المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقال: يعاني الكثير من المهاجرين القادمين من الدول المشمسة ذات الجو البهيج الى الدول ذات الجو الغائم من أعراض مبهمة وغير مريحة مثل أوجاع في الجسم وشعور بالاكتئاب والضجر والتعرق وغيرها من الأعراض.
ويعزو البعض هذا التغيير الى اختلاف البيئة الاجتماعية او الشوق الى الاصدقاء والأهل او ما يعرف “بالهوم سيك” لدى الكثير من الناس.
ولكن ومن خلال متابعة هذه الحالات سريريا وطبيا واكتشاف انها تصيب الأشخاص الذين تقتضي طبيعة اعمالهم عدم التعرض الكافي لضوء النهار كالعاملين في وجبات العمل المسائية تبين أن السبب ليس الشوق و الحنين الى الدولة الأم بل يعود الى نقص فيتامين حيوي ومهم جداً للجسم هو فيتامين د.
تقسم الفيتامينات الى نوعين النوع الاول هو النوع الذائب في الماء والاخر هو الذائب في الدهون وفيتامين دي هو من النوع الذائب في الدهون لذا من الصعب السيطرة على مستوياته في الدم بسهولة ويتم تصنيع معظم كمياته الموجودة في جسم الانسان من خلال تعرض الجلد لاشعة الشمس لذا تنخفض نسبه فيتامين دي في الدم في الدول ذات الجو الغائم وعند تغطية الجسم بالملابس عند ارتداء “الازياء الإسلامية” من قبل النساء.
اعراض نقص فيتامين دي عديدة و يمكن اجمالها بما يلي:
أولاً. ليونة العظام مما يسبب الكساح في الاطفال وآلام في العظام لدى الكبار مع زيادة احتمال تكسر العظام.
ثانيا. آلام الجسم المبرحة ووهن العضلات وهذا أهم أعراض نقص فيتامين دي.
ثالثا. تساقط الشعر.
رابعا. فرط التعرق.
خامسا. ارتفاع ضغط الدم.
سادسا. نقص المناعة و سهولة الاصابة بالأمراض.
سابعا. اعراض نفسية كالكآبة والانفعال تزول بعد تناول العلاج بشهرين.
العلاج
يجب التأكد من تشخيص حالة نقص فيتامين دي أولا بأجراء فحص بسيط يجرى في معظم المختبرات لتحري نسبة الفيتامين في الدم. و يستطيع الطبيب المعالج اعطاء نصائحه للمريض حول الغذاء المناسب وبامكانه إعطاء جرع علاجية من فيتامين دي حسب نتيجة التحليل.
الأغذية التي تحتوي على فيتامين دي هي الأسماك وخاصة السالمون واللبن والبيض وزيت كبد الحوت.
اما الجرع العادية التي بأمكان معظم الناس استعمالها من فيتامين دي فتباع بدون وصفة طبية ولا تزيد عن 2000 وحدة دولية من مادة فيتامين دي 3 وفي حال وجود نقص حاد في نسبة الفيتامين في الدم يقوم الطبيب بأعطاء جرع علاجية عالية من فيتامين دي 3 تحتاج الى وصفة طبية.
و أخيرا فإن التعرض الكافي يومياً لأشعة الشمس يكون ما يقارب 90% من احتياج الجسم من فيتامين دي و ينصح ذوي البشرة السمراء بالتعرض الى الشمس لوقت اطول من ذوي البشرة البيضاء لان الجلد الاسمر ابطأ امتصاصا لاشعة الشمس من الابيض كما و ينصح بعدم استعمال المستحضرات الواقية من الشمس لانها تعيق امتصاص اشعة الشمس.كما و يجب توخي الحذر كذلك من التعرض الطويل لاشعة الشمس المباشرة حيث انها احد العوامل المسببة لسرطان الجلد.
الأستاذ الجامعي شاكر جواد
بروفيسور في كلية طب ادوارد هيبرت في واشنطن