الكومبس – ستوكهولم: كشف تحقيق أجراه راديو إيكوت عن منع ألف شخص على الأقل من دخول دور رعاية المسنين في عموم أنحاء البلاد خلال النصف الأول من العام الحالي.
وكان بين الذين حرموا من الانتقال إلى دور الرعاية، مسنون وحيدون يعانون المرض ويشعرون بالخوف أو العزلة.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية لينا هالينغرين لإيكوت اليوم “من غير المعقول أبداً ترك كبار السن الذين يحتاجون الى الرعاية يعيشون حالة من عدم الأمان في منازلهم”.
فيما قالت أحد المرفوضة طلباتهم، ماي بريت بورساندر (94 عاماً) التي تعيش في منزلها في فيستروس “شعرت أنني معزولة جداً فالمرء يحب التحدث إلى شخص ما”.
وفي ربيع العام الحالي، أصبح من الصعب على بورساند البقاء في منزلها، بسبب ضعف بصرها، إلى جانب مشاكل في الذاكرة. وأدى شعورها بالوحدة إلى تزايد تفاقم حالة الاكتئاب لديها.
وقال ابنها إيبي بورساندر “شعرت أمي بسوء شديد. لم أرها تبكي من قبل، لكنها باتت تبكي كثيراً الآن”.
وكشف تحقيق إيكوت أن البلديات والمحاكم رفضت انتقال كثير من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 90 عاماً، إلى دور المسنين رغم أنهم يعانون أمراضاً مختلفة ويشعرون بالعزلة أو الاكتئاب أو عدم الأمان، وبينهم امرأة تبلغ من العمر 91 عاماً، كانت تعاني من ضعف البصر وصعوبة في التنقل في المنزل، توفيت قبل أن يصدر قرار المحكمة برفض انتقالها إلى دور المسنين.
كما استأنفت ماي بورساندر قرار البلدية أمام المحكمة الإدارية، لكن المحكمة رفضت طلبها أيضاً، معتبرة أن الرعاية المنزلية كافية لحالتها.
الموارد محدودة
وقالت رئيسة وحدة رعاية المسنين في مدينة فيستيروس كارين أندرياسون إن “الموارد محدودة وتتمثل مهمة البلدية في إيصالها لمن هم في أمس الحاجة إليها، وليس لكل من يريد الحصول عليها”.
وأشارت إلى أنه من الأفضل للأشخاص المصابين بالخرف البقاء في المنزل لأطول فترة ممكنة حتى لا يتفاقم مرضهم.
ولا توجد إحصاءات على الصعيد الوطني عن عدد المسنين الذين رفضت طلباتهم للانتقال إلى دور الرعاية. غير أن إيكوت حصل على إحصاءات من 202 بلدية من إجمالي البلديات البالغ عددها 290. وتظهر الإحصاءات أن البلديات رفضت ما لا يقل عن ألف طلب في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي. في حين قبلت حوالي 13 ألفاً و800 طلب خلال الفترة نفسها.
ومع ذلك، تؤكد بعض البلديات أن عدد المرفوضين غير معروف بدقة، حيث يختار بعض الذين يرغبون في التقدم بطلب للحصول على مكان في دار للرعاية سحب طلبهم، عندما يكتشفون في المحادثة مع الموظفين أن طلبهم قد يرفض.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية لينا هالينغرين “تقديري العام أنه ليس لدينا أشخاص فوق التسعين من العمر ولديهم احتياجات طبية دون أن تلبى احتياجاتهم في قطاع رعاية المسنين السويدي. ومع ذلك أقول إن الأشخاص الذين تتحدثون عنهم يجب أن يشعروا بالطبع بأنهم يحصلون على الرعاية التي يحتاجونها”.
ورداً على سؤال “هل من المعقول أن يضطر المسنون إلى البقاء في منازلهم بشكل مخالف لإرادتهم؟”، أجابت هالينغرين “ليس من المعقول أبدا أن يُترك كبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية المسنين يعيشون حالة من عدم الأمان في منازلهم. قد تتم خدمتهم بأنواع أخرى من المساعدة، لكن من المهم تلبية احتياجاتهم لأنه من حقهم أن يشعروا بالأمان في خريف العمر”.
مصطلحات من التقرير:
begränsade resurser: موارد محدودة.
isolerade: معزولون.
förvaltningsrätten: المحكمة الإدارية. وهي محكمة يلجأ إليها الأشخاص للطعن بقرارات السلطات الرسمية.
ålderns höst: خريف العمر ويرمز به إلى سن الشيخوخة.