الإعلام بين كسب المنافسة والحفاظ على الثقة

: 4/7/19, 12:56 PM
Updated: 4/7/19, 12:56 PM
د. محمود آغا
د. محمود آغا

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – خاص: مع التطور الكبير الذي تشهده تقنية الاتصالات الرقمية، تزايدت المنافسة بين وسائل الإعلام، لجذب القراء والمتابعين الناطقين بنفس اللغة، وجاء دخول وسائل التواصل الاجتماعي بقوة إلى حلبة هذه المنافسة، ليعقد المهمة أكثر على الصحف ووسائل الإعلام التقليدية الأخرى، فها هي جريدة “مترو” أكبر صحيفة يومية في السويد، من حيث عدد النسخ المطبوعة، تعلن استسلامها وتراجعها أمام سطوة هذه المنافسة، لتتحول إلى أسبوعية وتضطر إلى تسريح عدد من الموظفين.

أصبحت مهمة الإعلام في
البحث عن ثقة القارئ أو المتابع، من أهم عوامل الاستحواذ على عدد أكبر من الجمهور،
والثقة هنا ليست فقط المصداقية، بل أيضا الثقة بالمهنية وتقديم خبر رشيق وشيق
بالوقت المناسب أي بغلاف جاذب، هناك وسائل إعلام عديدة استطاعت كسب ثقة المتابعين،
لفترات تقصر أو تطول.

في دولة مثل السويد، هناك
مؤسسات وجهات عديدة تهتم بقياس الثقة، ليس فقط في العلاقة بين وسائل الاعلام
والجمهور، بل أيضا قياس الثقة بالمؤسسات والمنظمات المدنية وبطبيعة الحال
بالسياسيين أيضا.

من بين هذه المؤسسات
أكاديمية وسائل الإعلام Medieakademin التي تصدر بيانات عن نتائج أبحاثها في قياس ثقة الجمهور بكل شيء
عام وبكل من يقدم خدمات عامة، ومن المؤسسات التي حصلت في الأعوام الأخيرة على نسب
عالية من ثقة الجمهور، الراديو السويدي، الذي لا يزال الأول بوسائل الإعلام.

ولكن وفي آخر نشرة من نشرات
الأكاديمية احتلت متاجر بيع المشروبات الكحولية Systembolaget الحكومية الصدارة بين كل الجهات، في حين تتذيل تويتر الترتيب.

هنريك إكنغرن أوسكارسون
أستاذ العلوم السياسية بجامعة يوتيبوري ومدير أكاديمية الإعلام يقول: يتعلق الأمر
عموماً بالجهات الفاعلة في وسائل الإعلام الصغيرة، والثقة المبنية على الاهتمام
والخبرات والتجارب.

شركة متاجر بيع المشروبات
الكحولية، حصلت على أرقام جيدة 78 بالمئة من المستطلعة آرائهم لديهم ثقة قوية
بالشركة.

في المركز الثاني جاءت
الشرطة السويدية، وهو مركز متقدم، حصلت عليه الشرطة بعد الهجوم الإرهابي في شارع
“دروتنينغ غاتان” وسط مركز
ستوكهولم حيث ازدادت الثقة بالشرطة في كل المقاييس.

ويستطيع المرء أن يرى
ارتفاعاً عاماً في الثقة بمؤسسات القانون والنظام مثل الشرطة والدفاع والأمن.

وحسب أكاديمية الإعلام فإن
الثقة بالقطاع المصرفي تزعزعت، خاصة بعد فضائح دانسبنك وسويدبنك.

الأكاديمية أعلنت أيضا عن
قياسات نسبة ثقة مؤسسات المجتمع المدني بالأحزاب السويدية، حيث حصل حزبا الوسط
والليبراليين على أعلى النسب من ثقة الناس، على عكس حزب سفاريا ديموكراتنا
الذي حصل على أدنى درجات الثقة من قبل هذه
المؤسسات.

التلفزيون السويدي حصل على
61 بالمئة وكانت النسبة العام الماضي 58 بالمئة ليحل بالمركز الثاني بالنسبة
لوسائل الإعلام، خلف الراديو السويدي الذي حصل على الثقة الأعلى بـ 65 بالمئة.

يوجد ثقة بالصحف المحلية
اليومية مثل داغينز نيهيتر وسفينسكا داغبلادت أعلى من الصحف المسائية أفتونبلادت
وأكسبريسن، لكن الصحف المسائية لها شعبية أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي.

وترى الأكاديمية أن الثقة
بوسائل الإعلام العامة لاتزال مسيسة، فالمتعاطفون مع حزب البيئة مثلاً بلغت ثقتهم
بوسائل الإعلام العامة 94 بالمئة بينما كان الرقم 24 بالمئة عند أنصار سفاريا
ديموكراتنا.

الثقة وصناعتها وقياسها أصبح من أهم الحقائق على الأرض، بينما وللأسف لايزال العديد منا، يثق بمن يقدم له الأخبار التي يحب أن يسمعها حتى وإن كانت لا تمت للحقيقة بأي صلة.

رئيس تحرير شبكة الكومبس الإعلامية

د. محمود الآغا

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.