المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي: تمتاز المدارس في السويد بانعدام الزي المدرسي فيها، كما هو الحال في أغلب دول العالم.
فالنظام
التعليمي السويدي المتميز بالعديد من الخصائص الفريدة التي تجعل منه مختلفا تماما
عما هو متعارف عليه، إبتداء ً بالطرق التعليمية الخالية نسبياً من الواجبات المدرسية
والاختبارات الدورية وصولاً لحرية ارتداء الطلاب ما يحلو لهم كل يوم، جعل هذا
النظام التعليمي البعيد كل البعد عن القيود والقوالب الجاهزة مصدراً للاهتمام.
فمن
المبهج أن نرى طلاباً بألوان زاهيه كل يوم.. وأطفالا بملابس مريحة في الروضات
بعيدا عن القيود والالتزام بزي موحد.
فهنا طفل بملابس النوم وهناك طفله بفستان
الاميرات واخرون بألوان طفولية مرحة، والتي تعكس بدورها نفسيه الطفل ومزاجه
اليومي.. فلا لون موحد ولا زيٌّ بألوان باهتة كما هو الحال في أغلب المدارس حول
العالم.
ولكن
كما وأن هذا القانون مريح لحد كبير للطلاب الا انه مسبب للأرق لكثير من الأهالي
الساعيين دائما لتلبية متطلبات أسرتهم المختلفة، والذين يشعرون بنوعٍ من الضغط
المادي الذي يسببه تباهي بعض الطلاب بحقائبهم الثمينة وملابسهم ذات الماركات
الغالية ليقع الاهل ضحية لغلاء هذه الأغراض من جهة وسعيهم الدائم لتلبية احتياجات
اطفالهم من جهة أخرى. ولكن الضغط النفسي الذي يعانيه الطالب أشدّ وطأة من الضغط
المادي، فشعوره بالنقص والعجز أمام زملاءه بسبب ملابسه المتواضعة والتي تعرضه في
كثير من الأحيان للتنمّر من محيطه والتي تنتشر بين المراهقين والمراهقات خصوصاً،
والتي تؤثر سلباً على ثقته بنفسه وتقديره لذاته وتبث الحقد وتشجعه على الانعزال،
ليبتعد الطلبة عن التركيز بتحصيلهم العلمي لمتابعه اخر صيحات الموضة و ما ترتديه
الفاشنيسات .. فكثيرا ما نرى في الصفوف المتقدمة شبان وشابات بملابس تليق
بالاحتفالات والمهرجانات والتي لا تمت لحُرمة العلم بصلة.. فيما يبرعن بالتنافس
بوضع مساحيق التجميل وفيمن سترتدي آخر الصيحات وأغلى المقتنيات. فيضيع العلم مع
ضياع الوقت والمال ليقع ذووهم بين مطرقة الحرية وسندان اعتلال القيم.
ميس
بازرباشي
مقالات الرأي
تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الكومبس