المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي: نسمع دوما عن حالات طلاق ومشاكل عائلية وهذا أمر طبيعي في حياتنا وحياة أي مجتمع ، فالعائلة مثل أي مؤسسة لها نجاحات وكبوات وتراجعات وفشل ، لكن الأمر الذي يثير الاستغراب هو زج الأطفال في الصراع الدائر بين طرفي أركان المعادلة ذاتها ( الزوج والزوجة ) عندما تصبح الكراهية والحقد عنوانا لذلك..!
وهنا أتحدث عن هذه الحالة سواء من قبل الرجل أو المرأة ، لكن في واقع المجتمع السويدي كون الحضانة تذهب في الغالب للمرأة تحت عنوان ( الأفضل للطفل ) لكون المحاكم ترى من صالح الأطفال وخصوصا إذا كانوا صغارا البقاء مع الأم كمربية وحاضنة وراضعة ..!
ولمعرفة الأم بهذه الحقيقة توغل أكثر وبتطرف في استخدام القوانين ضد الأب عبر ( شيطنته ) ولصق كل موبقات الدنيا فيه في محاولة لمنع أي لقاء بأطفاله ، عاملان وراء ذلك تراكم كم الكراهية ومعها التمتع بحالة اقتصادية ورفاهية عبر المساعدات التي تأتي للطفل ، هناك خوف عند البعض من تقاسم ذلك ، لهذا تذهب المرأة بعيدا في واقع إقصاء الآخر عن حياة أطفاله كليا وبكل الوسائل الممكنة والمتاحة ..!
الاتهامات السهلة هي يريد يخطف الأطفال ، مريض ، يضرب ، حاقد ، حالة نفسية …في الغالب هذه التهم لا صحة لها ، هذا لا يعني أن الاباء كما الأمهات في كمال تام ، لكل إنسان أخطاءه لكن يبقى السؤال العريض ما علاقة ذلك بالأبوة.. ؟
أن تُيتّم طفلا بشكل فيزيائي في الحياة هو تماما شبيه إلى حد كبير بيتم الإخفاء والإبعاد عن الأب أو العكس أيضا ، كلاهما يشكلان حالة من الصعب ترميمها عند الصغار مهما كانت الحياة سهلة وممتعة كما يعتقد البعض ..!
هناك نساء عظيمات في السويد ومنهن عراقيات لاحقن الأباء وخسرن أموالا من أجل أن يكون حاضرا في حياة أطفالهن لأنهن مثقفات وكريمات ووضعن مصالح ومستقبل أولادهن في المقدمة دوما ، خفن من مستقبل تلك الثورة التي قد يشعلها الأطفال عندما يكبرون ويكتشفون أن ضياع الأب من حياتهم كان وراءه فقط نزوة الكراهية والحقد والغل عندها يصبح الأمر صعبا جدا في تبريره وترميمه ..!
وجود ( أب أو أم ) حتى ولو ( خرقة ) كما يدعي البعض أفضل مليون مرة من تيتيم قسري وعبثي وماجن ورخيص ..!
أعرف فتاة تونسية مرت بهذا الأمر وعندما التقت والدها صدفة وقد أعيته الأمراض النفسية وعقود من المرارة بسبب حرمانه من أطفاله اكتشفت كم كان حنونا ورقيقا ومحبا ، كرست كل حياتها لان تقف إلى جنبه وتروي عطشه للحب الضائع ، وعندما مات ، حفرت في روحها نبته لا تمحى من الحزن والمرارة والأسى ، لهذا تقول انها فقدت والديها معا رغم أن الأم لازالت حية وتدب فوق الأرض كسيرة بسبب تلك النهاية الفاجعة ..!
دعوة للجميع من مواطن عراقي يعيش هنا ، طلقوا ، اتركوا بعضكم البعض ، لكن قطعا ابتعدوا عن استخدام الأطفال في حروبنا الصغيرة والكبيرة..!
فهنا معارك وهناك أيضا رغم فوارق الأساليب تبقى حياتنا عكرة وينعق فيها كل الشؤم والأذى والقهر وحكايات وقصص العذابات والآلام التي لا تنتهي ..!
تحية حارة لجميع الأمهات اللواتي يزرعن بصبر وبجهد خلاق كل معاني الحب والتضامن والخير في أجيال جديدة عليها مهمة تغيير العالم نحو الأفضل والأجمل …!
محسن الجيلاوي – ستوكهولم
مقالات الرأي في الكومبس تعبر عن وجهة نظر كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.