إلى من يرفض الإعتياد على رؤية جميع ألوان الطيف

: 3/25/13, 11:48 PM
Updated: 3/25/13, 11:48 PM
إلى من يرفض الإعتياد على رؤية جميع ألوان الطيف

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – منبر – يجب علينا في إدارة الكومبس أن نعترف أولا بأننا مراقبون بشكل جيد، ليس من الرقيب العام للمطبوعات، مع أن هذه الوظيفة والحمد لله ليست موجودة في السويد، وليس من قبل أي فرع من أفرع المخابرات السويدية التي قد يعتقد البعض أن لا عمل لها سوى مراقبة الناس، مع أنهم لا يؤمنون بقول: من راقب الناس مات هماً. نحن مراقبون من جهة أهم من كل هؤلاء

الكومبس – منبر – يجب علينا في إدارة الكومبس أن نعترف أولا بأننا مراقبون بشكل جيد، ليس من الرقيب العام للمطبوعات، مع أن هذه الوظيفة والحمد لله ليست موجودة في السويد، وليس من قبل أي فرع من أفرع المخابرات السويدية التي قد يعتقد البعض أن لا عمل لها سوى مراقبة الناس، مع أنهم لا يؤمنون بقول: من راقب الناس مات هماً. نحن مراقبون من جهة أهم من كل هؤلاء، هذه الجهة التي نخاف منها ونحترمها ونحسب لها ألف حساب هي أنتم. نعم أنتم القراء والمتابعون لنا. ولأننا نحن مراقبون من قبلكم نسعى دوما إلى أن لا "نخربط" أو نخطأ معكم.

وللأمانة نقول أن هذا الخوف أو الحرص نابع من صلب قناعتنا ومبادئ عملنا. ونحن نلاحظ دوما سيف المحبة المسلط على رقابنا من قبل القراء ونلاحظ تفاعلهم الدائم معنا، والجرأة على تصحيح ما يعتبرونه خطأ قمنا به، حتى إذا كان خطأ مطبعيا صغيراً. إن عدم الاستهتار أو الاستخفاف بحس القارئ وبمقدرته على التمييز بين الجيد والسيئ، هي من أهم نجاح أي عمل له طابع التواصل مع الناس، خاصة عندما يحمل هذا العمل رسالة إعلامية، فنحن نثق بقدرة القارئ الفطرية عند تقييم المعلومة والخبر من نواحي عديدة مثل: المصداقية والآنية ومقياس درجة الأهمية والأولوية واللغة الصحيحة والترجمة الدقيقة ومن ناحية اكتمال الخبر.


المفارقة أننا أصبحنا جواسيس لمخابرات دولة أجنبية تعمل ضد السويد، وعملاء للسويديين ضد العرب والمسلمين في فارق يوم واحد أي أن التهمة الأولى وصلت في يوم والثانية في اليوم الذي تلاه.

ولكن.. وكما يقال، تبقى مسألة إرضاء الجميع غاية لا تدرك، فعندما ننشر خبرا عن جريمة فساد أو اغتصاب حصلت في السويد أو عندما نكتب عن ظواهر معينة سلبية موجودة في المجتمع السويدي مثل العنصرية أو كره الأجانب أو التمييز، نتهم أننا معادون للسويد وأن أجهزة مخابرات خارجية تدعمنا، كما كتبت لنا إحدى الصديقات غاضبة لأننا كما تقول نروج أن السويد بلد فاشل وكله جرائم.
في مناسبة أخرى أصبحنا عملاء لمصلحة الهجرة ونعمل على تشويه سمعة العرب والمسلمين في السويد، حسب تهمة وجهها لنا صديق آخر، لأننا نشرنا خبرا اجتماعيا يشير إلى حالة شاذة صادف أن بطلها هو أحد اللاجئين. ونحن طبعا لم نتطرق إلى دينه أو بلده أو عرقه، فقط قمنا بواجبنا بنشر خبر حدث فعلا في أوساط المهاجرين.


نحن نرى مثل ما غيرنا من وسائل إعلام سويدية ترى أن هناك بذور عنصرية بدأت تظهر في المجتمع السويدي، لذلك علينا واجب الكتابة عنها بكل مصداقية وشجاعة وبدون تهويل وتخويف، ولكن مع الكثير من التحذير لأن العنصرية وباء قاتل لا يعرف لون أو عرق أو دين.

المفارقة أننا أصبحنا جواسيس لمخابرات دولة أجنبية تعمل ضد السويد، وعملاء للسويديين ضد العرب والمسلمين في فارق يوم واحد فقط، أي أن التهمة الأولى وصلت في يوم والثانية في اليوم الذي تلاه.

نحن وبكل صدق نهتم بأي رسالة تصلنا، ومع أننا نعرف أننا نرضي الأكثرية ولا نستطيع إرضاء الجميع ولكن يؤسفنا أن نرى أشخاصا لا يزالون تحت تأثير عقد الديكتاتوريات التي كانت تحكمهم. يؤسفنا أن البعض لم يتعود إلى الآن أن يرى وسيلة إعلام ناطقة بالعربية يمكنها أن تكتب عن كل ألوان الحدث وطيفه، وتتناول مختلف الزوايا لخبر أو ظاهرة، وتتحدث عن مشاكل ومعاناة وأفراح ومسرات الجميع، ضمن مبدأ واحد هو مبدأ المهنية الصحفية، والانفتاح على كل الناطقين بالعربية في السويد وأوروبا. ويسعدنا بنفس الوقت أننا قد نساهم في حل جزء من هذه العقد عبر ما نكتبه وما يكتبه الآخرون من تعليقات على تعليقاتهم.

نحن نعد الجميع بأننا سنبقى نتحسس ونشعر بمراقبة القراء لنا، يشكل متواصل. وبنفس الوقت نعمل ما تمليه علينا ظروف مهنة الصحافة، وننشر الأخبار التي تهم الناس سلبية كانت أم إيجابية، وسنركز على السلبية منها أكثر لكي نتعلم منها ولا نكررها أو لكي نحذر منها إذا كانت موجهة ضدنا كمهاجرين ولاجئين.
وسيكون لدينا دائما شجاعة طرح المواضيع الاجتماعية ومناقشة الظواهر السلبية لكي لا نخفي رؤوسنا كالنعامة ونقول أننا لا نرى شيء حولنا.

نحن نرى مثل ما غيرنا من وسائل إعلام سويدية ترى أن هناك بذور عنصرية بدأت تظهر في المجتمع السويدي، لذلك علينا واجب الكتابة عنها بكل مصداقية وشجاعة وبدون تهويل وتخويف، ولكن مع الكثير من التحذير لأن العنصرية وباء قاتل لا يعرف لون أو عرق أو دين.


سنستمر بالكتابة عن كل ما نراه يهم المتابعين لنا ونقل الأخبار مهما كانت تداعياتها وبنقد كل شيء سلبي في السويد، حتى لو كان رئيس الوزراء نفسه، إذا أخطأ.

هناك من يعتقد أنه محصن من هذا الوباء، وباء العنصرية لأنه لا يشعر به في تعاملاته اليومية او لأنه ينتمي إلى دين معين، أو لأن ملامحه غربية، أو لأنه مندمج بشكل كبير بالمجتمع. نقول لكل هؤلاء أن الوباء لا يميز بين شخص وآخر، حتى السويديون أنفسهم يخافون منه. لأن العنصرية تعني الكراهية وتعني تقسيم المجتمع وتعني تعطيل الدولة وتفشي المشاكل الإجتماعية، ووقف عجلة الاقتصاد عن الدوران بشكل صحيح.
لهذا يمكن أن يبقى الكومبس جاسوسا لدولة معادية بنظر البعض لأننا سنستمر بالكتابة عن كل ما نراه يهم المتابعين لنا ونقل الأخبار مهما كانت تداعياتها وبنقد كل شيء سلبي صادر عن أية جهة أو شخص في السويد، حتى لو كان رئيس الوزراء نفسه، إذا أخطأ.

بالمقابل سيبقى الكومبس عميلا للحكومة السويدية بنظر البعض الآخر، لأننا نحب السويد بلدنا الثاني ونخاف عليه، ونشعر بأنفسننا أننا جزء منه، كما أننا سنظل نحاول المساهمة في الاندماج والتغلب على الظواهر السلبية والسيئة في أوساط المهاجرين خاصة العرب والناطقين بالعربية.

نحن لدينا في الموقع قسم إسمه تجارب وقصص نجاح وهو من أنجح الأقسام في الموقع، نحاول أن يرى الجميع من خلاله بمن فيهم السويديين أمثلة مشرفة عن العرب والمنتمين الى المجموعة اللغوية العربية، وأن الأجنبي أيضا قادر على أن يصبح طبيبا ناجحا وسياسيا ناشطا وموظف دولة متفانيا، وسائق تكسي مثابرا وعامل مطعم ماهرا ومهندسا مبدعا، وفي النهاية مواطنا صالحا لأهله ولمجتمعه.
راقبونا ولكن لا تقسوا علينا بأحكام مسبقة..مع المودة

رئيس التحرير

محمود الآغا

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2025.
cookies icon