الإخوة الأعداء

: 9/9/18, 5:06 PM
Updated: 9/9/18, 5:06 PM
الإخوة الأعداء

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات الرأي: من المؤكد أننا في عصر الهجرة والشتات نشهد معجزات علمية تتعلق بالجنس البشري لم يشهد مثلها التاريخ من قبل على مدى السنين الطويلة الماضية ، في مملكة السويد على سبيل المثال نشاهد العديد من الامثلة المتعلقة بظلمات النفس البشرية وما تخفيه من تعقيدات اعجزت الطب ورواد الفلسفة الوجودية عن تحليلها و حل عقدها المتشابكة .

حالات تدعوا للتأمل وتجعل وجهك يغوص بين كفّيك تحاول أن تجد مبرراً منطقياً أو حتى مبرراً أفرزته بنات أفكار مخرج سينمائي لأفلام الخيال العلمي في هوليوود ، حالات إنكار الذات وذوبانها و انحلالها لتسيل أمام الرغبة في القبول ونيل الرضى والخروج من بوتقة الاتهامات ، أشخاص أصابتهم لوثة العقرب الذي لدغ نفسه فأصابه سمّه فمات منتحراً .

كمهاجر غريب عن شعب مملكة السويد وعن عاداتها وتقاليدها لا يجعل مني دريئة لمن أراد أن يطعن أو يجرب رمحه .. أو سهمه .. أو بندقيّته الجديدة !! .. ليس مطلوباً منك عزيزي المهاجر أن تسلخ جلدك وترتدي لباس “الفايكنغ ” .. !! .. لم يطلب منك رئيس الحكومة السويدية ولا أحزابها مجتمعة أن تركع لتطلب الغفران أو أن تكفر بآلهة اجدادك لتتبع الدين الجديد ..!!

في مملكة السويد حرّية هامشها طويل ، وبجانب هذا الهامش الطويل ترى أسماء أحزاب كثيرة .. وطويلة ، فمنها الذي يلصق باسمه الديمقراطية وذاك الذي يلحق باسم حزبه الاشتراكية .. والكثير الكثير من الاسماء والصفات والمميزات وكأننا في سوق شعري الكل يتسابق لرضى السلطان وهو شعب المملكة.

لكل حزب في مملكة السويد ” زهوره “و هيكلته وشعاراته الرنّانة الخاصة بأولوياته ، منها من كان يداعب مشاعر المهاجرين ويغازلهم .. ومنها من يحمل لواء اللونين الأزرق والأصفر ولا مكان للون آخر على أرض هذه المملكة , فما كان من بعض المهاجرين الذين هاجرت بصيرتهم وتاهت مقاصدهم إلا أن حثّوا الخطى نحو نابذهم وارتموا في أحضان من جعلهم تهمة التهم ومشكلة المشاكل وكأن متلازمة استوكهولم لازال فيروسها يجول في أزقّة العاصمة المزدحمة لينتقي ضحاياه ..!!

دفاعهم عن تلك الأحزاب التي تستحقرهم مستميت، سلخوا تاريخهم وغيّروا أشكالهم فكانوا كالأشباح بلا لون ولا شكل ولا صوت ولا هوية ، لا تستطيع شرح انفعالاتهم ودوافعهم فسلفه فيلسوف .. ولا حتى هرطقة مهرطق , كأنهم مسهم جنون أو أنهم شخصيات في رواية ” للماركيز دوساد “يشرح فيها لذة جديدة في حب الضحية للجلاد .

تفقس البيضة في أحضان قط فتخرج بطة صغيرة صفراء اللون تعتقد بأن هذا القط هو امّها ، لا القط بقادر أن يبيض ولا يمكن للبطة أن تموء .. و كلّ في سلالة ينعمون .

بلال جركس
مقالات الرأي تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الكومبس
Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.