الكومبس ـ خاص: قال سويديون موجودون في لبنان حالياً إنهم لم يتوقعوا تطور الحرب بسرعة. وقدّم كل منهم سبباً دفعه إلى السفر هناك في مخالفة لتعليمات وزارة الخارجية السويدية. وتقدر وزارة الخارجية أن هناك حالياً بين 2000 إلى 3000 مواطن سويدي في لبنان. وقالت وزيرة الخارجية ماريا مالمر ستينرغارد اليوم إن هؤلاء لا يمكنهم توقع الحصول على المساعدة بمغادرة البلاد بعد تحذيرات الوزارة لفترة طويلة من السفر إلى لبنان وضرورة مغادرته فوراً. فيما أكد رئيس الوزراء أولف كريسترشون أن السويد لن تساعد السويديين الموجودين هناك على المغادرة حالياً.
زياد (اسم مستعار) في الثلاثينات من العمر موجود في لبنان مع زوجته وطفلين تحت عمر خمس سنوات.
يقول زياد للكومبس “عائلتي انتقلت للإقامة في لبنان منذ سنة ونصف تقريباً وأنا أتيت في زيارة للبنان وسوف أعود بعد يومين عن طريق تركيا في حال لم تلغَ رحلة الطيران. اما إن ألغيت فسأبقى هنا”.
حاول زياد تجديد جواز سفر أولاده الذي قارب على الانتهاء في السفارة السويدية في لبنان لكن السفارة أجابته بالتالي: “تنصح السويد المواطنين السويديين منذ أكتوبر 2023 بعدم السفر إلى لبنان وتحث أولئك الذين كانوا في البلاد على المغادرة. أولئك الذين ما زالوا يختارون البقاء أو السفر إلى لبنان يفعلون ذلك على مسؤوليتهم الخاصة. السفارة في بيروت مغلقة حالياً أمام الزوار بأمر حكومي. وهذا يعني أن السفارة لم تعد قادرة على تقديم الدعم القنصلي للسويديين في موقعها في بيروت”.
ونصحت السفارة زياد بالذهاب إلى نيقوسيا أو عمان أو اسطنبول، أو إلى مركز الشرطة، عندما يكون في السويد.
يقول زياد “أردت تجديد جواز سفر أولادي فقط تحسباً لحدوث أي طارئ لكنني لم أستطع. لا أفكر في إعادة أطفالي إلى السويد لأنني وزوجتي بتنا نخاف من بلاغات القلق الكاذبة للسوسيال. واجهت بلاغ قلق كاذب مسبقاً بحقنا وكان فحواه أنني ضربت ابنتي وبعد التحقيقات تبين أن لا صحة لذلك وأغلقت القضية ولكن هذا أثر فينا كثيراً وجعلنا نفكر بالإقامة في لبنان خوفاً من خسارة أطفالنا”.
ويتابع “نعيش في صيدا وهي منطقة آمنة نوعاً مان لكن ما سيحل بالناس هنا سيحل بنا”.
عبود أصفر أحد الموجودين في لبنان أيضاً، سافر إليه قبل حوالي شهر ونصف بغرض العلاج وتصنيع نوع خاص من النبيذ باسمه لتزويد المطعم الخاص بابنه في السويد.
يقول عبود “نعم لقد حذّرت وزارة الخارجية مسبقاً من السفر للبنان لكنني لم أكن مدركاً أن الحرب سوف تتوسع وتتطور بهذه السرعة. كما أنني مضطر للعلاج هنا فالمواعيد في السويد تحتاج وقتاً طويلاً”.
يقيم عبود في سد البوشرية ويقول إنه فتح بيته لكل القادمين من الضاحية والمتضررين من القصف، مشيراً إلى أن الكنائس والمدارس في منطقته تحولت إلى ملاجئ.
يقول عبود “الكل سيخسر في الحرب، الكبار يلعبون والأطفال يدفعون الثمن. فما ذنبهم؟”.
وكانت وزيرة الخارجية ماريا مالمر ستنرغارد اعتبرت في منشور لها اليوم على منصة إكس أن الأحداث الأخيرة في لبنان تؤكد خطورة الوضع في المنطقة، مذكرّة بأن الوزارة حثت على مدى 11 شهراً المواطنين السويديين على مغادرة لبنان.
ريم لحدو