أولادنا بين ضغوط الأهل والمجتمع الجديد

: 11/24/16, 5:37 PM
Updated: 11/24/16, 5:37 PM
أولادنا بين ضغوط الأهل والمجتمع الجديد

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

مقالات الرأي: ما بين لغة جديدة لا تخلو من الصعوبة، وبين ضغوط المجتمع الجديد الذي يختلف بفحواه و مضمونه عن كل ما هو مألوف للطفل والمراهق من القادمين الجدد الى السويد، تزداد الضغوطات بطريقة او بأخرى لتكون النتيجة تراجع خطير على جميع المستويات العلمية والعملية والاجتماعية والنفسية.

يحدث ذلك مع تطلعات الأهل وآمالهم المبنية على أبنائهم في مجالات عدة أولها اكتساب لغة البلد الجديد بسرعة لاعانة العائلة لغويا ونفسيا في بعض الأحيان، وبين مقارنات لا تنتهي بين ابن فلان وبنت فلان وتحليلات لا تخلو من الجهل واللامنطقية.

انطلاقا من طبيعة عملي كمرشدة دراسية للطلاب القادمين الجدد للسويد في بلدية بوستاد فأنا متأكدة من أن لكل طفل قدراته التي من الممكن أن تدعم بطريقة إيجابية بغض النظر عن قدرات الطفل الذهنية.

اعلم ان العديد من القراء يتساءلون عن كيفية الدعم وأساليبه، وهذا يختلف من طفل الى آخر اعتمادا على شخصية الطفل واهتماماته، قد يكون عنصر المشاركة من أهم العناصر المطلوبة خاصة في الفترة الأولى من تعلم اللغة السويدية، الدعم النفسي وتعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل يلعب ايضا دورا أساسيا في مرحلة الاندماج المبكرة في المجتمع السويدي.

بعض الأهالي يمارسون الإرهاب الفكري ضد الأطفال مما يعني تخويف الطفل من المجتمع الجديد وحثه على الانطواء والانعزال التام عن المجتمع .. الإرهاب الفكري يمارس بصورة خاصة على الفتيات بعمر المراهقة مما يخلق خوفا ورهبة وهذا بدوره كاف لتراجع القدرة على تقبل المجتمع الجديد الذي تعتبر اللغة جزء لا يتجزأ منه.

ما بين توتر الاهل و ترجمة هذا التوتر من خلال تعليمات وأوامر موجهة للطفل والمراهق بصيغة الأمر وعدم القدرة على مناقشة الأسباب يقف الطفل والمراهق حائرا في وسط كل هذه الانفعالات المتضاربة.

يجب ان نفهم ان نظام المدارس في السويد مختلف تماما عن نظام المدارس في البلدان العربية، وان الالتزام بقوانين المجتمع السويدي من قبل الأهل قبل الأطفال سيساهم بشكل كبير في سرعة وسهولة الاندماج في هذا المجتمع الجديد قلبا وقالبا.

تقبل الاديان الاخرى وتطوير أفكارنا بطريقة ايجابية سيدعم الطفل بشكل كبير، حث الطفل على خلق صداقات في المدرسة يعد من أهم النقاط التي يجب العمل عليها وبأمكانكم كأولياء امور الاطفال في المدرسة طلب المساعدة من المعلمين في المدرسة لمساعدة الطفل في كسب علاقات تدريجيا بشكل تربوي منظم وعدم ممارسة الضغوطات النفسية على الطفل.

يجب ان نفهم ان القاعدة المغلوطة الموجودة لدى العديد من القادمين الجدد المتضمنة أن الأطفال هم الاسرع اندماجا في المجتمع السويدي قد تكون معكوسة تماما، بعض الاطفال يعانون من مشاكل كبيرة وصعوبة في تقبل كل ماله علاقة بهذا المجتمع ابتداء من شعبه ولغته وانتهاءا بعاداته وتقاليده.

خذوا بيد اطفالكم، ساعدوهم في بناء اساس صحيح لحياة امنة جميلة، بعيدا عن الترهيب والتخويف، اوقفوا الارهاب الفكري والتقييم الفردي المغلوط لاطفالكم بدون النظر للأسباب والمسببات التي قد يكون مصدرها الرئيسي انتم!

ساعدوهم على النجاح.

زينة إحسان صالح

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.