الشبكة الجهادية في الثورة السورية

: 9/28/12, 12:41 PM
Updated: 9/28/12, 12:41 PM
الشبكة الجهادية في الثورة السورية

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات الراي – نومان بينوتمان رئيس تحرير كويليام – عملد ناصر الحق باحث

مقدمة

يندرج مقاتلو التمرد السوريين ضمن ثلاث فئات رئيسة: 1) المجموعات المحلية من المقاتلين كالأكراد الذين يقاتلون لتحقيق الطموحات الكردية في سوريا؛ 2) الوطنيون الممثلون بالجيش السوري الحر بشكل رئيس، 3) والجهاديون.

الكومبس – مقالات الراي – نومان بينوتمان رئيس تحرير كويليام – عملد ناصر الحق باحث

مقدمة

يندرج مقاتلو التمرد السوريين ضمن ثلاث فئات رئيسة: 1) المجموعات المحلية من المقاتلين كالأكراد الذين يقاتلون لتحقيق الطموحات الكردية في سوريا؛ 2) الوطنيون الممثلون بالجيش السوري الحر بشكل رئيس، 3) والجهاديون. إن الغالبية العظمى من مقاتلي المعارضة هم وطنيون شرعيون يقاتلون لأجل حرية البلد وتأسيس دولة ديمقراطية، بمن فيهم الأكراد الذين يسيطرون على عدد من البلدات على طول الحدود الشمالية للبلاد مع تركيا. وقد أشارت تقارير عدة إلى أن معظم الأفراد في الجيش السوري الحر هم من المتدينين وليس من الإسلاميين الأصوليين ودوافعهم ليست مذهبية، لكن في الوقت الذي يصبح فيه الصراع السوري أكثر عنفاً، يظل هناك إمكانية للتطرف المتزايد في أوساط المقاتلين وبأن احتمال الحرب الأهلية مبني على أساس عرقي.

في معظم الصراعات التي هم جزء منها، تمثل الجماعات الجهادية نسبة مئوية صغيرة من المقاتلين – وهذا ينطبق على الحالة السورية، حيث أنهم يمثلون أقل من 10 بالمئة من المقاتلين. وبالنسبة لهذه الجماعات الجهادية، تعتبر الثورة المسلحة فرصة لممارسة تأثيرهم في سوريا؛ بما أن ثورات الربيع العربي السلمية، تحديداً، قد جعلت دورهم غير ذي صلة في قتال الأمم لأجل الحرية.

مع خطر ارتفاع العنف المذهبي، من المهم أن نكون قادرين على فهم الجماعات الجهادية الرئيسة العاملة في سوريا. في كل الأحوال، إن هذه المجموعات ليست قوة موحدة، وإنما هي مجموعة من الجماعات المنقسمة المختلفة عن بعضها البعض من نواح مختلفة، مشكلة بذلك شبكة جهادية. في هذا التقرير، سوف نكشف النقاب عن المجموعات الجهادية المقاتلة في سوريا ونناقش الأهداف الرئيسة، الاستراتيجيات، أصول المقاتلين، إيديولوجيات وقيادة الشبكة الجهادية للقيام بتحليل أفضل لإمكانات نفوذهم وتأثيرهم على مستقبل البلد.

أصول الجهاديين

تبنت الشبكة الجهادية في سوريا الأسلمة المسلحة كإيديولوجية لها وتأكدت في مرحلتين رئيسيتين:

1. مرحلة ما قبل الثورة: بدأت هذه المرحلة في العام 2003 مع بداية الحرب العراقية وتأثرت بشدة بإيديولجية القاعدة وخطابها. وكانت سوريا البوابة الرئيسة التي منها كان يتسلل المقاتلون الأجانب العرب إلى داخل العراق. وكان الرابط الجهادي، بداية، بقيادة السوري أبو مصعب الزرقاوي، الذي عين، في مرحلة لاحقة، جهاديين لبنانيين لتحمل مسؤولية الشبكة اللوجستية والعسكرية في سوريا، بتأثير ما من بلدان مجاورة.

2. مرحلة الثورة: تتشكل هذه الشبكة الجهادية، بشكل رئيس، من أفراد سنة متطرفين انضموا إلى مجموعات مختلفة بعد بدء الثورة. وقد اتسمت هذه المرحلة بحرب عصابات مدينية منخفضة الشدة، بالإضافة إلى تقنيات إرهابية عديدة. لقد كان لها ارتباطات مع كل من العراق، لبنان، ليبيا، تركيا، قطر، السعودية والكويت إضافة إلى بلدان غربية كفرنسا، بلجيكا والمملكة المتحدة.

تختلف أصول المقاتلين المشاركين في المهمة الجهادية من مجموعة إلى مجموعة. فالمجموعة الجهادية المسماة " جبهة النصرة" – أو جبهة نصرة الشام، المعتبرة فرعاً للقاعدة في سوريا- تجتذب الجهاديين السوريين إضافة إلى مقاتلين أجانب آخرين وصلوا إلى سوريا بعد القتال في العراق وأفغانستان. وهناك مجموعة أخر تدعى " لواء الأمة"، وتتألف من مقاتلين محليين منشأهم داخلي بشكل رئيس، لكنها تجتذب أيضاً عشرات المتمردين الليبيين الذين انضموا إلى قائدهم الليبي مهدي الحاراتي لدعم متمردي الجيش السوري الحر في قتالهم ضد النظام. ويزعم أبو الزين، الناطق باسم " صقور الشام"، إحدى أبرز المجموعات المحلية المنشأ، بأن التنظيم يشمل سوريين إضافة إلى مقاتلين عرب، فرنسيين، وبلجيكيين آخرين. أما الدكتور أبو محمد السوري، وهو جهادي سوري متمرس، فهو زعيم مجموعة " الدعوة الإسلامية"، وهي مجموعة جهادية صغيرة مكنت حفنة من المسلمين البريطانيين من المشاركة في القتال في سوريا. وتعتقد Quilliam بأن المجموعة الأخيرة كانت متورطة في أعمال الخطف الوحشية للصحافيين الغربيين، جون كانتلي ( بريطاني) و جيرون أورليمانز ( هولندي)، في تموز 2012. وفي حين أن هذه المجموعات المختلفة مؤلفة من مقاتلين سوريين بشكل رئيس، فقد كان يعرف عن المقاتلين الأجانب استغلالهم للفوضى الأمنية في سوريا للتسلل إلى البلد والانضمام إلى المجموعات الجهادية في المعارضة.

الأهداف والغايات

تعتبر المجموعات الجهادية السورية نضالها بمثابة حرب مقدسة ضد نظام بشار الأسد، ويعبِّر بعض هذه المجموعات، وبصراحة، عن أن غايتها هو تأسيس دولة " إسلامية" في سوريا ( تحكمها رؤيتها للشريعة)، بعد الإطاحة بالنظام. وعلى موقعها الالكتروني على الإنترنت، تعرف المجموعة الجهادية " لواء الإسلام" عن نفسها بأنها " مجموعة جهادية مستقلة تتبنى استراتيجية مسلحة ضد عصابات الأسد المسلحة وتعتبر نضالها بمثابة جهاد في سيل الله، وتتبع بصرامة، أحكام الشريعة، القرآن والسنة، بناء على فهم السلف الصالح". وتصرح جماعة " أحرار الشام" على موقعها على الإنترنت بأنها تعمل في سوريا على تأسيس " نظام إسلامي، فحسب، من خلال وسائل الشريعة". وبشكل مماثل، تصرح جماعة " لواء الأمة"، على صفحة الفايسبوك الخاصة بها، بأن أحد أهدافها الرئيسة هو" التعاون مع الجميع لتأسيس نظام إسلامي صالح، تختاره " الأمة". فضلاً عن ذلك، وفي أول تصريح صادر عنها، أعلنت " جبهة النصرة" المنتمية للقاعدة بأن هدفها هو " إعادة شرع الله على أرضه".

إن الخبراء قلقون من أنه لو استمر النزاع بنفس الزخم العنيف، فإن هناك احتمال أن تتأثر أهداف هذه الجماعات، وبشدة، بأهداف القاعدة، بعولمة أجندتهم الوطنية الحالية وتحويلها، بدلاً من ذلك، ضد الغرب. كما من المرجح أيضاً أن يؤدي القتال الجاري في سوريا إلى حرب مذهبية وأهلية، ما يزيد من مستوى التعاون بين الجماعات الجهادية المختلفة العاملة في البلد وتغذيتها أكثر.

الإيديوجيا

رغم أن دافعها هو قوة إسلامية غالبة، لا تتقاسم كل الجماعات الإيديولوجية نفسها. فجبهة النصرة ، على سبيل المثال، متأثرة، وإلى حد كبير، بإيديولوجية الجهاد الصارمة للقاعدة. ورغم أن هدفها الرئيس لا يزال الحكومة والجيش السوريين، فإنها تعتبر الولايات المتحدة عدوة للإسلام، وقد هاجمت معتقدات الجماعات الدينية الأخرى في سوريا، بمن فيهم العلويين. وبطريقة مماثلة، تعتبر جماعة " لواء الإسلام" النزاع في سوريا بمثابة حرب مذهبية ضد العلويين، مستخدمة الخطاب الجهادي للقاعدة. ولدى المجموعتين لجنة من الخبراء الذين يقدمون المشورة الدينية لعمليات المجموعتين. وتعتبر مجموعات أخرى مثل " لواء الأمة" و " صقور الشام"، نزاعهم بأنه محاولة للدفاع عن الأمة ( الشعوب المسلمة) ضد الأعمال الوحشية التي يمارسها نظام الأسد. ويدعي زعيم " لواء الأمة" بأن المجموعة تعمل على تصفية إيديولوجيتها السياسية لتقبل كل الفئات، الأديان، والمذاهب والطوائف في سوريا، بمن فيهم العلويين، في الوقت الذي تحافظ فيه على " إطار المرجعية الإسلامية".

هناك تشابه واحد لافت ومدهش بين جماعتيْ " أحرار الشام" في سوريا و" أنصار السنة" في العراق- برغم إثنيتها الكردية، فإن كلاهما تتبعان الإيديولوجية الجهادية السلفية.

القيادة

تبذل معظم الجماعات الجهادية في الشبكة جهوداً لإخفاء هوية قادتها أو أية معلومات عن خلفيتها، خاصة في هذه المراحل الأولى من النزاع. في كل الأحوال، بالإمكان تحديد بعض قادة هذه المجموعات بالكامل أو جزئياً: كما هو الحال في " لواء الأمة" أو "صقور الشام".

لدى كل مجموعة قيادتها المركزية الخاصة إضافة إلى قادة الكتيبة. إذ يُعتقد بأن جماعة "النصرة"، على سبيل المثال، هي بقيادة أبو محمد الجولاني، الذي نشر بياناً له مسجلاً على شريط فيديو يدعو فيه الشعب السوري إلى التوحد في حرب مقدسة ضد السلطات السورية. وفي الفيديو، ألح الجولاني على السوريين للانضمام إلى القتال ضد نظام الأسد والدفاع عن الجهاد كأمل وحيد للإسلام. كما رفض أي احتمال بالاعتماد على المجتمع الدولي أو الدول العربية.

أما أحمد عيسى الشيخ فقد سجن على يد النظام في العام 2004 وقد أسسا جماعة " صقور الشام"، التي كان يتزعمها، وذلك في العام 2011 – تماشياً مع بداية الثورة السورية. كم أن جماعة "لواء الأمة"هي بقيادة مهدي الحاراتي، وهو ليبي عمل كأستاذ للغة العربية والقرآن في مسجد دبلن وأصبح لاحقاً قائداً بارزاً للثورة الليبية عام 2011 قبل انتقاله إلى سوريا للانضمام إلى المتمردين وتشكيل مجموعته الخاصة.

الهيكلية

ليس لدى الجماعات الجهادية جسم قيادي موحد – كمجلس الشورى الذي تأسس في العراق في العام 2005 كجسم رئيس يوحد الجماعات الجهادية في البلد – كما أنها لم تبذل محاولات في هذه المرحلة لتأسيس جسم من هذا النوع.

تتألف كل مجموعة من نوعين من الأعضاء:

1) النواة الصلبة من الجهاديين – أولئك الذين هم من أصحاب الخبرة السابقة وذوي الانتماء التنظيمي، الذين يتمتعون بامتلاكهم أكبر قدر من النفوذ والتأثير بسبب خبرتهم وسيرتهم.

2) الجهاديون الغير محترفين – أولئك الذين يفتقرون للخبرة القتالية الحقيقية، لكنهم مدفوعين بوحي الدعوة للجهاد وتقبلوا الوضع السوري كمنصة لتحقيق طموحاتهم الإسلامية.

إن البنية التنظيمية للشبكة الجهادية منقسمة أيضاً إلى مجموعات مختلفة. وبحسب مصادر Quilliam والبحوث، نحن مرتاحون إلى استنتاجاتنا التي توصلنا إليها بأن الأكثرية الساحقة من المقاتلين في الشبكة هم سوريون، مع عدد من المقاتلين الأجانب الذين يتراوح عددهم ما بين 1200 إلى 1500 مقاتل. وتتسم بنية الجماعات الجهادية بـ :" قيادة وتحكم محدودين، وسائل اتصال متواضعة جداً، الافتقار لقدرة هجومية، التسلح والتمويل المؤثران على بنية الشبكة".

تختلف نماذج التجنيد بين المجموعات الجهادية. فبينما تتسم جماعة "النصرة" بنموذج تجنيد صارم بناء على معايير أمنية قاسية، فإن لدى مجموعات أخرى نظام تجنيد مفتوح. فأعضاء جماعة "صقور الشام" هم من الضباط والجنود المنشقين عن الجيش السوري، إضافة إلى مواطنين انضموا إلى الجماعة. بدأت هذه المجموعة العمل ككتيبة، والتي كانت مقسمة إلى شعبتين، عسكرية ومدنية، والتي بسبب التمدد الجغرافي والزيادة في عدد المقاتلين المنضمين إليها، تطورت إلى لواء يتألف من 10 كتائب تعمل في منطقة إدلب وكتائب أخرى تعمل في حلب، ريف دمشق، واللاذقية. ولدى كل الجماعات الجهادية في سوريا قيادة وتحكم وعدد من الكتائب أو الألوية، وقد أصبحت هذه هيكلية شائعة ومشتركة فيما بينها. وتتألف جماعة " لواء الإسلام" من كتائب بأسماء أصحاب النبي وأسماء المعارك الشهيرة التي حصلت في زمنه. ويتألف لواء " لواء الأمة" من 6000 مقاتل موزعين على عدد من الكتائب. كما أن " أحرار الشام" عبارة عن مجموعة كردية تعمل عبر مناطق مختلفة من البلاد، لكنها تعمل غالباً في إدلب حيث خاضت المجموعة معارك مع الجيش السوري في أريحا، جبل الزاوية وصراقب.

استراتيجيات وتكتيكات

يهدف أفراد الجماعات الجهادية إلى محاربة النظام السوري بكامله من خلال خطة شاملة تتشكل بشكل رئيس من حرب العصابات وتكتيكات إرهابية. أما حالياً، فإن هدف الجماعات هو الاستمرار بمحاربة الجيش السوري في حرب استنزاف. وستكون المرحلة المقبلة الانتقال من حرب الاستنزاف إلى موازنة قدراتها العملية ضد النظام.

تستخدم الجماعات الجهادية تكتيكات حرب العصابات بشكل رئيس، وبشكل أكثر تحديداً، حرب العصابات المدينية. ومن الواضح بأن هؤلاء في خضم عملية خلق بنيتهم التحتية وتنظيماتهم القتالية المستقلة، بما أن هذه الجماعات تخطط كي تصبح تنظيمات مستقلة بعد الإطاحة بالنظام. وقد صرح مهدي الحاراتي قائد " لواء الأمة"، في مقابلة له مع مجلة " فورين بوليسي"، بأن خطته هي "التحول إلى حزب سياسي لإنجاز أهداف " لواء الأمة"، مضيفاً بأن جماعته " تريد أن تكون جزءاً من أية حكومة انتقالية. نهاية النظام قريبة، لذا من الضروري بالنسبة لنا أن نصبح منظمين سياسياً لضمان ألا يتم إنشاء حكومة كهذه من الخارج سوريا وإنما من داخلها هنا".

هناك عدد من الجماعات التي تحرك مقاتلين أجانب كقيمة سياسية مضافة لكسب الدعم من دول ذات أكثرية إسلامية، والتي كانت تمول عدداً من الجماعات الإسلامية في سوريا، إضافة إلى إرسال تجهيزات ومعدات عسكرية. إن جبهة " النصرة"، على سبيل المثال، والتي تنطوي استراتيجيتها الرئيسة على التفجيرات والهجمات الانتحارية، تسعى إلى تجنيد انتحاريين آخرين من بلدان مختلفة. وقد ادعت الجماعة مسؤوليتها عن هجومين انتحاريين في حلب في 10 شباط، 2012؛ هجمات انتحارية ضد مبنى للشرطة ومراكز قيادة استخبارات سلاح الجو السوري في 17 آذار، 2012؛ هجوم انتحاري على وحدة للجيش السوري زعم تحميلها المسؤولية عن مجزرة في بلدة لطامينا في 20 نيسان، 2012؛ تفجير المركز الثقافي الإيراني في دمشق في 24 نيسان، 2012؛ هجوم انتحاري قرب المسجد العلوي في حي الميدان في دمشق في 27 نيسان، 2012، وسلسلة من محاولات الاغتيال لمسؤولين سوريين استخدمت فيها، وبشكل رئيس، ما يسمى بالقنابل " اللاصقة" المثبتة على الآليات. وقال جايمس كلابر، مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، بأن طريقة العمل المستخدمة في الهجمات في سوريا تحاكي الهجمات في العراق، وبأن القاعدة في العراق مسؤولة، على الأرجح، عن الهجمات الانتحارية في سوريا.

ادعت جماعة " لواء الإسلام"مسؤوليتها عن عدد من الهجمات التي حصلت في سوريا، كان أشهرها تفجير مجمع الأمن الوطني في دمشق في 18 تموز، 2012 الذي أدى إلى مقتل وزير الدفاع السوري، وفي نفس الوقت ادعى الجيش السوري الحر مسؤوليته عن الهجوم. وتعتمد الإستراتيجية العسكرية للمجموعة على الهجمات الانتحارية والهجمات على الجبهة الأمامية. ويستخدم لواء " صقور الشام" تكتيكات حرب العصابات، بما فيها التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة التي تستهدف الجيش السوري، في الوقت الذي " يحاولون فيه تجنب قتل مدنيين" بحسب تصريحات الجماعة.

تعمل كتيبة " أحرار الشام" و " لواء الأمة"، بشكل رئيس، بواسطة مهاجمة نقاط التفتيش والمجمعات وذلك باستخدامهما أجهزة تفجير بدائية.

أما الموقع الاستراتيجي فهو استراتيجية مستخدمة من قبل عدد من الجماعات للسيطرة على نقاط حاكمة. فجماعة " الدولة الإسلامية" تسيطر على معبر باب الهوا. كما أن معظم عمليات جماعة "النصرة" مركزة إما داخل دمشق أو حولها. هذه وسيلة استراتيجية واضحة لتعزيز موقعهم كمجموعة في العاصمة.

إن لاستراتيجيات الجماعات الجهادية بُعدين رئيسيين: عسكري وإعلامي. عسكرياً، هم يعتمدون على حرب العصابات والتكتيكات الإرهابية أما إستراتيجيتهم الإعلامية فمبنية على أساس البروباغندا. فالإعلام الاجتماعي وسيلة مستخدمة بشكل متزايد من قبل معظم هذه المجموعات كمحاولة للسيطرة على البروباغندا عن طريق استخدام الفيديو، الأغاني، والبيانات.

على خلاف مجموعات سورية أخرى تقاتل لأجل الحرية، لا تشارك الجماعات الجهادية بأي شكل من أشكال المقاومة المدنية و / أو السياسية.

ما الذي ينتظرنا

يؤشر الدليل المتزايد عن النشاط الجهادي في سوريا في الأشهر الأخيرة إلى أن الثورة تتحرك نحو مرحلة جديدة أكثر تطرفاً. فالجماعات الجهادية تلعب دوراً أكبر في البلد، ما يرفع الهواجس بشأن التأثير الفعلي للقاعدة في الفوضى السورية المتزايدة. إن تسريب الأسلحة والتمويل لهذه المجموعات، إضافة إلى أرجحية استمرار العنصر الإثني- الديني للثورة السورية بالعمل كمصدر جذب لكثير من المقاتلين، بعضهم من الجنود ما قبل الجيش السوري الحر وعدد منهم من بلدان أجنبية.

المقال يعبر عن راي كاتبه

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.