احمد فؤاد لوباني اصابته يد المنون فاسلم الروح

: 12/28/14, 3:56 PM
Updated: 12/28/14, 3:56 PM
احمد فؤاد لوباني اصابته يد المنون فاسلم الروح

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

رسالة مفتوحة الى مصلحة الهجرة السويدية:

الكومبس – مقالات: الشاب المهندس احمد لوباني الذي لم يتجاوز الخامسة والثلاثين من العمر، لم ينذره المرض العضال ولم يمهله طويلا، بل اخذه على حين غرة، بعيدا عن بلدته ” الدامون ” التي حلم بالعودة اليها في فلسطين، بعيدا عن محطة انتظار للعودة الى الوطن في ” مخيم النيرب – حلب ” الذي ترعرع فيه ومجايليه كانهم اسرة واحدة، بعيدا عن زوجته وطفليه الذين تركهم امانة في فم الغربة والمجهول مشردين في تركيا بلا عائل لهم ريثما يؤمن لهم موطئ قدم من الامان في منافي جديدة وتفاديا لاوار نيران حرب لا ناقة للفلسطينيين فيها ولا جمل، ولكنهم اكتووا بجحيمها.

قضى احمد في مستشفى لوند في السويد بعد صراع متواصل مع المرض العضال حتى اعيته المقاومة التي انهكت جسده ليقدم نموذجا جديدا من نكهة الموت التي تحيط بشباب واطفال فلسطين، برصاص وممارسات الجرائم العنصرية من قبل الاحتلال، وجبات دسمة لاسماك البحر المتوسط وهم يحاولون مصارعة امواجه العاتية و تياراته الجارفة على متن مراكب المهربين الايلة للغرق حتى قبل ان تبحر، على امل ان ينقذوا اطفالهم من موت بات يطاولهم في اسرتهم وعلى مقاعد دراسته، والحبل على الجرار طالما بقي وطننا في مهب الريح.

في خضم هذا الحزن و الالم المركب لا يفوتنا ان نتقدم بالشكر الجزيل لادارة وممرضات واطباء وطبيبات مستشفى المدينة الطبية في لوند، الذين كانوا بحرص ملائكة الرحمة في بذل كل ما في استطاعتهم لانقاذ روحه الطاهرة لكن القدر وحقيقة الموت كانت لها اليد العليا، ولا يفوتنا ايضا ان نذكر بكل الامتنان للانسانية التي تجلت بسلوك دائرة الهجرة التي سارعت الى تلبية نداء الطبيب المشرف في محاولة للحضور الى المشفى واعطاء ملف طلب هجرته الاولوية في الحصول على اقامة ليتمكن من لم شمل اسرته لكن الموت كان الاسرع.

و على ضوء حكاية الفقيد احمد اتمنى من جريدة الكومبس وصفحتها الالكترونية واذاعتها ومديرهم محمود اغا ان تعتبر الحكاية هذه رسالة مفتوحة الى الهيئات السويدية المعنية من اجل الموافقة على احضار زوجة واطفال الفقيد لحضور جنازته لما تكتسبه من اهمية نفسية وانسانية ستنعكس عليهم مدى الحياة، كما اتوجه بهذا النداء لسفارة فلسطين في استكهولم واخص بالذكر الاخت الكريمة السفيرة هالة فريز الى جانب كل العاملين معها لبذل الجهود المامولة في هذا المجال ومن جانب معارف الفقيد سنتصل بدائرة الهجرة لمتابعة الموضوع.

انني اتوجه الى والدي الفقيد الاعزاء والى زوجته واخوته واصدقائه وابناء مخيم النيرب واهل الدامون اينما حلوا او ارتحلوا باحر ايات التعزية واتمنى لهم الصبر على هذا المصاب الجلل و لروح الفقيد الغالي الرحمة.

محمد قدورة

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2025.
cookies icon