المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

خاص للكومبس
ما الذي لم يؤخذه جوليان أسانج في حساباته، عندما اختار أن تكون السويد هي مركز من مراكز نشاط ويكيلكس الموقع المثير للاحراج والجدل، هل كان يعتقد أن ما يوفره هذا البلد من حماية لحرية النشر كافيا، لاتمام مهمة فضح الاحتلال الأمريكي في أفغانستان والعراق، وربما الكشف عن فضائح جديدة، وهل كان مطمئنا أيضا على أن مئات الآلاف وربما ملايين الوثائق التي تصله ستكون في مأمن هي ومصادرها بفضل حرية السويد وقوانينها الديمقراطية
من الواضح أن مؤسس ويكيلكس غفل، كما يبدو، عن أن من يقارعهم، وجعل هدف كشف فضائحهم قضيته الخاصه، قد يحسنون استخدام هشاشة بعض قوانين حصن الحرية نفسها التي لجئ إليها، وتحويلها إلى فخ له. فالحرية السويدية، وبقدر ما هي واسعة ورحبه بمفاهيمها الانسانية، بقدر ما هي ضيقة بقوانين حمايتها ومقيدة بتفاصيل تطبيق هذه القوانين.

خاص للكومبس
ما الذي لم يؤخذه جوليان أسانج في حساباته، عندما اختار أن تكون السويد هي مركز من مراكز نشاط ويكيلكس الموقع المثير للاحراج والجدل، هل كان يعتقد أن ما يوفره هذا البلد من حماية لحرية النشر كافيا، لاتمام مهمة فضح الاحتلال الأمريكي في أفغانستان والعراق، وربما الكشف عن فضائح جديدة، وهل كان مطمئنا أيضا على أن مئات الآلاف وربما ملايين الوثائق التي تصله ستكون في مأمن هي ومصادرها بفضل حرية السويد وقوانينها الديمقراطية
من الواضح أن مؤسس ويكيلكس غفل، كما يبدو، عن أن من يقارعهم، وجعل هدف كشف فضائحهم قضيته الخاصه، قد يحسنون استخدام هشاشة بعض قوانين حصن الحرية نفسها التي لجئ إليها،

فالحرية السويدية، وبقدر ما هي واسعة ورحبه بمفاهيمها الانسانية، بقدر ما هي ضيقة بقوانين حمايتها ومقيدة بتفاصيل تطبيق هذه القوانين.

وتحويله إلى فخ يقع به المتمرد على أقوى قوى الأرض حاليا. فالحرية السويدية، وبقدر ما هي واسعة ورحبه بمفاهيمها الانسانية، بقدر ما هي ضيقة بقوانين حمايتها ومقيدة بتفاصيل تطبيق هذه القوانين.
القانون في السويد يضمن الحرية قولا وممارسة، طالما لا يتمادى ممارس هذه الحرية ويقوم بالتعدى على حرية الآخرين، وحرية الآخرين هنا وجه آخر من الأوجه العكسية للحرية وجه قد يتحول إلى قوة ردع غير محسوبة, وقد تفسر على انها قمع أيضا يمارس باتجاه “المتمادي” أو “المعتدي” على هؤلاء الآخرين
هنا في السويد يمكن للشرطة مثلا أن تتدخل وتدين حتى الزوج في حال أرغم زوجته على القيام بواجبها الزوجي، ويمكن للمحاكم السويدية أن تعتبر أي نوع من الإرغام على ممارسة “الواجبات الزوجية” على أنه اغتصاب، وقد يحدث أن تدان الزوجة في حالة إرغام زوجها على الجماع بها أيضا
كما يحق للمرأة مثلا أن تغير رأيها وأن تقول “لا” في أي لحظة أثناء ممارسة الجنس مع الرجل، وفي حال لم يلتزم الرجل إلى رغبة المرأة بهذا المنع المفاجئ، يمكن لها أن تثير ضده قضية، قضية

قضايا الاغتصاب والإكراه والتحرش الجنسي من أكثر القضايا شيوعا أمام المحاكم السويدية، والتي تعمد إلى البحث والاستقصاء في تفاصيل التفاصيل المملة لكل واقعة، لتحدد وتحكم بالعقوبة المناسبة أو البراءة

وتهمة اغتصاب. وهذا ما حصل، على ما يبدو، مع “الضحية ـ المتهم” آسانج
قضايا الاغتصاب والإكراه والتحرش الجنسي من أكثر القضايا شيوعا أمام المحاكم السويدية، والتي تعمد إلى البحث والاستقصاء في تفاصيل التفاصيل المملة لكل واقعة، لتحدد وتحكم بالعقوبة المناسبة أو البراءة
الأمر الذي أصدره الإدعاء السويدي، باعتقال جوليان أسانج، وبجلبه إلى السويد، هو أمر قضائي بحت لا علاقة له في السياسة، فالجميع يشهد بنزاهة واستقلالية القضاء في السويد، لكن توجيه خمس تهم جنسية دفعة واحدة، خلال فترة قصيرة، في البداية قبل أن تنحصر بقضيتين، لشخص وضع نفسه عدوا وندا لقيادة جيش أكبر قوة عالمية، أمر قد يثير عدة تساؤلات، خاصة حول طريقة إيصال هذه القضية إلى القضاء
في إحدى المناسبات العامة تحدثت إلى شخص كان مقربا من جوليان أثناء تواجده في السويد، هذا الشخص اخبرني ان جوليان كان يستغرب تكرار اتصال عدة فتيات في السويد به. وبعد اصدار مذكرة التوقيف، حاولت الاتصال بنفس الشخص للحصول على معلومات اكثر عن قصة جوليان مع فتيات السويد، لكنه لم يفيدني بشيء لانه كما قال هو نفسه لا يعرف المزيد
المفارقة أن وزير العدل الأميركي السابق رمزي كلارك قال بعد إصدار محكمة سويدية قرار جلب آسانج، إن وثائق ويكليكس تتيح للمرة الأولى ملاحقة مسؤولين أميركيين ضالعين في جرائم

من المتوقع أن يمثل جوليان أمام المحاكم السويدية، والتي ستفتح تحقيقات تشمل البحث في تفاصيل علاقاته الجنسية مع المدعين عليه، وفي حالة البراءة أو الإدانة ستكون هذه العلاقات بتفاصيلها محضر فضائح للرجل، وقد يكون الثأر بفضيحة مقابل فضيحة كافيا للانتقام منه.

حرب العراق. داعيا إلى ملاحقة المسؤولين عن جرائم الاحتلال، لكن من يلاحق حاليا هو من نشر الوثائق،
من المتوقع أن يمثل جوليان أمام المحاكم السويدية، والتي ستفتح تحقيقات تشمل البحث في تفاصيل علاقاته الجنسية مع المدعين عليه، وفي حالة البراءة أو الإدانة ستكون هذه العلاقات بتفاصيلها محضر فضائح للرجل، وقد يكون الثأر بفضيحة مقابل فضيحة كافيا للانتقام منه، أو على الأقل لردعه وتأديبه وربما تأديب غيره ممن تسول لهم أنفسهم اللعب مع “الكبار” وفضائحه
وبغض النظر عن نظريات المؤامرة وخيالها الواسع في نسج قصص الاتهام الموجهة ضد السويد للإيقاع عن عمد بآسانج لحساب الولايات المتحدة، يقول القضاء السويدي دائما إن من واجبه السير في بلاغ قدم إليه، وهذا القضاء يؤكد انه سيتعامل مع قضية آسانج بدون اية تأثيرات سياسية، فأمام هذا القضاء ملف يحتوي على شكوى، ومتهم ، وضحايا مفترضين إلى حين تثبيت التهمة، وهذه مهمة ليست بالسهلة
د. محمود آغا