العصابات والمخدرات والحكومة.. مثلث يضيع وسطه المراهقون

: 7/19/18, 4:36 PM
Updated: 9/16/22, 10:14 AM
العصابات والمخدرات والحكومة..  مثلث يضيع وسطه المراهقون

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – رأي: تطل من نافذة منزلك على الساحة الخضراء الجميلة، فتجد مجموعة من الشبان المراهقين بملابس سوداء في الغالب، وحقيبة صغيرة معلقة على أكتافهم بمشهد مريب بعض الشيء.

يرمقون المارة بأعينهم لاصطياد الشخص المطلوب. وفجأة وفي سلام سريع لا تقطعه كلمة واحدة تلاحظ تبادل كيس بلاستيكي صغير مقابل مبلغ مالي، ليتجه بعدها كل شخص بعكس الآخر.

إنها تجارة المخدرات وقود العصابات الإجرامية في البلاد.

أكثر من 1200 مجرم في السويد تقل أعمارهم عن 18 عاماً. وتجند العصابات المراهقين الصغار في بيع المخدرات لأن عمرهم يساعدهم في الحصول على أحكام بسيطة بأسوء الأحوال إن وصل الأمر إلى المحاكمة ولم يقض بتدخل الخدمات الاجتماعية.

الشرطة.. أجهزة حديثة، كاميرات، مراقبة، تحر وتفتيش، دون حلول.

تراقب الشرطة ساحتك الخضراء، تراقب سلام التبادل السريع وتعرف الطرفين. التعاطي مسموح وفق القانون لذا المشتري بريء. البائع شاب قاصر لن يدان ولا تريده الشرطة بل تريد من جنده.

دعونا نعيد المشهد ولكن بنظرة أخرى، دع ابنك المراهق يطل من نافذة منزلك على الساحة الخضراء. لن يرى ما رأيته أنت.

سيرى مراهقين من أبناء جيله يرتدون ماركات عالمية وأحذية مميزة وحقائب غالية الثمن معلقة على أكتافهم. سيرى كتلة قوية قادرة على إحداث أي خراب دون خوف.

الفرق شاسع بين النظرتين. حاول أن ترى المشهد بعينه ستجد أن الأمر مغر بالفعل. أخطر ما في الأمر في عينك هو مغرٍ للغاية في عينه. شعور الخوف عند لحاق الشرطة بالشبان شعور مليء بالأدرينالين بالنسبة له.

إنجازات الشرطة في قضايا العصابات متواضعة رغم مبالغة السياسيين في حملاتهم الانتخابية بأنهم سيقضون على الأمر بشكل كامل.

والعصابات تتمركز في مناطق سكنية بين المدنيين مما يصعب على الشرطة ملاحقة أفرادها والقبض عليهم. ولا ننسى المجتمعات الموازية التي خلقت وما زالت تخلق في السويد بأكملها.

ما يصعب الأمر على السلطات أن العصابات مسلحة. مما يقلل احتمال وجود أي اشتباك مع الشرطة التي تركز على حماية المدنيين في المنطقة السكنية. فيما تتم مراقبة المراهقين المجندين، لكن أيضاً بلا فائدة لأن الشرطة نادراً ما تتمكن من اكتشاف عمليات التسليم بين تجار المخدرات.

وسط مثلث لا حلول فيه، يستمر تجنيد المراهقين في العصابات.

كفة الميزات أثقل من كفة الحياة كلها للمراهق. مخدرات مجاناً، نقود وألبسة وماركات عالمية. كل ذلك مقابل حمل هاتف وبيع أكياس بلاستيكية صغيرة.

وعند الندم والعودة للرشد فالأمر ممكن.. لكن المساهمة بألا يتورط أشخاص جدد تكاد تكون مستحيلة لأن العصابات لن تترك أحداً يدخل بين أفرادها بعد أن خرج منهم، ولأن الشرطة غير قادرة على حماية من قرر مساعدتها.

علاء يعقوب

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.