الشرف في مجتمعنا السويدي الجديد هو الصدق والعمل

: 9/11/15, 4:04 PM
Updated: 9/11/15, 4:04 PM
الشرف في مجتمعنا السويدي الجديد هو الصدق والعمل

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات الرأي: من الرائع أن يقوم القادمين الجدد الى السويد من العرب وغيرهم من الأجانب بإنجازات مهمة، يثبتون من خلالها للمجتمع السويدي بأن الإنسان العربي منتج ومثقف وإيجابي في المجتمع الجديد، لكن يجب أيضا في مقابل ذلك، أن نعترف بأن هناك آفات إجتماعية وأمراض موروثة يحملها العديد منّا، تعيق إظهار الصورة الحقيقية لعامة الناس التي تميل الى السلام والعمل والإنتاج وقبول الآخر، علينا أن ندرك بأن الشرف عند المجتمع الجديد هو الصدق والعمل واللطف.
ونجد أن عدد منا يعتمد الكذب لتسيير أموره وحاجاته، ويعتبر أن هذا المجتمع مجبر على إعطائنا كل شي وان يقبلنا، ونسمح لأنفسنا وصف عادات وتقاليد وقيم في المجتمع الجديد، بأنها فساد إجتماعي من زاوية نظرنا الضيقة للأمور، ولا نعلم بأن بعض قيمنا الإجتماعية تعتبر متخلفة بنظر قيم المجتمع الجديد الذي لا تعنيه كثيرا أحكامنا ونظرتنا، بل تعنيه أكثر كيف نعبر عن قيمنا بأخلاقنا ولا ندرك بأننا مازلنا بالنسبة لهم ضيوف يحسنون استقبالنا ريثما نثبت بأننا قادرين على العمل والعطاء ولسنا عالة على مجتمعاتهم.
علينا أن لا ننسى أننا لقينا منهم معاملة لم نلقاها من أشقائنا العرب فمن العار علينا أن نجعل صورة الإنسان العربي تبدو وكأنه سارق وكاذب وإتكالي، علينا أن نترك عقدنا الإجتماعية والتي بسبب الكثير منها تركنا بلداننا الأصلية
فلا بد لنا من جعل عقولنا أكثر مرونة بالنسبة لقضايا كثيرة مثل عمل المرأة ودراستها والحفاظ على الممتلكات العامة والالتزام بالقوانين كقوانين المرور والعمل وعدم اللجوء لمؤسسات الشؤون الإجتماعية وطلب المساعدة اذا كان بمقدورنا، العمل فمن المخجل أن نرى رجل أو امرأة في عمر الستين من السويد يعمل في الغابة أو كعامل في البلدية أو بزراعة الزهور ونجد شبان منا يستنكفون القيام بهذه الأعمال ويلجؤون لطلب المال من الدولة التي تعطيهم من أموال ضرائب العاملين.
ان أكثر ما يشعل العنصرية تجاه العرب هو التشدد الديني والتعصب، ولقد رأينا هنا في السويد أشخاص أتوا وهم يحملون تعصبا شديدا وكره للديانات الاخرى ونعتهم بالكفر، وهذا الشيء برأيي هو قمة في التخلف، فنحن من قبلنا وعملنا المستحيل لكي نصل الى هنا، ولم يجبرنا أحدا منهم أن نأتي إليهم، لكي نصف مجتمعهم بانه كافر، ناهيك انهم لم يجبروك على ترك قيمك الدينية او معتقداتك، بل يكنون كل الاحترام لك.
نحن الآن بحاجة ماسة الى إبراز الوجه الآخر من الدين وهو الوجه المعتدل والمسالم، ونبذ الوجه العنيف والتطرف.
يجب علينا كعرب أن نتعلم من أخطائنا ونبدأ بمسح ذلك العار الذي ألحقناه بأنفسنا ونعرف عن أنفسنا وعن دياناتنا بشكل حضاري لطيف والتعرف الى عادات هذا المجتمع وتعلم لغته فمفتاح أي مجتمع هو لغته وإلا أصبحنا نعيش على هامش الحياة التي اخترناها بملئ إرادتنا وجعلنا بيننا وبين أبنائنا الذين ينمون في هذا المجتمع شرخ لن نستطيع تجاوزه.
ليس علينا التخلي عن قيمنا الجميلة التي حملناها معنا ولكن علينا رمي القيم البالية لنخلق لأنفسنا حياة صحيحة وننشر ثقافتنا بحضارة وإنسانية.

نيڤين العلبي

مقالات الرأي تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن رأي الكومبس

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.