الكومبس – ستوكهولم: كشف تحقيق استقصائي بثته قناة TV4 السويدية النقاب عن حملة سرية يديرها حزب ديمقراطيي السويد (SD) لنشر معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفضح الجزء الثاني من التحقيق والذي نشر اليوم، الأساليب التي اعتمدها الحزب اليميني لمهاجمة خصومه كما حلفائه.
وأدار قسم الاتصالات في حزب SD عشرات الحسابات الوهمية على منصات مثل تيكتوك وفيسبوك وانستغرام ويوتيوب لنشر محتوى مزيف، بما في ذلك مقاطع فيديو تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وصور مضللة ونصوص مُحرّفة.
وتمكن من يسميهم الحزب داخلياً بـ”الجنود الإلكترونيين”، من إيصال رسائل الحزب إلى ملايين المتابعين عبر المنصات المختلفة. وبيّن التحقيق أن الحزب ركّز في حملاته على الشبان والشابات من السويديين لجذبهم نحو أفكار الحزب.
مقطع يظهر أوكيسون يقود دبابة في ساحة رينكبي
وأظهر التحقيق كيف قام موظفو SD بإنشاء محتوى يصور المهاجرين على أنهم خطرون وعنيفون، ونشر مقاطع مسربة تظهر اللغة العنصرية والمسيئة التي يستخدمها موظفو الحزب للحديث عن المهاجرين.
ومن بين الأمثلة على ذلك، مقطع فيديو تم فيه تركيب صورة زعيم SD Jimmie Åkesson وهو يقود دبابة تطلق النار على ساحة Rinkeby في ستوكهولم، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية من المهاجرين.
تحريض المهاجرين على العنف: إنهم يخطفون أطفالكم
أظهر البرنامج أيضًا كيف يخطط الموظفون داخل قسم الحرب عبر الإنترنت في SD لحملة لتحريض الناطقين بالعربية ضد الحزب الاشتراكي. يروي أحد الموظفين كيف قام بتسجيل عدة أسماء باللغة العربية للوصول إلى الأشخاص في الضواحي، وإقناع من بين أمور أخرى اللجوء إلى العنف.
ومن بين الرسائل التي خططوا لنشرها “الاشتراكي يخذلنا وعلينا أن نقاومهم بعنف”، و”الاشتراكي يخطف أطفالنا”.
هجمات ضد الحلفاء
كما عملت هذه الحسابات الوهمية على مهاجمة خصومهم السياسيين، وبينها نشر مقاطع مفبركة لرئيسة الاشتراكي، وكذلك طالت حملاتهم الأحزاب الحليفة.
وفي أحد المقاطع التي نشروها، يظهر حزب SD وكأنه يحكم الأحزاب الحكومية مثل الدمى المتحركة. كما تحدثوا عن استهداف متكرر بحملاتهم لحزب المحافظين، وأيضا أعضاء حزبي الليبراليين والمحافظين والمسيحيين الديمقراطيين، شركاء SD في ائتلاف تيدو.
ونشر مقطع يطلب فيه رئيس القسم “جمع ما يمكن نشره من قذارة” حول مرشحة حزب المسيحيين الديمقراطيين للانتخابات الأوروبية أليس تيودوريسكو ماوي.
حملات ممولة من ضرائب السويديين
وكشف التحقيق أيضاً أن الحزب قام مباشرة بتمويل هذه الحملات من صندوقه الخاص، علماً أن SD يتلقى أسوة بباقي أحزاب البرلمان دعماً مالياً من أموال ضرائب السويديين.
كما أكد التحقيق أن كل ما يجري داخل قسم الاتصالات والحملات الوهمية، تتم بعلم رئيس الحزب جيمي أوكيسون، وقال أحد العاملين في مقطع مسرّب إن أوكيسون معجب بالكثير مما يقومون بانتاجه ونشره.
المعارضة تطالب الحكومة بالتحرّك
ولاقى التحقيق ردود فعل منددة وقوية من قبل أحزاب المعارضة السويدية، التي طالبت الحكومة بعقد اجتماع مع رؤساء الأحزاب حول مصنع الأخبار الوهمية الذي يديره SD.
وطالب الحزب الاشتراكي رئيس الحكومة بالتحقيق حول تورط اعضاء SD المعينين في مكاتب الحكومة في حملة التضليل هذه.
وكان كريسترشون قال إنه يأخذ المعلومات على محمل الجد وأنه يجب على الأطراف “الابتعاد” عن المساهمة في نشر المعلومات المضللة.
كما دعا رئيس حزب الليبراليين يوهان بيرشون رئيس حزب SD إلى تحمل مسؤوليته والإجابة عما كشفه التحقيق.
ونشرت عدة صحف سويدية مقالات حذّرت من خطورة حملات التضليل التي نظمها SD على الديمقراطية والنظام السياسي في السويد.
مراسل متخفٍّ وكاميرا سرية
يذكر أن مراسل برنامج Kalla Fakta الاستقصائي على TV4 تمكن من اختراق قسم الاتصال في حزب SD، وعمل لمدة عام كامل كموظف في الحزب وقي قناة Riks المرتبطة به. وتمكن المراسل من تسجيل عدد كبير من المقاطع عبر كاميرا سرية.
كما أظهر مقطع نشره تهديداً وجهه له مدير الاتصالات في SD، يواكيم فالرشتاين، بعد تقديم المراسل استقالته من صفوف SD، وتحذيره من كشف ما يحدث داخل أروقة الحزب اليميني.
قائمة الحسابات الوهمية التي يستخدمها SD
Source: www.tv4.se