إلى شعوبها، من خلال بناء منظومات إدارة رشيدة، تعتمد على تحقيق السلام والعدل وفرض الأمن بالقانون واحترام حقوق الإنسان، وهذه القيم تقوي المجتمع وتحميه من أي اختراقات يمكن أن تسبب مشاكل أو نزاعات داخلية، لذلك يجب أن يكون هذا ضمن الاهتمام الخاص في الحرص على البلد، من خلال إزالة الحواجز بين الشعب وبين من يحكمه.
الكومبس: ما رأيك بمصطلح “الربيع العربي”؟ هل تعتقد بوجود مثل هذا الربيع
لا…لا اعتقد أن أسمح لنفسي باستخدام هذا التعبير من فصول السنة بهذه الحالة، الآن يمكن أن نقول إنه “خريف” أو “شتاء عربي” ولكن ليس ربيعا، ومع ذلك وكما تعلم بعد كل شتاء قاسي يأتي ربيع حقيقي، أتمنى أن تنعم شعوب المنطقة بربيع حقيقي بعد هذه الفترة الصعبة.
حاوره محمود صالخ آغا