المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي: منذ ثلاثة أيام والمعركة تدور رحاها في بيتي الصيفي بيني وبين فأر. إكتشف إبني الصغير وجوده في إحدى الغرف. ولأننا في السويد، دخلت الغرفة وحاولت أن أفتح له ممرا آمنا للهرب، طلبت منه بكل أدب أن يغادر الغرفة حرصا على حياته وسلامته … لكنه كان يتنطط غير آبه بعرضي هذا
أحيانا كان ينتابني شعور أنه يهزأ مني ورأيت في نظراته إستفزازا واضحا ومتعمدا لي … عندها قررت أن أتعاطى معه بذات المنطق وفي نفس الأسلوب الذي كنّا نتعاطى به في المخيّم … فما كان بي إلاّ أن تناولت الرفش بيدي وصفعته صفعة واحدة لا ثانية لها … ما بدا لي أنه سقط صريعا تحت قطعة من القماش كان قد إختبأ تحتها.عندها قلت في قرارة نفسي إن الفئران لا تفهم غير هذه اللغة اللئيمة … فلا تهاون معها بعد اليوم … حتى ولو كنّا نعيش في السويد.
قررت أخذه ورميه في الخلاء … فما كان به إلاّ أن قفز فارا ليختفي في مكان ما في المطبخ … إستخدمت كل وسائل محاربة الفئران من مصائد إصطادت إحداها إبهمي دون جدوى … فنشرت المبيدات في شتى الأرجاء وما زلت أرى أثارا له في المطبخ … فكرت أن أتبع نظرية القذافي حين خاطب شعبه واصفا إياهم بالفئران فعدلت لأن النتيجة أصبحت معروفة للجميع ونهاية القذافي لا تسر… وطبعا لا أمتلك سكود حتى أقصفهم … وحسب معلوماتي أن ليس للفئران جوامع أو علماء لكي أقتلهم غير آبه بدين أو حرمة فأفجر نفسي بهم وأدخل بهم الجنة شهيدا … حسبتها جيدا أن هذا الأسلوب غير مجدي ولا أخلاقي لا بل ويتعارض وثقافتي … إلى أن إستقر الرأي وقررت أخيرا أن أنتظر ربيعا حقيقيا لا مزيفا كربيع (السويد) المثلج حيث درجة الحرارة دون الصفر…
سعيد هدروس 22-3-2012