التمسك‭ ‬بمبادئ‭ ‬الإعلام‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬المهنة‭ ‬ضمان‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬هواة‭ ‬الفيسبوك

: 6/11/16, 6:37 PM
Updated: 6/11/16, 6:37 PM
التمسك‭ ‬بمبادئ‭ ‬الإعلام‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬المهنة‭ ‬ضمان‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬هواة‭ ‬الفيسبوك

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – منبر: مثلما ‬تواجه‭ ‬الصحف‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الكبيرة‭ ‬والعريقة‭ ،‬خطر‭ ‬منافسة‭ ‬شرسة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬على‭ ‬دورها‭ ‬وسرعة‭ ‬انتشارها‭ ‬ووصولها‭ ‬للمتلقي،‭ ‬تزداد‭ ‬المنافسة‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬بقاء التمسك ب‬مبادئ‭ ‬الصحافة‭ ‬المهنية‭ ‬السامية‭. ‬

قبل‭ ‬فترة ‬تناقلت‭ ‬صفحات‭ ‬الفيسبوك‭ ‬خبرا‭ ‬كاذبا‭ ‬عن‭ ‬هجوم‭ ‬إرهابي‭ ‬على‭ ‬مطار‭ ‬إيرلاندا‭ ‬في‭ ‬ستوكهولم،‭ ‬الخبر‭ ‬الذي‭ ‬انتشر‭ ‬بسرعة‭ ‬فائقة‭ ‬كان‭ ‬يحمل‭ ‬كل‭ ‬عناصر‭ ‬القصة‭ ‬الخبرية‭ ‬المهنية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل،‭ ‬فقط‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬جزئ‭ ‬أساسي‭ ‬مفقود‭ ‬منه‭ ‬هو “‬المصداقية “.

لا‭ ‬يوجد‭ ‬إحصاءات‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬ضحايا‭ ‬تصديق‭ ‬هذه‭ ‬الكذبة‭ ‬ممن‭ ‬تورطوا‭ ‬بالضغط‭ ‬على‭ ‬الرابط‭ ‬المرفق‭ ‬والملغم‭ ‬بفيروسات‭ ‬تعتدي‭ ‬وتلتهم‭ ‬ملفات‭ ‬الأجهزة‭ ‬الذكية‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬آلات‭ ‬غبية،‭ ‬لكن‭ ‬تدخل‭ ‬راديو‭ ‬السويد‭ ‬بالوقت‭ ‬المحدد‭ ‬بإصدار‭ ‬بيان‭ ‬تكذيب‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬أنقذ‭ ‬العديد‭ ‬ممن‭ ‬تستهويهم‭ ‬هذه‭ ‬الأخبار.

داخل‭ ‬مجموعات ‭ ‬‮«‬فيسبوكية‮»‬‭ ‬عديدة‭ ،‬منها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مغلق‭ ‬للأعضاء‭ ‬فقط‭ ،‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مفتوح‭ ‬للعامة،‭ ‬تنتشر‭ ‬أيضاً‭ ‬مواد‭ ‬تفتقد‭ ‬لعنصر‭ ‬‮«‬المصداقية‮»،‬‭ ‬هدفها‭ ‬ليس‭ ‬زرع‭ ‬فيروسات‭ ‬لتخريب‭ ‬الأجهزة‭ ‬بل‭ ‬فيروسات‭ ‬تلعب‭ ‬على‭ ‬أعصاب‭ ‬الناس‭ ‬خاصة‭ ‬ممن‭ ‬ينتظرون‭ ‬خبراً‭ ‬مفرحاً‭ ‬عن‭ ‬الإقامات‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬أو‭ ‬السكن‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك.

‬هنا‭ ‬لا‭ ‬يتدخل‭ ‬عادة‭ ‬راديو‭ ‬السويد‭ ‬ولا‭ ‬راديو‭ ‬الكومبس‭ ‬للتصحيح‭ ‬أو‭ ‬التدقيق‭ ‬أو‭ ‬التمحيص،‭ ‬كما‭ ‬طلبت‭ ‬منا‭ ‬عدة‭ ‬رسائل‭ ‬تريد‭ ‬معرفة‭ ‬صحة‭ ‬أو‭ ‬كذب خبر ‬منشور‭ ‬أو‭ ‬بيان‭ ‬أو‭ ‬تصريح‭ ‬أطلقه‭ ‬زعيم‭ ‬صفحة‭ ‬هنا‭ ‬ووكيل‭ ‬شؤون‭ ‬جالية‭ ‬هناك .

‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬العلني‭ ‬والاكتفاء‭ ‬فقط‭ ‬بجواب‭ ‬من‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬محدد‭ ‬يعني‭ ‬أنك‭ ‬أعطيت‭ ‬فرصة‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬ويتبين‭ ‬بنفسه‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬الصحافة‭ ‬وأهلها‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬تفرزه‭ ‬لنا‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬من‭ ‬متطفلين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭.‬

العديد‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬تصلنا‭ ‬تظهر‭ ‬أن‭ ‬أصحابها‭ ‬لا‭ ‬يفرقون‭ ‬بين‭ ‬الكومبس‭ ‬الإعلامي‭ ‬وبين‭ ‬كومبس‭ ‬آخر‭ ‬أحبوا‭ ‬به‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المعلومة‭ ‬الصحيحة‭ ‬والخبر‭ ‬اليقين‭.‬

كومبس‭ ‬الصداقة‭ ‬والمودة‭ ‬لا‭ ‬يقول ‭ ‬‮«‬لا‮»‬‭ ‬لأحد‭ ‬حسب‭ ‬طاقته‭ ‬طبعاً،‭ ‬وحسب‭ ‬ما‭ ‬تفرضه‭ ‬شروط‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الكومبس‭ ‬الصحفي‭ ‬والإعلامي‭ ‬موجوداً‭.‬

قد‭ ‬تتعدد‭ ‬الآن‭ ‬وظائف‭ ‬الإعلام‭ ‬وتمتد‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬الخدمات‭ ‬الإعلامية‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬ومؤسساته‭ ‬ومبادئه‭ ‬وقوانينه‭ ‬المكتوبة‭ ‬وغير‭ ‬المكتوبة،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬مبادئ‭ ‬الصحافة‭ ‬والتي‭ ‬تعتمد‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬الجري‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬وتقديمها‭ ‬للجميع،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬تكرار‭ ‬تقديم‭ ‬الحقائق‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬قصص‭ ‬إخبارية‭ ‬ومواد‭ ‬إعلامية‭ ‬أخرى‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬المعرفة‭ ‬ليس‭ ‬بواسطة‭ ‬التلقين‭ ‬والتدريس،‭ ‬بل‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬مباشرة.

‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬طُلب‭ ‬منا‭ ‬التدخل‭ ‬لحل‭ ‬مشكلة‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬اللجوء،‭ ‬لكن‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬صاحب‭ ‬المشكلة‭ ‬قاد‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وبمفرده‭ ‬وجد‭ ‬الحل‭ ‬مع‭ ‬مدراء‭ ‬المركز،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬التعريف‭ ‬بتقنيات‭ ‬الصيد‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬سمكة‭ ‬جاهزة‭.‬

د. محمود صالح آغا

رئيس تحرير شبكة الكومبس الإعلامية

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.