التعليقات على “البارايد” مناسبة للبعض لإظهار كل ما هو قبيح لديهم

: 8/5/18, 12:35 PM
Updated: 8/5/18, 12:35 PM
التعليقات على “البارايد” مناسبة للبعض لإظهار كل ما هو قبيح لديهم

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – زاوية (ولكن): حسب كل قوانين الطبيعة وعلوم الاجتماع، لا يمكن للحياة أن تستمر ولا تستطيع المجتمعات أن تتطور بدون نعمة الاختلاف، الاختلاف حتى لو كان بكل شيء هو نعمة، لكن هذا الاختلاف الذي يعني التنوع، والتجاذب والأخذ والرد والحوار والنقاش، يمكن أن يتحول بسهولة إلى نقمة، عندما لا نريد أن نعترف بالآخر، ولا نريد أن نحترم الرأي المخالف، ونريد فقط فرض رأينا وتفكيرنا وحتى عاداتنا وتقاليدنا على الآخرين.

لعل من يدرك هذه الحقيقة، يستطيع أن يفسر على الأقل كيف يتصرف الآخرون، بدون أن نضطر إلى تقليدهم، وبدون أن نجد أنفسنا مجبرين على تغيير أنفسنا أو عاداتنا الخاصة، تملقا لهم أو خوفا منهم.

كمية السب والشتم والردح، والاتهامات المتبادلة، التي حملتها بعض التعليقات على نقل مسيرة “البارايد”، تعد مؤشرا على حالة عدم تقبل الآخر، وقد تصل إلى درجة أنها ظاهرة موجودة بيننا نحن المهاجرين خاصة العرب والناطقين بالعربية، قدامى أو جدد.

تصوير ونقل جانب من هذه المناسبة التي تشارك بها عادة معظم فعاليات البلد السياسية والاجتماعية وحتى الشركات وجمعيات المجتمع المدني، أصبحت مناسبة للبعض، لإظهار حقده وكراهيته للآخر، وعدم تقبله، لمن يختلف عنه، ضمن قانون التنوع والاختلاف الطبيعي.

للأسف، ليس فقط الرافضين لمسيرة “البارايد” وقعوا في فخ الكراهية وعدم تقبل الآخر، بل كان هناك جزء ممن دافع عن قبوله لهذه المسيرة، من خلال محاولة استغلال المناسبة لتكرار أسطوانة ” إذا ما عجبك ارجع لبلدك” المشروخة والقبيحة، وهناك ومن الطرفين، من نجح في اقحام الأديان والطوائف عن قصد أو بدون قصد، لكي يفتح المجال للنيل من المعتقدات والمقدسات، بطريقة سخيفة وبدون أي أدنى احترام لمشاعر الآخرين.

ولكن وبالمقابل، وحسب ما نتصور، أو حتى نتمنى، طرحت المناسبة وطريقة الاحتفال والاهتمام بها أسئلة عديدة، لدى البعض، أسئلة، ليس من اختصاصنا أو واجبنا أن نجيب عليها بشكل مباشر، لأن من يعود نفسه على طرح الأسئلة، كوسيلة تفكير، لا شك أنه سيبحث ويجتهد لإيجاد الإجابات، خاصة أننا نعيش بعصر لا يمكننا أن تتجاهل واقع المتغيرات التي تحصل حولنا، أو نخفي هذا الواقع عن أنفسنا، أو عن أطفالنا، لذلك يجب التحصن بالمعرفة، في حدها الأدنى، ضمن مفهوم تقبل الاختلاف والتنوع، وعدم الاضطرار إلى التقليد الأعمى، أو التملق أو الخوف.

د. محمود آغا

رئيس تحرير شبكة الكومبس

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.