المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس- اجتهدت بعض التصريحات وتبارى عدد من الأقلام في تفسير انشقاق العميد مناف طلاس أحد الشخصيات المقربة من دائرة الرئيس السوري الضيقة، ومع أن المنشق المفترض لم يشهر انشقاقه بعد، ولم يلتحق بالضباط السوريين في تركيا، بل توجه مباشرة إلى باريس، إلا أن المعارضة السورية اعتبرت خروجه من دمشق إضعافا للنظام وخطوة يجب استثمارها كبداية تصدع في هرم السلطة السورية.
وبعد استغلال صدمة الخبر وبرود حرارته، أخذت التحيلات والتقديرات عن الأسباب الحقيقية لانشقاق العميد مناف تختلف وتجتهد.
بعض المصادر قالت إنه انشق بسبب الحملة الدامية على مسقط رأسه بلدة الرستن، بينما اعتبرت مصادر أخرى أن العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص خلال شهريْ فبراير/شباط ومارس/آذار هي القشة التي قصمت ظهر بعير علاقة ابن وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس مع ابن الرئيس السابق حافط الأسد، عندما عصى الأوامر بقيادة الوحدة التي هاجمت الحي. هذه المصادر أكدت أن الرئيس بشار الأسد طلب من الضابط مناف ملازمة منزله، وخضع لمراقبة الاستخبارات السورية.
ولكن كيف تمكن من مغادرة البلد إذا كانت مغادرة المنزل غير مسموحة؟ تتسأل أقلام بعض المجتهدين، بينما تتوغل اجتهادات أخرى في سبر الحدث وتوصله مع التأثير الروسي وضمن خطط الكرملن للخروج بحل روسي للمأزق السوري، خاصة أن هذا المأزق حشر الجميع في نفس المساحة الضيقة، النظام والمعارضة والدول العربية والإقليمية وحتى الدولية، مساحة حددتها روسيا بشرط بقاء النظام كجزء للحل من جهة والدول الداعمة للنظام من جهة ثانية بشرط رحيل النظام ومحاكمة رموزه. اما الشعب الواقف وسط مساحة هذا المازق فهو من يدفع الثمن.
السيناريو الروسي حسب اجتهادات أصحابه في تفسير فرار مناف طلاس، يتمثل في أن موسكو تبحث
عن شخصية تنال رضى الشعب السورى، وتكون موالية لروسيا . شخصية سنيه منحدرة من عائلة محسوبه على موسكو منذ عهد الرئيس حافظ الأسد.
ويعتبر اصحاب هذا التفسير أن علاقات مصطفى طلاس والد مناف مع روسيا منذ العهد السوفييتي. أثناء استلامه لمنصب وزير الدفاع في سوريا مع قدوم الأسد الأب إلى السلطة، هي ما ترشحه ليكون البديل المناسب للرئيس الحالي، كي يحافظ الكرملن على نفوذه في سوريا.
ولا يمكن أيضا إغفال سيناريوهات أخرى تتحدث عن إرسال النظام لمناف إلى الخارج ضمن مهمة ما قد تكشف الأيام عن تفاصيلها
ومهما يكن فالعميد مناف طلاس يعد أهم الضباط السوريين الذين غادروا نظام الرئيس بشار الأسد منذ بدأت في منتصف آذار/مارس 2011 حركة الاحتجاجات التي تحول جزء منها إلى حركة مسلحة
ومناف طلاس -البالغ من العمر 48 سنة- كان صديقا مقربا للرئيس بشار الأسد، وكان قائد اللواء 105 من الحرس الجمهوري، وهي قوات نخبة يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار
محمود ص آ