إقبال كبير على الاستماع إلى كتاب “العاقل” بنسخته العربية

: 6/16/20, 8:30 PM
Updated: 6/16/20, 8:30 PM
إقبال كبير على الاستماع إلى كتاب “العاقل” بنسخته العربية

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

بعد أن تصدّر كتاب “العاقل” في نسخته الإنجليزية مبيعات الكتب حسب قائمة النيويورك تايمز، وتمت ترجمته لأكثر من 45 لغة منذ صدوره عام 2011 ، يمكن الاستماع الآن إلى الكتاب بالعربية عبر تطبيق Storytel من خلال تنزيل التطبيق، حيث يوجد أكثر من 2000 كتاب باللغة العربية بالاضافة إلى ألاف الكتب باللغة السويدية ولغات أخرى، يمكن الاختيار بينها.

كتاب العاقل تاريخ مختصر للنوع البشري

للكاتب يوفال نوح هراري

المؤرخ والمؤلف يوفال نوح هراري يأخذك معه في رحلة رائعة عبر تاريخ البشرية. عبر ثلاث تغييرات أساسية يعتقد الكاتب أنها كانت حاسمة في تطور الإنسانية.

من المعروف أن الوقت لا يزال غير مفهوم بالنسبة لنا ومن الصعب فك ألغازه. على الرغم من أننا نعيش جميعنا مع الوقت كجزء لا يتجزأ من حياتنا، إلا أن الدراسات تظهر أننا نواجه صعوبة عامة في وضع الكلمات في الوقت المناسب. فنحن يمكن أن نتخيل لحوالي ثلاثة أجيال إلى الوراء وهي الحدود التي يمكن أن يستوعبها معظم الناس، ويصبح الأمر أكثر صعوبة، أبعد من ذلك.

كما أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Science قبل بضع سنوات أن معظم الناس بشكل عام يجدون صعوبة في رؤية حياتهم تتغير في المستقبل، على الرغم من أن حياتهم ربما تكون قد مرت بتحولات واسعة النطاق من قبل. على سبيل المثال، إذا سألت أحدهم عن الكيفية التي ستتغير بها حياتهم بعد عشر سنوات في المستقبل، فإن معظم الناس يجيبون بأنها على الأرجح ستبقى مثل الآن. عندما سُئلوا في نفس الوقت عن كيف تغير حياتهم على مدى السنوات العشر الماضية، كانت الإجابات بأن الكثير قد حدث وأثرت الأحداث عليهم بعمق. ربما أصبح لديهم أطفال، أو تورطوا في حادث، أو مروا بالطلاق أو انتقلوا بعيد إلى وظيفة ومنزل جديد. تجربة التغيير السابق لم تترجم إلى فهم مرور الوقت. هناك رغبة بأن يكون القادم في المستقبل، مستقرا ونفس ما نحن عليه الآن.

ثلاث ثورات حاسمة بتاريخ البشرية فهل من ثورة رابعة؟

وفقًا للكاتب، شهد الإنسان العاقل ثلاث ثورات حاسمة: الثورة المعرفية التي جعلتنا أكثر ذكاءً من أي حيوان آخر، والثورة النيوليثية عندما تعلمنا زراعة الأرض، والثورة العلمية التي دفعت الإنسان العاقل إلى تطوير معرفته خارج نطاق مراقبة الفرد.

هراري يتنبأ بثورة أخرى. يمكن أن يختفي العنصر البشري، في غضون بضعة قرون، بسبب التدهور البيئي والاستغلال الجائر للموارد، يجعل الأرض كوكبا غير صالح للحياة، وبالتالي ستختفي الناس. أو أن أحفادنا يمكن أن يصبحوا كائنات من السايبورج الذين من الصعب التعرف عليهم على أنهم الهومو سابينس. كما يمكن أن يتكون تصميم بيولوجي جديد من خلال الهندسة البيولوجية، قد يكون مزيج من الأحياء والتكنولوجيا موجودين في جسم واحد، أو من خلال خلق حياة غير عضوية.
الكتاب يستعرضُ ويحلل السمات الكبرى التي طبعت تاريخ النوع البشري منذ تطوره وحتّى القرن الحادي والعشرين.

كتاب للجميع وليس فقط للمختصين

منذ صدور هذا الكتاب لقي الكثير من الاستحسان حول العالم، وبخاصة من عامة الناس من غير المتخصصين في علم الأنثروبولوجيا، الذين لا يمكنهم قراءة الكتب الأكاديمية وبخاصة كتب التاريخ والأنثروبولوجيا المتخصصة جداً، فأسلوبه في الكتابة جاء سلساً وسهلاً وجعل الأفكار العلمية المعقدة قريبة للفهم، كما أنه دعم آراءه بمصادر علمية موثوقة من دون الجزم بصحتها تاركاً لمن يطّلع عليها إمكانية نقضها أو تطويرها حسب فكره الخاص ومنطقه وإدراكه للأمور.
يأتي هذا الكتاب بعلم الأنثروبولوجيا أو علم الإنسان، فيشرح فيه ويستعرض ويقوم بتحليل مظاهر وتفاصيل الحياة

الإنسانية وتاريخ النوع البشري منذ تطوره وحتّى القرن الحادي والعشرين، فيشرح مراحل التطور الأساسي الذي حدث في جماعات الإنسان العاقل ودفع بها للخروج من أفريقيا والانتشار في القارات الأخرى، وكيفية تطور التعاون والتكاتف بين الجماعات البشرية الأولى للبقاء على قيد الحياة، وتأثيرات اكتشاف الزراعة في المجتمعات البشرية، وأثر الإمبراطوريات والأديان والمال والعلم.

ظهور الهاجس الأخلاقي لدى الإنسان

كما أنه يعرض نشوء الهاجس الأخلاقي لدى الإنسان، ويرصد التغيّر المهم الذي طرأ على التفكير الأخلاقي إثر نشوء الرأسمالية، ومن بعدها الاشتراكية وتأثيرها على المجتمعات والعالم كله، كما أنه يطرح أحد الأسئلة الأقدم على مر العصور وهي عن ماهية السعادة، ما طبيعتها؟ وهل يمكن حسابها؟ وهل إنسان اليوم أسعد من إنسان العصر الحجري؟ وما هو مستقبل النوع البشري؟ هل سيظلُ كما هو أم سيواصل تطوره معززاً بالثورة العلمية في الهندسة الوراثية؟

وفي نهاية هذا الكتاب الشيق ناقش الكاتب يوفال نهاية الإنسان العاقل بعد كل هذه الرحلة الشاقة التي سلكها، فمن الممكن أن تؤدي الوتيرة التقنية إلى استبدال الإنسان العاقل بكائنات مختلفة تماما لا تمتلك عوالم معرفية فحسب بل عوالم عاطفية أيضا.

ماذا نريد؟ هذا السؤال طرحه الكاتب في نهاية الكتاب باعتباره السؤال الحقيقي الذي يواجه البشرية، وترك المجال للإجابة عنه مفتوحا.
وفي آخر فصول الكتاب: الحيوان الذي أصبح “إلها”، اعتبر الكاتب يوفال الإنسان العاقل الذي تغلب على كافة الأنواع وبقي صامدا ولم يقف عند رغبته في الاستحواذ على الشباب الخالد بل على القدرات الإلهية للخلق والتدمير.
وفي الأخير يعتبر الكاتب يوفال الإنسان العاقل “إلها” غير راض عن نفسه ولا يعرف ما يريد.

كتاب العاقل يستحق الاستماع لأنه من أفضل الكتب عن تاريخ العنصر البشري على الأرض.

قم بتنزيل تطبيق Storytel وجرب 30 يوم مجانا
Ladda hem appen och prova gratis i 30 dagar: https://shorten.alkompis.se/4qxq1

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.