نشرت في الفترة الأخيرة عدة قيادات في حزب نيانس خلافاتها الداخلية على صفحات السوشيال ميديا، مع تبادل لاتهامات بالابتزاز والابتزاز الجنسي، فيما شعر العديد ممن صوتوا لهذا الحزب بالندم وبأنهم وقعوا ضحية تضليل بعد أن تشتت أصواتهم وذهبت بالتالي لصالح فوز كتلة اليمين واليمين المتطرف.
خلال هذه المعركة المفتوحة على المستوى الأعلى لقيادة حزب نيانس، وجه عدد من قيادات الحزب تهمة الابتزاز وتزوير القرارات وإخفاء المعلومات واتهامات أخرى إلى رئيس الحزب ميكائيل يوكسيل.
من جهته دافع رئيس الحزب عن نفسه قائلاً لصحيفة Flamman عن هذه الاتهامات بأنها “هراء” مدعياً أنه هو من تعرض للابتزاز من خلال اتهامات جنسية.
واعتبرت صحيفة Flamman أن الحزب الناشئ نيانس، قام بحملة انتخابية ناجحة وفاز بمقاعد في بلديتي Landskrona و Botkyrkaوعليه فإن زعيم الحزب ميكائيل يوكسيل سينتقل الآن إلى بلدية Botkyrka لشغل مقعد المجلس البلدي بنفسه.
ولكن وبالتوازي مع النجاحات النسبية التي حققها الحزب باستخدامه أسلوبا شعبويا، حسب المتابعين والمراقبين وعدة مصادر، من أجل جذب الناخبين من خلال تقديم وعود غير واقعية والاعتماد على التهويل وتخويف الناخبين، يمكن الآن لمتابعي السوشيال ميديا وبسهولة تتبع رحى معارك مفتوحة بين قيادات الحزب، خاصة أن أغلب سهام هذه المعارك موجهة إلى زعيم الحزب نفسه.
بعض الأعضاء القياديين تركوا الحزب مثل عضوة مجلس الإدارة إفراح محمد، التي تصدرت أصوات الحزب في منطقة ستوكهولم، وقررت تركت منصبها، متهمة في الوقت نفسه يوكسيل بالابتزاز والتحايل على الأعضاء من أجل الحفاظ على منصبه.
ومن بين ما كتبته إفراح على الفيسبوك: “الحقيقة هي أن غالبية أعضاء مجلس إدارة الحزب لا يشاركون في مختلف القرارات التي يتم اتخاذها، والإجراءات لا تسير وفقًا للعملية الديمقراطية”. و” يوكسيل سيطر على لجنة انتخابات الحزب وعلى عملية صنع القرار في المؤتمر” و”مقابل التحلي بالصبر والأمل وانتظار المؤتمر الذي يفصلنا بضعة أشهر، أشعر باليأس الآن. لن يحصل المرشح المعارض على فرصة صادقة لشروط متساوية لأن العملية مزورة بالفعل “.
فيما ترك المؤسس المشارك للحزب، حسن خان منصبه كأمين للإدارة والمالية في بداية أكتوبر، وتضمن منشور الاستقالة المطول الذي نشره على الفيسبوك اتهامات خطيرة ضد طريقة يوكسيل في قيادة الحزب.
ومع أن صداقة قديمة جمعت بين يوكسيل وخان، إلا أن الخلاف بينهما وصل إلى مرحلة تهديدات متبادلة، بنشر أسرار عن الحياة الشخصية لبعضهما الآخر.
يقول حسن خان بمنشوره إن يوكسيل اتصل مع زوجته على الماسنجر وطلب الحديث معها بمكالمة صوتية، قام خلال المكالمة بالتلميح لها مهددا أنه، وفي حال عدم توقف زوجها عن نشر “الأكاذيب والشائعات حول حياته الخاصة” أي عن حياة يوكسيل، فسيقوم بالرد، لأن لديه تسجيلات حساسة عنها، أي عن زوجة خان. ويوضح خان بمنشوره أن زوجته التركية الأصل وبسبب مشاكل كبيرة واجهت العائلة في فترة ما، كانت تهذي وهي نائمة بكلمات تركية، لذلك طلب خان من صديقه يوكسيل ترجمة تسجيلات لهذا الهذيان. حسن خان اعتبر تصرف يوكسيل من خلال تلميحه بالانتقام من شيء لم يقترفه، بمثابة خيانة للصداقة، قائلا:
“لقد عززت هذه الحادثة “المكالمة مع زوجته” دافعي وإرادتي ومع عديد من الآخرين لتطهير الحزب من مثل هذا القائد المجنون بالسلطة ومن أنصاره العميان، هذا الشخص مستعد لابتزاز زوجات الناس والتهديد بتدمير حياتهم. طالما أن يوكسيل هو الزعيم، فسوف تستمر الفضائح والصراعات الجديدة في الظهور “
ينتهي منشور خان بقطع وعد بمواصلة إجراء معارضة داخلية، بهدف الإطاحة بـ يوكسيل، والتأسيس لتوجه جديد داخل الحزب. في الوقت نفسه، يحذر خان من قيام “مؤتمر منسق”. قائلاً
“سوف يموت حزب نيانس بسبب قيادته الحالية. إذا كان أي شخص لا يزال يعتقد أنني وحدي المعارض مع بعض الأشخاص الساخطين في الحزب، فسيتم إثبات خطأهم “.
تشارك إفراح محمد كذلك المعلومات التي قدمها حسن خان. كما تتهم يوكسيل بطرد أعضاء منتقدين دون تحقيق. بالإضافة إلى ذلك، كتبت أن يوكسيل حجب معلومات عن الآخرين في قيادة الحزب، بما في ذلك المعلومات التي تفيد بإدانته بارتكاب جرائم عنيفة في تركيا والتي نشرتها الصحافة والإذاعة السويدية قبل يومين من الانتخابات.
كتب إفراح: “كل النزاعات التي خاضها الحزب حتى الآن مع أفراد مختلفين في جميع أنحاء البلاد دارت حول زعيم الحزب، الرد وتهدئة هذه النزاعات تحتاج حقا لوظيفة بدوام كامل، ولكن عليك أن تكون أيضا قادرا على التعامل مع شخص (يوكسيل) متهور للغاية “.
أنهت منشورها هي أيضاً بالإعلان عن مغادرتها مجلس إدارة الحزب. لكنها، مثل حسن خان، تشير إلى المستقبل وتدعو إلى قيادة جديدة، قائلة:
“في ضوء ذلك، أنا وكثيرون في الحزب طالبنا باستقالة زعيم الحزب، وأن ننتخب في المؤتمر زعيمًا جديدًا للحزب”.
في رده على هذه الاتهامات قال ميكيل يوكسيل لصحيفة Flamman أنه لم يقم بأي ابتزاز، وأنه يتعرض لمحاولة انقلاب مدبرة من قبل 5-10 أعضاء. قائلاً:
“تعرضت أنا وعائلتي لتهديدات هائلة وحملات كراهية في الأسابيع الأخيرة. لقد نشروا أكاذيب بشأن حياتي الخاصة. قالوا إنهم سيحصلون على تسجيل مأخوذ من هاتفي من خلال خرق البيانات.”
وفقًا لـ يوكسيل ، هو نفسه ضحية محاولات ابتزاز، لأن أحد الأعضاء اتصل بامرأة من خارج الحزب وادعى أن لديه معلومات تفيد بأنها دخلت في علاقة جنسية مع يوكسيل، وهذا العضو يعمل مع حسن خان وإفراح محمد، حسب قول يوكسيل.
“إنها حملة قبيحة وقذرة ومثيرة للاشمئزاز لمجرد إخراجي من الحزب. لقد تحملت ذلك، لكنهم تجاوزوا الحدود وبدأوا في مضايقة عائلتي”
وفي سؤال عنما هو رده حول اتهامه بتزوير نتائج المؤتمر وسيطرته على لجنة الانتخابات؟ يقول يوكسيل:
“هذا هراء. لدينا قواعد يجب اتباعها. لم يقرأ هؤلاء الأشخاص اللوائح أبدًا، لقد كنت أحاول تعليمهم ماهية اللوائح لمدة ثلاث سنوات لكنهم لم يفهموها. لقد قررنا ووضعنا القوانين بأنفسنا”
وماذا عن حجب المعلومات عن بقية قيادة الحزب؟ تسأل الصحيفة، ويجيب يوكسيل أيضا أن هذا هراء
“إنه هراء. للأسف، من تتهمني كانت غائبة منذ الانتخابات ولم تحضر اجتماعات مجلس إدارة الحزب حتى أثناء الحملة الانتخابية. لقد اتخذ مجلس الحزب قرارات ضد إرادتي عدة مرات”.
وفقًا لـ يوكسيل، تريد مجموعة صغيرة بقيادة إفراح محمد وحسن خان فرض أمر يمنح جميع الأعضاء الحق في التصويت في المؤتمر، وبالتالي تنفيذ انقلاب والتصويت لصالحه. قائلا
“هم يريدون القدوم مع أقاربهم وأصدقائهم المقربين، حتى يتمكنوا من التخلص من اللوائح” مضيفا أن “هذا هو سبب محاولة الإقصاء. لا شيء آخر”.
وتسأل الصحيفة يوكسيل أخيرا فيما إذا سيعمل هو على استبعاد معارضيه؟ ويجيب قائلاً:
“لا أعلم، مؤتمر الحزب هو الذي يقرر. أما إذا أضروا بالحزب، فسيتم الاستبعاد، وفقًا للقوانين.
Source: flamman.se