السويد تُهنئ أبنائها بحلول العام الهجري الجديد

: 7/29/22, 6:34 PM
Updated: 7/29/22, 6:34 PM
السويد تُهنئ أبنائها بحلول العام الهجري الجديد

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – رأي: مع مطلع كل عام هجري جديد يُحيي المسلمون في العالم أجمع ذكرى هجرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين، وما فيها من معان سامية وعبر نافعة.

وقد حث الشرع الحنيف على تذكر أيام الله تعالى وما فيها من عبر ونعم، وتجدد الأعوام على الناس من نعم الله عليهم التي يتبادلون التهنئة عليها قال تعالى: ﴿ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ ﴾ [إبراهيم: 5].

والهجرة حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية جمعاء، إذ كانت دليلاً جلياً على تمسك المؤمنين بدينهم؛ الذين هاجروا إلى المدينة تاركين وطنهم الأصلي ومسقط رؤسهم وبيوتهم ورؤوس أموالهم، ولا يرغبون في شيء من متاع الدنيا وزينتها إلا في العيش مُسالمين مع محيطهم البيئي، مسلمين لله تعالى؛ ولذلك مدحهم الله سبحانه وأشاد بهم فى كتابه الكريم؛ فقال تعالى: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: 8].

ومن أهم الدروس المستفادة من الهجرة النبوية الشريفة أنها أرست مبادئ التعايش والتعددية بين أبناء المجتمع على اختلاف أصولهم وتوجهاتهم.

فالهجرة يوم عظيم من أيام الله تعالى، لو أُدرِك معناه لتذكره وسعد به البشر كلهم أجمعين مسلمين وغير مسلمين؛ لأن الهجرة كانت البداية الحقيقية لإرساء قوانين العدالة الاجتماعية، والمساواة بين البشر، وإقرار مبدأ المواطنة بين أبناء الوطن الواحد مع اختلاف أصولهم وعقائدهم، فقد عززت الهجرة مبادئ التعايش مع الآخر وغرست أسس السلم المجتمعي ونبذت وساوس وأفكار العنف والتنمر.

الهجرة والحرية المسؤولة

دروس الهجرة كثيرة وواسعة وليس آخرها أن يتفاعل الإنسان بإيجابية مع محيطه البيئي بحرية مسؤولة يلزم فيها الإنسان حدوده فلا يتعدى على الآخر ولا يقبل التنمر على حقوقه الأساسية من أحد كان من كان، وإلا فلا بقاء للإنسان الذى يرغب فى الإبقاء على إنسانيته وحريته المسؤولة التي وهبه الله إياها في أي مكان تُهان فيه كرامته ولا يأمن فيه على نفسه ولا على حريته ومعتقده وأفراد أسرته وممتلكاته يقول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ } [النساء: 97].

طاهر أبو جبل

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.