المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات: “وأخيرا جاء الصّيف” جملة اعتدت أن أسمعها هذه الأيام في مركز الصّليب الأحمر حيث أعمل وبما أنني قادمة جديدة من بلاد الشّمس لم أشعر بوقع تلك المفردات كالآخرين وهم ينتظرون الأيام المشمسة القليلة نسبيا بعد شتاء طويل مظلم، لذلك أخذني فضولي للتنقل بين مكاتب الصّليب الأحمر وسؤال الموظفين والمتطوعين عن النّشاطات التي يقومون بها ليستمتعوا بالصّيف فكانت ابتساماتهم تسبق إجاباتهم التالية:
“آكل الفريز كثيرا وأستمتع بقراءة الكتب في الطبيعة” آنّا
“أتابع المهرجانات وأحتسي القهوة مع أصدقائي خارج المنزل(Fika)” جارلوتا
“أذهب لأماكن التسوق وأفضّل الأسواق الشعبية (loppmarknad)” نجوى
“أقضي يومي على شاطئ البحر وأمارس الصيد والجري تحت أشعة الشمس” ماكنوس
“أقوم بالتّخييم مع أصدقائي في إحدى الغابات وأستمتع باكتشاف الطبيعة من حولي” لين
“أخرج بصحبة أولادي إلى الغابات وأماكن الألعاب ونقوم بالشواء” أحمد
حقيقة كانت إجاباتهم مصدر دهشة ومعرفة بالنسبة لي حيث اختلفت وتنوعت وحملت كل ما هو جديد ووهبت قيمة لأمور صغيرة لم تكن تعني لي في السابق وأعطتني حافزا لأغتنم أيام الصّيف وآخذها فرصة للاستمتاع بأشعة الشّمس ولكن الآن بطريقة مغايرة عن ما اعتدت عليها.
إن كم الرّاحة التي كانوا يشعرون بها وفرحهم أثناء التكلّم عن النشاطات الصيفية دفعني أن أهاتف سارة هيدرينوس وهي مستشارة في الدّعم النّفسي والاجتماعي في الصّليب الأحمر وسؤالها عن تأثير هذه النّشاطات على الأشخاص بشكل عام وكيف يستطيع القادم الجديد للسويد أن يسخّر الأنشطة في تحقيق الرّاحة والأمان، تقول سارة:” إن الإجازة الصّيفية هي الوقت الأنسب لاجتماع الأصدقاء والقيام ببعض الأنشطة كالتخييم أو القيام بنزهة على شاطىء البحيرة. ومن المفيد للقادم الجديد أن يفعل كما يفعل الآخرون فذلك يساعده في التعرّف على البلد الجديد وعلى خلق ذاكرة جديدة تجمع بين الأصدقاء القدامى والجدد .ومن المهم جدا لك باعتبارك قادم جديد للسويد أن تقوم بالنشاطات التي كنت تقوم بها في بلدك خلال الإجازة الصيفية أو أيام العطل والتي كانت تجعلك تشعر بالاسترخاء وتعود لمزاولتها هنا أيضا. إن البراعة تكمن في تحقيق التوازن بين ما هو مألوف وما هو جديد كالتعرف على سبل الحياة في السويد.”
تواصل سارة كلامها عن طرق الحصول على الرّاحة والاستمتاع بأيام الصّيف فتقول:”تذكر أنه حتى لو كنت تشتاق للأشياء التي كنت تقوم بها سابقا ولم تعد قادرا على القيام بها في السّويد فهناك بعض الأشياء الصّغيرة والتي يمكن أن تحدث فرقا وتساعدك على الشعور بالراحة والطمأنينة و تعطيك حافزا لتستمر في فضولك في البحث عن كل ما هو جديد. ففي كثير من الأحيان مجرد استنشاقك للروائح أو تذوقك للأطعمة المألوفة لديك تجعلك تشعر بالارتباط بالمكان وتحقق بذلك الرّاحة والاسترخاء المرجويّن.”
لم أكتف بذلك بل توجهت لمقابلة الفرق التّطوعية في الصّليب الأحمر وخاصة أن الصّيف هو الوقت الأنسب لتعريف القادمين الجدد للسويد على قوانين الطبيعة هذا ما عرفته منهم وهذا ما قامت به ديما عيسى وهي متطوعة في الصّليب الأحمرحيث روّجت لمشروع يتضمن عدة نشاطات للقادمين الجدد ومن مختلف الأعمار، هذا المشروع نظم بالتعاون بين كل من الصّليب الأحمر والمرشدين (Naturskyddsföreningen) وبلدية اوربرو وغاية المشروع هي المساهمة في التّعرف على السّويد والطبيعة بشكل أكبر بما في ذلك القوانين الخاصة بالطبيعة. تقول ديما: ” الأمر الأول الذي فكرت به كان البحث عن نشاطات غير اعتيادية بالنسبة للقادمين الجدد وبأقل تكلفة ممكنة فكان قضاء يوم في الغابة بين أحضان الطبيعة المكان الأفضل وبالفعل كان النّشاط ناجحا فمن خلاله قام المرشدين (بتعريف الناس بالقوانين الخاصة بالطبيعة مثل الأماكن المسموحة لإشعال النار وتعريفهم بالنباتات الضارة وما إلى هنالك وكان لهذا النشاط الأثر الإيجابي بالنسبة للجميع وخاصة أنها المرة الأولى التي يقومون بها بنشاط مغاير عن ما تعودوا عليه.”
هنا أنهيت جولتي ضمن مركز الصليب الأحمر وبقي أن أعيش التّجربة الجديدة خلال الإجازة الصّيفية وأنتم أيضا ما عليكم إلا أن تفسحوا المجال لأنفسكم لخوض تجارب جديدة والاستمتاع بطرق مغايرة وخاصة أنكم شعوب معروف عنها أنها تحب الفرح، فحاولوا نشر السّعادة من حولكم وخاصة أن اطفالكم لهم كل الحق في رؤية جوانب الفرح وحب الحياة والتفاؤل لديكم رغم كل ما تمرون به من صعوبات وظروف قاسية.
لكم أجمل الأمنيات من فريق الصليب الأحمر بقضاء أيام صيفية ممتعة.
ريم لحدو
تستطيعون معرفة المزيد عن وكالة حماية البيئة والاطلاع على القوانين الخاصة بالطبيعة باللغة العربية http://www.naturvardsverket.se/ على الرابط:
http://kommun.redcross.se/ لمعرفة النشاطات الصيفية في الصليب الأحمر على الرابط: