الأطفال أكثر معاناةً من اللجوء

: 1/9/22, 4:38 PM
Updated: 1/9/22, 4:38 PM
طلاب مدرسة في مدينة حلب السورية/ الكاتبة خولة بدر

Foto: Lars Pehrson / SvD / TT
طلاب مدرسة في مدينة حلب السورية/ الكاتبة خولة بدر Foto: Lars Pehrson / SvD / TT

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

ربع اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط من الأطفال

الصدمة و”تمرد” بعض الأطفال مشكلات تواجه المهاجرين

الكومبس – رأي: رغم أن الأحداث التي شهدتها الكثير من الدول العربية، والثورات التي اندلعت في العام 2011 تركت آثارها على المجتمعات العربية بشكل عام، ولا سيما موجات اللاجئين التي اندفعت من هذه الدول إلى الدول الأخرى وخاصة الأوروبية، هرباً من الحروب في بلدانهم، فإن أحداً لا يستطيع إنكار أن الأطفال كانوا الشريحة الأكثر تأثراً بهذه الأحداث الدموية، والفوضى العارمة التي ضربت البلدان العربية، سواء من بقي منهم في بلدانهم أو من هاجر مع أهله إلى المنافي البعيدة، بهدف اللجوء والعيش في دول أخرى، أكثر أمناً.

ثمة ملايين الأطفال الذين فروا مع أهلهم أملاً بالعثور على حياة أفضل وأكثر أمناً، فمنهم من استطاع الوصول إلى البلدان المرغوبة، ومنهم من مات غرقاً في البحر، أو تقطعت بهم السبل ليجدوا انفسهم في مخيمات اللاجئين البائسة، فاقدين لكثير من حقوقهم ولا سيما حقهم في التعليم، والحصول على الحماية والرعاية وجميع ما يحتاجونه من دعم وخدمات تسهم في حماية طفولتهم، للحفاظ عليهم ليكونوا أسوياء منتجين في المستقبل، لا عالة على هامش الحياة.

ولو توقفنا عند مشكلات الأطفال اللاجئين الذين استطاعوا سواء برفقة أهاليهم أو بمفردهم الوصول الى أوروبا نلاحظ أن هؤلاء الأطفال، ورغم ما توفره الدول المستضيفة للاجئين يعانون مشكلات في كثير من الجوانب، وأولى هذه الجوانب هو حالة الصدمة التي تخلقها الهجرة القسرية من الوطن، وتداعياتها على نفسيات الأطفال، ناهيك عن حاجاتهم الدائمة للحماية، وتوفير ما يلزم لكي يعيشوا طفولتهم كما يجب، أخذاً بما يقره الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة الذي يشير الى أن الأطفال هم محور إدارة الهجرة، إضافة إلى أن اليونيسف في جميع أنحاء العالم تعمل لضمان حماية الأطفال المهاجرين والمهجّرين وحماية حقوقهم، ودعم الحكومات الوطنية والمحلية لوضع قوانين وسياسات ونُظم وخدمات تكون شاملة لجميع الأطفال وتلبي الاحتياجات المحددة للأطفال المهاجرين والمهجّرين فتساعدهم على الازدهار، سعياً إلى تمكين الأطفال والشباب المتنقلين من خلال موجات الهجرة القسرية

وكما هو معروف كان أكثر من ربع المهاجرين واللاجئين الذين عبروا الحدود إلى أوروبا عبر طرق البحر المتوسط من الأطفال، سافر كثيرون منهم دون ذويهم. وبعد رحلات محفوفة بالمخاطر ومليئة بالمعاناة، لكن هذه المعاناة لا تنتهي مع الأسف عند وصولهم الى دول اللجوء وذلك لاعتبارات عدة منها الفوارق الاجتماعية والثقافية بين مجتمعاتهم والمجتمعات الجديدة التي لجؤوا اليها، الـأمر الذي قد يصل بهم الى حافة الصدمة أحياناً، ناهيك عن فقدانهم لمدارسهم، وتعرضهم للإيذاء أحياناً حتى بعد وصولهم إلى أوروبا، ولا سيما الأطفال غير المصحوبين بذويهم الذين يوضعون في مراكز كبيرة ، قد يتعرضون فيها لكثير من الانتهاكات والعنف والاضطرابات النفسية، الأمر الذي يزيد من خطر انتقالهم إلى أماكن أخرى أو حتى اختفائهم”.

تقارير إعلامية دولية لفتت إلى أن ما يقرب من الـ10 آلاف طفل لاجئ لا يرافقهم ذويهم، اختفوا بعد وصولهم إلى أوروبا، وفق ما أعلنه جهاز الشرطة فى الاتحاد الأوروبي الـ”يورو بول”، في العام 2019 والذى أبدى تخوفه من وقوع هؤلاء الأطفال في براثن عصابات تُجار البشر.

ويضاف الى هذه المشكلات تمرد بعض الأطفال على ذويهم في ظل الحماية التي توفرها القوانين الأوروبية للأطفال والتي قد يستغلها بعضهم للخروج عن طوع الأهل والتي تعارض العادات والتقاليد العربية، التي تطغى عليها غالباً السلطة الأبوية.

وأمام كل ذلك يبدو مهماً جداً أن تكون هناك حملات توعية مكثفة سواء للاطفال أو ذويهم لتمكينهم من التعامل بإيجابية مع المتغيرات التي تطرأ على حياتهم في دول اللجوء، ويمكنهم بالتالي من الإندماج الايجابي في مجتمعاتهم الجديدة.

خولة بدر

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.