الكومبس – دولية: جمع ستة خبراء من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا، أدلة ثابتة وقوية على أن فيروس «كورونا» المستجد، المسبب لمرض «كوفيد – 19»، «ينتقل في الغالب عن طريق الهواء».
ووفقاً للتقييم الجديد الذي نشره الباحثون، أول من أمس، في المجلة الطبية (لانسيت)، قال الخبراء إن «تدابير الصحة العامة التي تقلل من إمكانية انتقال الفيروس عبر الهواء، تترك الناس في الغالب بدون حماية وتسمح للفيروس بالانتشار». وقال خوسيه لويس جيمينيز، الكيميائي في المعهد التعاوني للأبحاث في العلوم البيئية (CIRES) وجامعة كولورادو الأميركية، أحد المشاركين في التقييم، إن «الأدلة التي تم جمعها حول انتقال العدوى عن طريق الجو ساحقة، بينما الأدلة التي تدعم انتقال القطيرات الكبيرة تكاد تكون معدومة، ومن الضروري أن تقوم منظمة الصحة العالمية ووكالات الصحة العامة الأخرى بتكييف وصفها لانتقال العدوى مع الأدلة العلمية، بحيث يتم التركيز على الحد من انتقال العدوى عبر الهواء».
وبمراجعة الأبحاث المنشورة، تم التوصل إلى عشرة أدلة مهمة تدعم هيمنة مسار العدوى المحمولة جواً، وكان على رأس هذه الأدلة أحداث فائقة الانتشار مثل «تفشي كورال سكاجيت» في أميركا، حيث أصيب 53 شخصاً من حالة مصابة واحدة. وأكدت الدراسات أن «هذه الأحداث لا يمكن تفسيرها بشكل كافٍ من خلال الاتصال الوثيق أو لمس الأسطح أو الأشياء المشتركة».
علاوة على ذلك، فإن معدلات انتقال الفيروس أعلى بكثير في الداخل منها في الهواء الطلق، ويتم تقليل انتقال العدوى بشكل كبير عن طريق التهوية الداخلية.
وسلّط الفريق الضوء على البحث الذي يقدر أن الانتقال الصامت (بدون أعراض أو ما قبل الأعراض) للفيروس من الأشخاص الذين لا يسعلون أو يعطسون يمثل 40 في المائة على الأقل من جميع حالات الانتقال، وهذا النقل الصامت هو وسيلة رئيسية لانتشار المرض في جميع أنحاء العالم، و«يدعم طريقة الانتقال المحمول جواً في الغالب»، وفقاً للتقييم.
واستشهد الباحثون أيضاً بعمل يوضح انتقال الفيروس بعيد المدى بين الأشخاص في الغرف المجاورة في الفنادق؛ أي بين الناس الذين لم يكونوا في وجود بعضهم. وعلى النقيض من ذلك، لم يجد الفريق أي دليل على أن الفيروس ينتشر بسهولة عبر قطرات كبيرة تسقط بسرعة في الهواء وتلوث الأسطح.
وقال تريش جرينهالغ من جامعة أكسفورد، المؤلف الرئيسي بالدراسة: «لقد تمكنا من تحديد وتفسير الأوراق شديدة التعقيد والمتخصصة حول ديناميكيات تدفق السوائل وعزل الفيروس الحي».
وفي حين تم تقييم بعض الأوراق الفردية على أنها ضعيفة؛ فإن قاعدة الأدلة بشكل عام لانتقال العدوى المحمولة جواً واسعة وقوية، ولا ينبغي أن يكون هناك مزيد من التأخير في تنفيذ التدابير في جميع أنحاء العالم للحماية من مثل هذا الانتقال، كما يؤكد جرينهالغ، مضيفاً: «هذا العمل الجديد له آثار خطيرة على تدابير الصحة العامة المصممة للتخفيف من الوباء، فأولاً، ينبغي إعطاء تدابير الوقاية من القطرات مثل استخدام المطهرات وغسل اليدين وتنظيف الأسطح، تركيزاً أقل من تدابير الوقاية من العدوى المحمولة في الهواء مثل (الكمامة)، والتي تتعامل مع استنشاق الجسيمات المعدية العالقة في الهواء».
وإذا كان الفيروس المعدي ينتقل عبر الهواء في المقام الأول، فمن المحتمل أن يصاب شخص ما عندما يستنشق الهباء الجوي الناتج عندما يزفر الشخص المصاب أو يتحدث أو يصرخ أو يغني أو يعطس، لذا فإن إجراءات التحكم المحمولة جواً تشمل التهوية، وتنقية الهواء، وتقليل الازدحام، ومقدار الوقت الذي يقضيه الأشخاص في الداخل، وارتداء الكمامة في أي مكان في الداخل، والاهتمام بجودة الكمامة وملاءمتها، واتخاذ أعلى معدات الحماية الشخصية الخاصة بالرعاية الصحية للموظفين الذين تتطلب طبيعة عملهم اتصالاً بأشخاص يحتمل أن يكونوا معدين.
وأكد كيمبرلي براثر، عالم الهباء الجوي من جامعة كاليفورنيا، المشارك بالدراسة: «من المدهش تماماً أن يتساءل أي شخص ما إذا كان انتقال العدوى عن طريق الهواء هو المسار السائد لانتقال هذا الفيروس أم لا؟ فقط من خلال تضمين استنشاق الهباء الجوي على المدى القريب والبعيد على حد سواء، يمكننا شرح العديد من الفاشيات الداخلية التي حدثت في جميع أنحاء العالم، وبمجرد أن نعترف بأن هذا الفيروس ينتقل عبر الهواء، فإننا نعرف كيفية مواجهته».
الشرق الأوسط – وكالات