المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – منبر الكومبس: من بين حوالي 7 أخبار نشرتها شبكة الكومبس عن الأحداث التي شهدتها تركيا أمس، استوقف بعض المتابعين الغاضبين خبر يتحدث عن محاولة رجب طيب أردوغان اللجوء إلى ألمانيا، لا نعلم إذا كان هناك مقياس معين للحقد والكراهية واستخدام الكلمات الوضيعة والسوقية، ولكن إذا كان هذا المقياس موجودا فعلاً، فلا بد أنه وصل إلى أعلى مستوياته من قبل بعض المعلقين على هذا الخبر.
هناك من أعلن انسحابه وسحب رصيده من “الليكات” في الصفحة، وهناك من دعا إلى مقاطعة الكومبس وشن حملة مضادة عليها، وهناك من اتهمنا بالطائفية والعنصرية وعدم الحياد، وهناك من ذهب أبعد من ذلك عندما استخدم السب والشتم بأقسى وأبشع ما يمكن استخدامه عندما ينزل الإنسان إلى مستويات هابطة من انعدام الأخلاق
.
المتابع لهذه التعليقات يعتقد أن الكومبس كان مشاركا رئيسياً بالتخطيط والتنفيذ مع الانقلابين، والدليل عندما أعلنا عن فشل الانقلاب لم نسلم من تعليقات هؤلاء، التي اعتبرت أن الكومبس فشل مع فشل الانقلابين.
لنعود إلى خبر محاولة أردوغان طلب اللجوء في ألمانيا، وهنا لسنا بصدد مشارعة ومقارعة من أعمى الجهل عينوهم، ولكن يمكن لأي شخص يمتلك مستوى معين من ثقافة القراءة والمتابعة أن يتأكد أن هذا الخبر نشر في كبريات وسائل الإعلام، وإلى الآن إذا كتبنا في محرك البحث غوغل، الكلمات المفتاحية التالية: “أردوغان ألمانيا لجوء” يمكننا الحصول على عدد كبير من وسائل الإعلام التي تناقلت الخبر الذي نشر أولا في سكاي نيوز وأرجع إلى مصادر أمريكية، بل أن شبكة الجزيرة نفسها كتبت أن روسيا عرضت على أردوغان اللجوء السياسي.
الكومبس نشر الخبر تماما كما نشرته بقية الوكالات، وكان ضمن 7 أخبار أخرى جاءت متتالية عن الأحداث في تركيا، لماذا هذا الحقد على الكومبس إذاً
نحن نعتقد ونجزم أن هناك قلة وبأسماء وهمية تقود في كل مناسبة حملة ضدنا وتحاول الاستفادة والنفاذ من أي ثغرة يمكن أن تشكك بمصداقيتنا، وهناك للأسف جزء آخر يمكن أن ينجر بالعاطفة مع هذه المحاولات.
هل يستطيع مثلا صاحب الحساب باسم Cartman Cartman أن يكشف عن وجهه الحقيقي وهو يقول: “انخرست اصوات الحاقدين المفروض كل شريف يقاطع الكومبس ….. ” هل سأل نفسه هذا الشخص المعروف صاحب الحساب الوهمي، على ماذا اعتمد عندما وصفنا بالصوت الحاقد لأننا نشرنا خبرا معروف المصدر وتناقلته جميع وسائل الإعلام، ضمن جملة أخبار أخرى عن أحداث هامة ومتلاحقة؟
في كل مرة نضع فيها خبرا أو نجري تغطية لأحداث لا تعجب جهة معينة تثور ضدنا. فمرة نحن دواعش وسنة وأتراك وسعوديون ومرة أخرى شيعة وإيرانيون وموالون وغير ذلك من الأوصاف والاتهامات السخيفة، نحن نعترف أن لنا أعداء مصنفون إما ضمن قائمة الجهل والحقد والاستخفاف بنا أو ضمن قائمة أعداء النجاح، نجاحنا في كسب ثقة الأكثرية.
نحن نعد القراء بأننا سنستمر بنفس المنهج الذي نسير عليه الآن، في تغطية الأخبار والأحداث التي نرى أنها تفيد مجموعتنا اللغوية في السويد وأوروبا.
وكلمة أخير لمن يريد أن يعرف، الكومبس شبكة إعلامية سويدية ناطقة بالعربية حيادنا السياسي مطلق ونحن لا نتبع أو نتأثر بأي تيار فكري أو ديني أو قومي، ولكن المشكلة هي في بعض العقليات التي تحمل معها معايير طائفية حاقدة وطرق تحليل بالية، تعتقد أن شبكة إعلامية مثل الكومبس ممكن أن تهلل لانقلاب عسكري ونحن في القرن الواحد والعشرين، وفي بلد مثل تركيا ناضل شعبها طويلا في سبيل إرساء قواعد الديمقراطية، ونحن على يقين أن الشعب التركي هو من أفشل الانقلاب لأنه ومهما كانت الأسباب والدوافع لا يمكن أن يقبل أي شعب حر في هذا الوقت خاصة، أن تجري عملية التغيير بواسطة الدبابات والمدافع لأنظمة الحكم التي وصلت للسلطة عن طريق الانتخابات
.
هذه مداخلة فقط نحب أن نذكر بها كل من أعماهم الجهل وفقدوا بصيرة التمييز بين عمل الصحافة في بلد مثل السويد وعملها في مخيلتهم التي لا تزال تحتفظ بصور وأشكال التدليس والترويج وإخفاء الحقائق، كل ما قمنا به هو تغطية بسيطة لأحداث مهمة ولم نشارك الانقلابين بمحاولتهم الفاشلة كما اعتقد البعض
رئيس تحرير شبكة الكومبس
د. محمود صالح آغا