الخضراء: لن يأتي قانون هجرة أسوء من قانون الاشتراكيين
الكومبس – خاص: “هل من العدل أن أكون أنا الذي أعمل منذ فترة لا بأس بها متضرر أكثر من العاطل عن العمل؟”، هكذا يصف يحيى الخضراء، ذو الـ 29 عاماً، معاناته مع الإقامة المؤقتة، حيث قضى السنوات السبع الأخيرة، أي فترة إقامته في السويد، في انتظار قرار لم ينتج عنه إلّا تمديد للقرار الأول، وهو الإقامة المؤقتة.
استكمالاً لنشر قصص حاملي الإقامات المؤقتة ومن ينتظرون لم الشمل، بعد تزايد القلق مع فوز كتلة اليمين في انتخابات السويد. تأتي المخاوف من تشديد سياسة الهجرة. وتعود المخاوف إلى الاتفاق ذو النقاط السبع الذي توصلت إليه الأحزاب اليمينية الأربعة العام الماضي، والذي يحمل بين طياته، نيةً لتشديد تحويل الإقامات من مؤقتة إلى دائمة، وزيادة متطلبات لم الشمل. لكن ضيف قصتنا لليوم لا يرى مخاوف من الحكومة اليمينية.
جاء يحيى الخضراء، ذو الأصول الفلسطينية، من سوريا حيث ولد وقضى طفولته و أغلب شبابه. ودرس يحيى، علم النفس في سوريا وانتقل إلى السويد عام 2015 حاله حال الكثيرين.
وما يزعج الشاب الفلسطيني السوري هو ما يصفه بـ”عدم التمييز”. يحيى الذي عدّل شهادته ويعمل كمرشد نفسي ومساعد مدرس ومرشد لليافعين في بلدية أوبسالا، يعتقد أنه من الظلم أن يتساوى العامل بالعاطل والمجتهد بالكسول. ويقول يحيى “الاندماج في السويد أكذوبة. هنالك فصل اجتماعي ومجتمعات داخل مجتمعات. لكي اندمج اجتهدت كثيراً ورغم ذلك لم يؤثر هذا على قرارات مصلحة الهجرة”. يحيى الذي ظلت بلدية أوبسالا تجدد عقده سنة تلو الأخرى لعدم حيازته على الإقامة الدائمة حصل أخيراً على عقد عمل دائم. الشيء الذي يظن يحيى الآن أنه قد يغير من وضعه ويؤثر على طلبه الأخير بالإقامة الدائمة.
معاناة تحويل الإقامة المؤقتة إلى دائمة ليست كل ما يشغل بال الشاب. يحيى تزوج منذ سنة تقريباً شابة مقيمة في الدنمارك. هي أيضاً من أصول أجنبية وإقامتها الدنماركية مؤقتة.
إن جاءت هي إلى السويد فلن يحق لها لا الدراسة ولا العمل هنا وإذا ذهب هو إلى الدنمارك قد يؤثر ذلك على القرار الذي يرجوا و يتأمل قدومه، قرار الاقامة الدائمة. الآن تعيش الزوجة مع يحيى في السويد ولكن تضطر الزوجة كل ثلاثة أشهر إلى الذهاب للدنمارك حتى لا تخسر إقامتها هناك، ثلاثة أشهر في أفضل الأحوال، ولكن تضطر غالباً للذهاب مرة على الأقل كل شهر، لتتابع دراستها وتجري امتحاناتها. أقل ما يقال عن وضعهما أنه غير مستقر.
أمّا عن شعوره ومخاوفه بخصوص تفوق كتلة اليمين على اليسار في انتخابات السويد مؤخراً فردة فعله مغايرة لتلك التي عند غالبية الذين قد يتأثرون بسياسة الهجرة الجديدة. حيث يقول يحيى “حقيقةً، أنا كنت مع الكتلة اليمينية لأن البلد تحتاج إلى نفسٍ جديد وأقصد هنا اليمين المعتدل، لا اليمين المتطرف. كتلة اليسار حكمت الفترة الماضية، لكن ماذا وصلنا منها سوى الوعود؟”. ويرى يحيى أن في فترة حكم الاشتراكيين الأخيرة، كانت قوانين الهجرة مشددة أكثر من أي وقت مضى، ولا يظن أنها يمكن أن تتشدد أكثر.
ويختم يحيى الحوار بأسى قائلاً أن حياته كانت لتكون مختلفة تماماً لولا حصوله على الاقامة المؤقتة بدلاً من الدائمة “كان ليكون وضعي مختلف. كنت سأكمل دراستي الجامعية في مجال علم النفس بدلاً من العمل مزغماً لا طواعية. حتى دخلي كان سيكون أفضل لو كانت شهادتي الجامعية سويدية”.
ويذكر أنه رغم حصول يحيى على العمل الثابت منذ فترة إلا أنه قد تحتم عليه الانتظار حتى اقتراب انتهاء إقامته المؤقتة، لكي يقدم طلب الإقامة الدائمة. والآن ينتظر بعد تقديم الطلب متأملاً خيراً.