المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي: كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية يأتي على نفوس السويديين من اصول مهاجرة من الشرق الاوسط بالتحديد هاجس الحيرة في امر التصويت. ففي كل مرة نرى الاحزاب السويدية تتنافس في اللقاء بهذه الفئة ورموزها المعروفين في كل مدن السويد والذهاب الى مراكزهم وجمعياتهم، وكذلك الى كنائسهم و(مساجدهم) واللقاء بالقساوسة والائمة لضمان بيان اهداف هذه الاحزاب في حال فوزها واهم ما تقدمه من خدمات ومميزات قد تقترب من حدود رغبة او احتياجات الفئات المذكورة. وطبعا هنالك وعود حذرة من هذه الاحزاب في تلبية رغبات السويديون الجدد في جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية.
الكومبس – مقالات الرأي: كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية يأتي على نفوس السويديين من اصول مهاجرة من الشرق الاوسط بالتحديد هاجس الحيرة في امر التصويت. ففي كل مرة نرى الاحزاب السويدية تتنافس في اللقاء بهذه الفئة ورموزها المعروفين في كل مدن السويد والذهاب الى مراكزهم وجمعياتهم، وكذلك الى كنائسهم و(مساجدهم) واللقاء بالقساوسة والائمة لضمان بيان اهداف هذه الاحزاب في حال فوزها واهم ما تقدمه من خدمات ومميزات قد تقترب من حدود رغبة او احتياجات الفئات المذكورة. وطبعا هنالك وعود حذرة من هذه الاحزاب في تلبية رغبات السويديون الجدد في جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية.
وبالطبع لا ننسى هنا ان بعض اعضاء الاحزاب من اصول مهاجرة يقومون بجولات مكوكية لضمان الحصول على اكبر عدد ممكن من الاصوات بداعي انه ينتمي اليهم وسيحقق لهم مكاسب او يدرئ عنهم المصاعب ويسهل لهم ويذلل العقبات، ولكن ما يشوب هذه الفئة هو انتماؤهم الى طائفة معينة او حزب معين يحدد الاهداف ويرسم المظهر والهدف مسبقا مما يظهره متفانيا في تحقيق اهداف خاصة بحزبه قبل ان يمثل الطائفة او المعتقد الذي وقف خلفه للفوز بمقعد في مجالس المحافظات او البرلمان، وهنا يظهر جليا وواضحا قضية الهوية وهي تتصارع مع المواطنة والعيش المشترك.
وظهرا مؤخرا -بسبب التجاذبات ناتجة عن السياسة الفاشلة في احتواء المهاجرين وتوجيه طاقاتهم ومعارفهم في بناء المجتمع في كل مناحي الحياة-فئة جديدة تستعمل القومية والعرق في الحصول على اصوات كبيرة في الانتخابات، ومن خلال بعض القوميات التي تعرف القبيلة اصلا في تزكية المرشح هذا من غيره من الاشخاص. ولكن هذه الفئة لم تحصد شيئا يذكر في اهدافها بل تراجعت الى درجات مخيبة لأمال الناخبين وباتوا يبحثون عن مخرج واضح لمأزقهم.
المستقلون النابذون لكل الفئات الانفة الذكر ظهروا كحل وسط بين الحلول اليمينية واليسارية، وهم اضطروا الى التبرؤ من اعراقهم وهويتهم ووجهوا سهامهم نحو المحضن الذي خرجوا منه املا في ايجاد فئة جديدة تقدم حلولا لمشاكل المجتمع، وبعض هؤلاء وعد بانه إذا فلح في الانتخابات سيعمل كذا في وجه الفئة الفلانية، او محاربة مدارسهم الدينية ومعتقداتهم وحريتهم الاجتماعية في كثير من الاحيان. وهذه الفئة سقطت من اعين المشجعين قبل دخول المباراة النهائية فلعبوا ذهابا ولم نرى لهم اثرا في الاياب ابدا.
كنت اتساءل ذات مرة هل ممكن لإمام سويدي مسلم او قس سويدي مسيحي او راهب يهودي ان يصبح عضو برلمان؟
لا شك ان هنالك محاولات كثيرة قد احبطت من قبل بعض الاحزاب المشاركة في الانتخابات للحيلولة دون بروز هذه الفكرة الى السطح السويدي وهؤلاء قد يأسوا من المحاولة ثانية لان تسريبات اعلامية مسبقة شوهت صور الفئات الدينية التي تبحث عن قدم لها في المجتمع السويدي العلماني الواضح.
هل حصل عدوى ذلك الى السويديون الاصليون اهل البلاد (الاورجينال) كل هذه التحركات أيقظ الرغبة لدى بعض المنغلقين من (اللاجئين السويديين في السويد) الى ابراز رغبتهم في انشاء حزب ينادي بشعار السويد لفئة خاصة فقط دون غيرهم وننتظر لسنين طوال خروج المواصفات والماركة المسجلة التي نريد معرفتها لكي نحقق شروطها ونصبح سويديين فعلا.
وقد حصل ايضا ان بعض الاحزاب لم تلقي بالا للتواصل مع كوادر وشخصيات تريد التعاون في الوصول الى نشر روح المواطنة والعيش المشترك واصبحت تتجاوز هذه الحدود في سابقة غير جيدة في طياتها خسارة واضحة لمنافذ وسبل الوصول الى هذه الفئات التي تعاني الانعزال الاجتماعي والسياسي.
ونلاحظ ايضا ان هذه الجولات المكوكية قد قلت في الآونة الاخيرة من جميع الفئات المذكورة انفا مما يعقد الامر أكثر
ويجعل الاستثمار الانتخابي قد تفشل أكثر من ذي قبل، وعلى الاحزاب السويدية التوجه بشكل جيد وصادق نحو فئات المجتمع وطرح التفاعل الايجابي وفسح المجال لجميع المكونات في المشاركة في صناعة القرار السياسي والاجتماعي.
ان النتائج الوخيمة لعدم وصولنا الى حل جيد للانتقال -بعد الحفاظ على هوية المعتقد وتمتين الانتماء الاجتماعي -الى المواطنة وتهيأت المناخ العام للعيش المشترك والتسامح والحوار والاحترام المتبادل بين فئات مجتمعنا السويدي. وهنا يكمن الحل الاستراتيجي في توجيه الانظار الى المواطنة وجعلها هدفا ساميا يخدم الجميع في المجتمع وتنبذ العنصرية والتفرقة والتمييز العرقي. وفي اعتقاد الكثيرين من المهتمين في الساحة السويدية ان ذلك هو الحل الامثل لمعضلة تفعيل المواطنين جميعا للمشاركة السياسية. لانها تقدم حلا شاملا لجميع فئات المجتمع فحرية ممارسة المعتقد والظهور بكل مظهر يليق ويسهل تطبيق الحرية العامة دون استثناء او انتقائية مقيتة.
ان التوجه نحو اشراك مكونات المجتمع السويدي في الحياة الاجتماعية والسياسية بطرق حضارية، وليس بطرق تؤدي الى تعزيز الانعزال، وتبرر للعنصريين افعالهم، وتحاصر الجهود والطاقات لهي الخطوة الجريئة لتفادي ما حصل في الماضي.
وهنا يبرز دور الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني التكاتف من أحل ايجاد الكوادر المؤهلة لشغل مناصب التمثيل النيابي في المجالس والبرلمان السويدي. وبهذا نكون قد صنعنا بيئة مثالية للأجيال القادمة يستطيعون من خلالها المشاركة في بناء المجتمع دون تخوف من مشكلة العرق واللون والمعتقد.
حسين الداودي
المدير التنفيذي لوقف الرسالة الاسكندنافي
مقالات الرأي في هذا القسم تعبر فقط عن راي الكاتب صاحب المقال