أفق آخر: لا لثقافة الكراهية

: 4/18/14, 5:15 PM
Updated: 4/18/14, 5:15 PM
أفق آخر: لا لثقافة الكراهية

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

منبر الكومبس: قوسُ الحروب والإحتلالات والحوادث الرهيبة في عالمنا، الممتد من افغانستان الى بيروت، ومن العراق الى تونس ومن اليمن الى سوريا، ومن الكونغو الى تشاد، وصولاً الى نذر حرب باردة جديدة تبدأ في اوكرانيا اليوم، استطاع تغير خرائط الديموغرافيا والسياسة، وتبديد خرائط الإنسان وتبديل افكاره، وهجرته الى كل مكان.

منبر الكومبس: قوسُ الحروب والإحتلالات والحوادث الرهيبة في عالمنا، الممتد من افغانستان الى بيروت، ومن العراق الى تونس ومن اليمن الى سوريا، ومن الكونغو الى تشاد، وصولاً الى نذر حرب باردة جديدة تبدأ في اوكرانيا اليوم، استطاع تغير خرائط الديموغرافيا والسياسة، وتبديد خرائط الإنسان وتبديل افكاره، وهجرته الى كل مكان.

امتدت موجات الهجرة هذه لتصل اصقاعاً بعيدة بلغت ليس فقط نيوزيلاندا في الشرق البعيد والبلاد الإسكندنافية في شمال اوربا، بل وصلت ايضا الى ايسلاند وغرينلاند، وجزر اسيا النائية في قلب المحيط الهندي جنوباً.

وياللهول كم حملت موجات الهجرة هذه ثقافات وعقائدَ وافكارا تتفاعل اليوم لتصدر نارا وشررا وتصنع مواقف واتجاهات متشددة بين الناس من كل لون وكأنه تهديد جدي للمحبة والإلفة والتواصل بين الأفكار والعقائد والديانات والثقافات .

وما ان نذكر كلمة ( تشدد) احيانا حتى يظن البعض انها صفة لصيقة بدين معين او عقيدة معينة، كما في المثل العربي القديم الذي يقول ( يكاد المريب ان يقول خذوني ).

حيث يتجاهل هذا البعض حقيقة ان المقصود هنا هو كل تشدد يلازم المجموعات البشرية عبر الحركات السلفية في الديانات الإبراهيمية الثلاث : اليهودية والمسيحية والإسلام، وفي الديانات الأخرى منها ديانات امريكا اللاتينية ووارثي حضارة الأنكا من المكسيك الى تشيلي وفي 400 ديانة اخرى مختلفة لأكثر من مليار ونصف من البشر من البوذية الى الهندوسية ومن ديانة الشنتو الى اطراف الديانات الشرقية القديمة الموجودة الآن، التي تقوم بعبادة ثلاثة ملايين ربا مختلفا وتصلي وتتعبد بطرق مختلفة برغم عصر التكنولوجيا والإتصالات ومنجزات العقل.

الجدل والصراع من اجل البقاء يخلق التشدد ويخلق الكراهية ايضا ولكن المطلوب وقفة مع الحقيقة .. وقفة مع الحقوق ومع الواجبات.

ان المباديء التي نظمت حقوق اللاجئين في المواثيق التابعة للأمم المتحدة وفي اتفاقيات الدول المتحاربة واعلان ” متحدون للقضاء على العنصرية والتعصب وكراهية الأجانب لعام 2001″، التي تنظم حقوق اللاجيء تنظم ايضا استحقاقات دول اللجوء المضيفة والمترتبة على اللاجئين في ان تتمتع هذه الدول بولاءات محددة واتباع قواعد الحياة ومراعاة القوانين فيها انما هي مباديء واطار يضع الجميع امام التزاماتهم المتقابلة .

اللاجئون هم اقليات، والشعوب المضيفة هم اغلبيات ولذلك حين يختار سكان حي او مدينة بناء مطعم اوناد في مكان ما، وتتصاعد الإعتراضات هنا وهناك في ان هذا النادي او ذلك المطعم يشكل تحديا او تهديدا للقيم والمثل عند شركاء الحي او المدينة من اللاجئين فأن تلك صورة واحدة من صور عناصر الجدل غير المتوازن .

بل يحصل الإعتراض على الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية والرسوم واللوحات والأغاني والموسيقى ومناهج الدراسة وانواع الطعام والأزياء بشكل يؤجج حالات المواجهة والجدل بين الأغلبية الممثلة لشعوب دول اللجوء وبين الأقليات الممثلة للاجئين.

وكما نلاحظ صعود الحركات اليمينية والأحزاب المحافظة الى سدة الحكم في دول اوربا.. ونشوء الأحزاب العنصرية المناوئة للأجانب حيث يرتب ذلك لغة للحوار وتواصلا مختلفا لا ينطوي على الأغراق في العزلة ولايتبنى خطاب التأليب او التكفير او تبادل التهم واضفاء الصفات على الآخر ايا كانت عقيدته او دينه او هويته.

انما المطلوب الكثير من المرونة والتربية على قبول ذلك التنوع وتلك الحقوق والإلتزامات.

انني استطيع ان اختصر حالة اللاجئين المشدودة الى كل كلمة او صوت او اختلاف او اشارة بكلمة واحدة هي

( التربـص). منتظرين ان يعبّر واحدٌ من اهل البلد المضيف عن قوانين البلد وافكاره واتجاهه لنقوم فجأة برجم خطيئته دون ان نرى نحن اللاجئين خطايانا.

فاروق سلّوم

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2025.
cookies icon