أسبوع المدالين: حرارة الانتخابات في صيف بارد – ولى زمن من يقولون: أنا لا أتدخل في السياسة

: 7/4/14, 1:59 AM
Updated: 7/4/14, 1:59 AM
أسبوع المدالين: حرارة الانتخابات في صيف بارد – ولى زمن من يقولون: أنا لا أتدخل في السياسة

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – منبر: صيف هذا العام البارد نسبيا، يشهد ارتفاعا ملحوظا في حرارة النقاشات السياسية خلال أسبوع المدالين السياسي، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية السويدية، في أيلول/سبتمبر. ومع اقتراب هذا الاسبوع على الانتهاء تكون معظم الأحزاب السويدية ممثلة برؤسائها قد قدمت عروضها حيث يخصص لكل حزب برلماني يوما كاملا.
العمل والسكن والرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي والتقاعد والتعليم والسياسة الضريبة وسياسة الدفاع إضافة الى مواضيع مثل البيئة والطاقة والهجرة والاندماج، كانت من أهم محاور نقاشات وعروض الأحزاب في هذا الاسبوع
وسجلت أعداد الفعاليات أرقما قياسيا وبلغت حوالي 2000 فعالية ونشاط، فيما كان يضم أسبوع المدالين، حوالي 500 فعالية فقط في العام 2007 .
لم يكن أولف بالمه رئيس الوزراء السويدي الشهير، الذي اغتيل بجانب زوجته العام 1986 يعلم أن خطبة عابرة ألقاها من على ظهر سيارة شاحنة في منتجع على جزيرة غوتلاند، للإجابة على أسئلة بعض المصطافين، يمكن أن تتحول إلى طقس سنوي، وتظاهرة سياسية هي الأشهر في السويد، لا تزال مستمر منذ 45 عاما
هذا الطقس السياسي قد يكون فريدا من نوعه في العالم، وقد لا يشبه إلا بعض جوانب من سوق عكاظ أيام الجاهلية في شبه الجزيرة العربية، عندما كانت العرب تأتي لعرض ليس فقط منتوجاتها المادية من تمر وعسل وخمر وحنطة، بل أيضا منتوجات فنية وأدبية، فكانت قبائلهم (أخزابهم) تتانشد شعرا وتتفاخر وتتناظر وتتبادل الحجج والأفكار.
سوق عكاظ السويدي المفتوح أمام مناقشة أي أمر أو قضية تخص المجتمع السويدي، يعتبر فرصة أمام الأحزاب السويدية البرلمانية خاصة لعرض أفكار جديدة وتقديم منتوجات سياسية مبتكرة للمواطنين المجتمعين في الجزيرة السويدية وللمتابعين لهم في مختلف أرجاء السويد
أسبوع من 7 أيام ويوم، على عدد أحزاب البرلمان الركسداغ الثمانية، يعقد في رقعة جغرافية محددة، ويعرض به يوميا مئات الندوات والمناظرات، مما يتيح للمتابع فرصة حقيقية للمقارنة، ولتكوين قاعدة رأي واقعية، يستطيع من خلالها التمييز بين منتوجات الأحزاب ومعروضاتها، قبل أن يقرر من يناسبه ويناسب ظروفه واحتياجاته، ليكون الخيار عند منح صوته، ليس على أساس عاطفي ولا يتحكم به اي ولاء آخر سوى الولاء للأفضل، الأفضل لقيادة البلد والمجتمع
المدالين هو أسم لحديقة جميلة تتوسطها بحرة مع نافورة ماء، تقع بين سور مدينة فيسبي عاصمة جزيرة غوتلاند السويدية وبين شاطئ بحر البلطيق، الذي شهد صد العديد من سفنالغزاة واستقبل العديد من سفن التجار على مر التاريخ، وهو أسبوع متاح ليس فقط للأحزاب السويدية الثمانية التي تتمثل في البرلمان السويدي الحالي، بل أيضا لكل الأحزاب والهيئات والمؤسسات والبلديات التي تريد عرض أفكار جديدة حول عملها، والهدف هو دائما واحد: تقديم الافضل لقيادة المجتمع وحل قضاياه ومشاكله بالطرق العقلانية المناسبة
في هذا الاسبوع السياسي الحافل، لا تجد رقابة أو ضوابط على حرية ما تقوله وما تطرحه، وعلى ما تريد أم لا تريد أن تسمعه، الرقابة والضوابط ذاتية وغير مكتوبة، وقد تكون مكتسبة من تراكم التقاليد الديمقراطية التي تمارسها البلاد منذ عقود.
ويغطي فعاليات المدالين هذه السنة المئات من الصحفيين الذين يمثلون عدة صحف ووسائل إعلام، إلى جانب ضيوف من عدة بلدان من بينها بلدان عربية.
يقول التاريخ: إن سوق عكاظ الذي كان يعرض الأدب والفن والخطابة، إلى جانب المبادلات التجارية، ومع أنه كان ينتهي أحيانا بنزاعات وخلافات بين القبائل قد تتطور إلى حروب، لكنه كان مناسبة سياسية قبلية بامتياز. فيما يعتبر أسبوع المدالين السويدي في زماننا هذا، مناسبة لإظهار أن السياسة أصبحت شأنا عاما يهم الجميع، وليست حكرا على من يمتهنها فقط، فالسياسة اليوم تعني مصير كل فرد ومصير المجتمع في آن واحد…لقد ولى زمن من يقولون: أنا لا أتدخل في السياسة

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.