المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – منبر: مثلما تواجه الصحف ووسائل الإعلام الكبيرة والعريقة ،خطر منافسة شرسة من وسائل التواصل الاجتماعي، على دورها وسرعة انتشارها ووصولها للمتلقي، تزداد المنافسة أيضا على بقاء التمسك بمبادئ الصحافة المهنية السامية.
قبل فترة تناقلت صفحات الفيسبوك خبرا كاذبا عن هجوم إرهابي على مطار إيرلاندا في ستوكهولم، الخبر الذي انتشر بسرعة فائقة كان يحمل كل عناصر القصة الخبرية المهنية من حيث الشكل، فقط كان هناك جزئ أساسي مفقود منه هو “المصداقية “.
لا يوجد إحصاءات عن عدد ضحايا تصديق هذه الكذبة ممن تورطوا بالضغط على الرابط المرفق والملغم بفيروسات تعتدي وتلتهم ملفات الأجهزة الذكية وتحولها إلى مجرد آلات غبية، لكن تدخل راديو السويد بالوقت المحدد بإصدار بيان تكذيب لا شك أنه أنقذ العديد ممن تستهويهم هذه الأخبار.
داخل مجموعات «فيسبوكية» عديدة ،منها ما هو مغلق للأعضاء فقط ،ومنها ما هو مفتوح للعامة، تنتشر أيضاً مواد تفتقد لعنصر «المصداقية»، هدفها ليس زرع فيروسات لتخريب الأجهزة بل فيروسات تلعب على أعصاب الناس خاصة ممن ينتظرون خبراً مفرحاً عن الإقامات أو لم الشمل أو السكن أو غير ذلك.
هنا لا يتدخل عادة راديو السويد ولا راديو الكومبس للتصحيح أو التدقيق أو التمحيص، كما طلبت منا عدة رسائل تريد معرفة صحة أو كذب خبر منشور أو بيان أو تصريح أطلقه زعيم صفحة هنا ووكيل شؤون جالية هناك .
عدم التدخل العلني والاكتفاء فقط بجواب من يسأل عن شيء محدد يعني أنك أعطيت فرصة لمن يريد أن يعرف ويتبين بنفسه في المستقبل الفرق بين الصحافة وأهلها وبين ما تفرزه لنا التقنيات الحديثة من متطفلين على هذه المهنة.
العديد من الرسائل تصلنا تظهر أن أصحابها لا يفرقون بين الكومبس الإعلامي وبين كومبس آخر أحبوا به رغبته في مساعدة الناس من خلال المعلومة الصحيحة والخبر اليقين.
كومبس الصداقة والمودة لا يقول «لا» لأحد حسب طاقته طبعاً، وحسب ما تفرضه شروط أن يبقى الكومبس الصحفي والإعلامي موجوداً.
قد تتعدد الآن وظائف الإعلام وتمتد إلى تقديم ما يشبه الخدمات الإعلامية عن المجتمع ومؤسساته ومبادئه وقوانينه المكتوبة وغير المكتوبة، ولكن هذا لا يعني التخلي عن مبادئ الصحافة والتي تعتمد بالدرجة الأولى على الجري والبحث عن الحقيقة وتقديمها للجميع، خاصة أن تكرار تقديم الحقائق على شكل قصص إخبارية ومواد إعلامية أخرى يساهم في نشر المعرفة ليس بواسطة التلقين والتدريس، بل بطرق غير مباشرة.
في إحدى المرات طُلب منا التدخل لحل مشكلة ما في مركز من مراكز اللجوء، لكن الحديث مع صاحب المشكلة قاد إلى أنه وبمفرده وجد الحل مع مدراء المركز، أي أن التعريف بتقنيات الصيد خير من تقديم سمكة جاهزة.
د. محمود صالح آغا
رئيس تحرير شبكة الكومبس الإعلامية