المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي: هناك خلط شائع بين عامة الناس حول الجهات المعادية للاجانب في السويد. واحيانا توجه اتهامات الى جهات في القيام باعمال معادية ضد الاجانب في حين انهم لم يرتكبوها فعلاً! وعلى ضوء دراسة مستفيضة للحركات والجهات اللاعبة في هذا الموضوع سأسرد أبرز جهتين بطريقة مختصرة ليتمكن القاريء بنفسه من المقارنة والحصول على النتائج. والهدف من المقال التوعية المعلوماتية ومعرفة التضاريس السياسية في البلاد.
حركة المقاومة السويدية
تُعرف اختصاراً بأسم ” SMR “، وهي مُنظمة قومية مُسلحة تتبع لحركة النازيون الجُدد وتتمركز في مُدن ستوكهولم وغوتنبرغ ومالمو وينشوبينغ. تُدار المُنظمة مِن قبل “سيمون ليندبيري -22 عاما-” خلفاً لكلاس لوند العضو السابق في منظمة المقاومة الآرية البيضاء والمُدان بتهمة القتل الخطأ.
وبحسب تقرير سابق صادر من جهاز الامن السويدي “السيبو”، فالمنظمة تُشكل أكبر تهديد للأمن الداخلي السويدي لكونها تتفاعل مركزياً ضِمن حركة “سُلطة البيض” في البِلاد”. تهدف المنظمة الى خلق جمهورية قومية اشتراكية -جمهورية نازية- في بُلدان الشمال الاوروبي، وبحسب ايديولوجيتهم السياسية فان ذلك لا يمكن ان يتم الا من خِلال “الثورة المُسلحة وسفك الدماء”. بالاضافة الى ذلك توزع المنظمة منشورات دورية عن ما تصفه “الجرائم التي يرتكبها الاجانب والمهاجرين ضد العِرق الابيض في السويد”. كما لدى المنظمة موقع الكتروني واذاعة محلية.
تعتقد المنظمة ان “الحكومة واقتصاد البلد يجب ان يكون موجود لخدمة مصلحة الشعب وليس العكس ويقولون بأن الحكومة واعلامها يتعمدون تغيبهم ويدعون الى ايقاف ما يصفونه بالكارثة الاقتصادية والاجتماعية المتمثلة بهجرة الاجانب الى البِلاد، وبدلاً من ذلك يطالبون بتقديم الدعم الاقتصادي لعائلاتهم لتشجيعهم على الانجاب وجعل المناطق الريفية مكاناً أكثر جاذبية لشبابهم”، حسب الموقع الالكتروني للمنظمة.
تأسست المنظمة في ديسمبر كانون الاول سنة 1997م، مِن قبل الاشخاص النازيون والاعضاء السابقين لمنظمة المقاومة الآرية البيضاء، وابرز مطالبهم طرد جميع الأجانب من البلاد بما فيهم الجيل الأول والجيل الثاني والجيل الثالث. ورُغم عمر المنظمة الفتي الا انها مُدانة بأرتكاب “جرائم عُنف خطيرة”، منها: “سرقة اسلحة من مُعسكر للجيش السويدي في جنوب شرق البِلاد سنة 1998م، قتل الصحفي بيورن سودربرغ سنة 1999م، الاعتداء بالضرب على اشخاص مُنحدرين من أصل افريقي سنة 1999م، الاعتداء بالضرب على مثيلون جنسياً في ستوكهولم سنة 1999م، القتل غير العمد عام 2000م، تخريب مطعم في ستوكهولم سنة 2005م، توزيع منشورات ضد الشذوذ الجنسي سنة 2006م، اشعال حرائق سنة 2007م، طعن شخص في الرقبة سنة 2007م، حيازة عدد كبير من الاسلحة والمتفجرات في مخبأ تابع للمنظمة سنة 2008م، التخطيط لشن هجمات سنة 2009م، قتل يواكيم كارلسون في بلدية فالّينتونا وسط السويد في سبتمبر ايلول سنة 2012م، اتهامات قضائية للموقع الألكتروني للمنظمة بالتحريض على خطاب الكراهية للاجانب في عام 2013م، هجوم ضد مظاهرة مناهضة للعنصرية في ديسمبر ايلول سنة 2013م ادى الى اعتقال 23 عضو من المنظمة واتهامهم في القيام بأعمال شغب والتحريض على الكراهية العنصرية والأعتداء على ضابط شرطة والسرقة والتخريب”.
أعلنَ الفرع السويدي للمنظمة في أكتوبر تشرين الأول سنة 2014م عن تأسيس حزب سياسي في البرلمان السويدي ينطق بلسانه بير أوبيرغ -43 عاما-، وبأشر عمله بالفعل منذ سبتمبر ايلول سنة 2015م. وبصفته المتحدث الرسمي لحركة المقاومة السويدية في البرلمان، فانه اثار الجدل بالدفاع عن عنف عام 2013م ضد المتظاهرين المناهضين للعنصرية.
حزب ديمقراطيي السويد
عندما يتعلق الأمر باسم هذا الحزب فانه يوهم الكثيرين على أنهم يتصرفون لمصلحة المظلومين، ولكن في الواقع هو حزب يستمد ايديولوجيته من الافكار القومية المتطرفة والشعوبية اليمينية المعادية للعرب والمسلمين على وجه التحديد منذ تأسيسه سنة 1988م. فمثلا تكشف صحيفة المعلومات الحرة رقم 2 سنة 1993م وتحت عنوان “اسرائيل واوروبا في نفس القارب” بان الخوف من العرب والمسلمين في اوروبا وليس من اليهود. وتقول الصحيفة: “يحيط التهديد باسرائيل واوروبا بسبب النمو السكاني السريع في البلدان الاسلامية جنبًا الى جنب مع نمو الأصولية الاسلامية العدوانية التوسعية”. بينما قالَ ابرز قياديهم السابقين تومّي فونيبو سنة 2001م بان “قلبي ينزف من أجل اسرائيل”.
وكذلك في صحيفة المعلومات الحُرة الصادرة سنة 1997م، قالَ ميكائيل جانسون وهو الزعيم السابق للحزب خلال السنوات 1995-2005م وعضو في البرلمان السويدي منذ سنة 2010م: “ليس لدينا اعتراض على المعابد اليهودية السويدية، كما اننا لا نعتقد ان اليهودية عدوانية مثل الاسلام. على عكس اليهودية فالاسلام يهدد الثقافة والديمقراطية السويدية”. ومن بين اعضاء الحزب البارزين كينت الكسندر، والذي يشغل منصب عضو في البرلمان السويدي منذ سنة 2010م، ويُعرف عنه بعلاقاته الواسعة مع الجيش الاسرائيلي ودعواته عبر وسائل الاعلام السويدية الى مقاومة العرب والمسلمين.
ينتقد الحزب علناً المجتمع متعدد الثقافات ويؤكد بدلا من ذلك على التراث الوطني السويدي، كما تشمل الأمثلة في هذه الحالة هضم ما يسمونه آباء الكنيسة. يريد الحزب الحفاظ على التقاليد الدينية في البلاد ومواجهة العولمة في الكنيسة اللوثرية السويدية، كما يريد ايضًا تعزيز موقف الكنيسة في المجتمع المحلي لتصبح دولة الكنيسة لمواجهة الاديان الأخرى في البلاد. ولعل ابرز مطالبه تجاه المهاجرين بصورة عامة تتمثل بحظر تدريس اللغة الأم في المدارس السويدية والغاء جميع أشكال الدعم لجمعيات المهاجرين ودور عبادتهم وحظر الحجاب والأطعمة الحلال والحد من منح تصاريح الاقامة وتمديد شروط الحصول على الجنسية السويدية الى عشر سنوات. واستنادا الى تحقيق حكومي سنة 2012م فان الحزب يعتبر بمثابة حزب معادي للأجانب. يشغل جيمي أكيسون منصب زعيم الحزب منذ سنة 2005م ويُعرف عنه عبر مقالاته عداءه الشديد للعرب والمسلمين.
ايهاب مقبل
المقالات تعبر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن الكومبس