الأورانجيون.. خيار من يعتقد أن لا خيار له!

: 8/30/22, 2:20 PM
Updated: 8/30/22, 2:20 PM
الأورانجيون.. خيار من يعتقد أن لا خيار له!

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – رأي: لا نستغرب تعدد خيارات الناخبين في أي عملية انتخابية، في أي بلد ما في العالم، حيث تتميز الأجواء الانتخابية عادة، بحالة استقطاب شديدة، يتنافس فيها الجميع للحصول على ثقة الناخب ودعمه. في الانتخابات التشريعية في اوروبا، وفي السويد أيضاً، يستخدم موضوع الإسلام والمسلمين، كمادة انتخابية دسمة، في كثير من الأحايين.

الجديد في انتخابات هذا العام هو وجود “الأورانجيون”. (الأورانجيون : مصطلح أطلقته، وأظنه يستخدم للمرة الأولى، على حزب نيانس الذي يرفع شعارات بلون الأورانج البرتقالي)، الذين لا تخطيء العين استخدامهم لقضايا الإسلام والمسلمين ،كمطية للولوج إلى السلطة، وفي هذا السياق يدغدغون مشاعر المسلمين بشعارات رنانة، تقربهم من صورة روبين هود المنقذ، الذي يحمل بنسخته الأورنجية مددا من السماء، بمعية عصا موسى المُعجِزة! وفات الأورانج وحاضنته أن زمن المعجزات انتهى، وأن الواقع لا تغيره الشعارات، التي هم اول من يعلم باستحالة تحقيق معظمها، كأسلوب مناداتهم بمكافحة الإسلاموفوبيا، أو حتى مطالبتهم بطرد السفير الاسرائيلي من استوكهولم!

فمشاكل السويد المتعلقة بالتمييز ،العنصرية، الاسلاموفوبيا، الاندماج، الجريمة وغيرها من المسائل الشائكة، لا يحلها حزب أورنجي شعبوي “بنكهة اسلامية”، لما ينضج بعد في مرجعيته السياسية، ويفتقر للبرامج العملية، وكل ما قدمه مما قد نسميه “برامج”، ملفق من برامج قوى اليسار، التي لا يكاد يخرج عن دائرة برامجها السياسية بشيء! فالأورانجيون لا يقدمون لنا اي برنامج عملي محدد، لحل اي مشكلة في السويد، صغرت أم كبرت، كل ما يقدمه شتائم ونقد للنخب الحاكمة في البلاد، اختلط فيها الحق بالباطل، والحايل بالنابل في معظم الأحايين. الحاضنة الشعبية للأورانجيبن، على الأغلب، لا تفتقر فقط للخبرة السياسية ، ومفردات الخطاب السياسي، وأساليب التعبير عنه، بل يبدو انها غائبة، بشكل او باخر، عن الحياة المجتمعية في البلاد، والى حد كبير.العجيب في الامر ان أبرز وجوه الأورنجية في العديد من المناطق، منها مدينة مالمو مثلا، انتموا ولسنوات طوال لاحزاب يمينية، مهدت للتطبيع مع الحزب العنصري المعادي للمسلمين بجذور نازية! وتتحمل جزءا من مسؤولية انتشار معاداة المسلمين في البلاد، فبين ليلة وضحاها يراد منا، نسيان تاريخ أولئك اليميني المظلم، والتصفيق لهم ببدلاتهم الجديدة، وربطة عنقهم الأورانجية!بعض مرشحي الأورانج أيضا عليهم علامات استفهام كبرى، من رئيس الحزب الذي كان ناشطا في حزب الوسط لسنوات، ولم ينبس ببنت شفة، في اي قضية تعلقت بحقوق المسلمين في السويد، مرورا ببعض قيادات العمل الاسلامي التعليمي في المدارس، ممن تعدوا على المال العام، وخانوا الامانة، وحوكموا في السويد وسجنوا، ولما أطلق سراحهم، تصدروا الان لوائح مرشحي الأورانج ، في بعض المناطق الانتخابية!في حربه المزعومة ضد العنصرية والاسلاموفرببا، لا يتحدث الأورانجيون عن الحزب العنصري، ولا يهاجمونه كثيرا، وانما يصبون جام غضبهم على الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، والأحزاب المتحالفة معه. ويبدو أن سعي الاورانج للسلطة، أضاع بوصلتهم وشتت قبلتهم، حيث همهم الوصول، ولو كان دون قواعد أو أصول.الخطاب المعادي للمسلمين لا يسلمُ منه حزب سويدي، لا في السلطة ولا في المعارضة، وساكتب عن هذا قريبا، ولكن الأورانج ليس هو البديل، هو خيار من يعتقدون أن لا خيار لهم، ولكن القضية قضية وقت، لنعلم جميعا، اذا انجلى الغبار، أتحت أرجلنا فرس أم حمار!

د. عثمان طوالبة

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.