اللاجئون الصابئة بين نار الحرب في سوريا وجحيم الحرب الطائفية في العراق

: 9/1/13, 8:12 PM
Updated: 8/8/22, 11:50 AM
اللاجئون الصابئة بين نار الحرب في سوريا وجحيم الحرب الطائفية في العراق

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – من رسائل الأصدقاء: كتب ميثم الخميسي من السويد هذه الرسالة الى ” الكومبس ” يعرض فيها، المعاناة الكبيرة التي يعيشها الصابئة المندائيين الذين إضطروا الى الهرب من العراق، والإستقرار في دول الجوار، خوفاً على حياتهم، وهم يعانون الآن بسبب الأوضاع الحالية المعروفة في سوريا. إليكم أدناه نص الرسالة:

يُعد الصابئة المندائيون أحد مكونات العراق الأصلية، تميزوا الى جانب الفئات الأخرى من الشعب العراقي، بدرجاتهم الدينية والعلمية والثقافية، فانجبوا علماء وشعراء وكتاب وفنانين ومحامين وأطباء وكفاءات في مختلف مجالات الحياة.

لكن أبناء هذه الديانة مرّوا في مراحل متعددة من تاريخ العراق بأوقات صعبة جداً، تعرضوا فيها الى المضايقات والإضطهاد.

وبعد سقوط الحكومة العراقية سنة 2003 هاجمت بعض العصابات اسواق الصاغة الذين كان ابناء الصابئة المندائين يعملون في هذه المهنة من زمن اجدادهم، حيث تعرضوا للقتل والسرقة من قبل الميلشيات السنية والشيعية، وحتى الحكومية منها، وفي جميع المحافضات، مما دفع الكثير منهم للهجرة الى بلدان آمنة لان دينهم مسالم حرّم عليهم القتل والمشاركة به.

وأجبر المتعصبون أبناء هذه الديانة على دفع الجزية، أو إعتناق الإسلام والمشاركة في الحرب الطاحنة ضد البشرية، وأعتبروا أبناء هذه الديانة أنهم لايعبدون الله، وأنهم كفرة وسحرة وحللوا قتلهم ونهب مالهم وإغتصاب نسائهم، ما أثار الخوف في نفوسهم، خصوصا بعد التهديدات المتكررة لهم، عن طريق إرسال قصصات الورق التي تتوعدهم بالموت والقتل.

إثر ذلك هاجر الآف منهم، وأستقر 1400 منهم في سوريا، وهم الآن بين نار العودة الى العراق والتصفية الطائفية بإشكالها، أو البقاء في سوريا، ومواجهة نفس المصير، وقد يكون أسوأ من ذلك بكثير.

لقد إستنزفت هذه الأوضاع مالهم وصحتهم وهم الآن يتذوقون الموت والخوف من فتاوي الشيخ المسمى العجلوني بتكفير أبناء هذه الديانة واغتصاب نسائها بجميع الاشكال وخوفهم ايضا من الجوع والمرض والقصف والحرب المرتقبة على سوريا، ولكن خوفهم الشديد هو من الكيمياوي، والاشد من الاسلاميين المتشددين في جبهة النصرة الذين لايرحمون، بل حتى ياكلون اللحم البشري، ويغتصبون النساء، ويقتلون الاطفال.

961192_612239098814188_441924728_n.jpg

لقد مات الكثير منهم في حرب سوريا وهم معرضون للابادة في سوريا وهم يناشدون المجتمع الدولي والجمعيات الحكومية والمدنية والدول المانحة للجوء انقاذهم من الابادة والحفاض على هذه الديانه المسالمة.

يبلغ عدد الصابئة المندائيين في سوريا حاليا بين 1200 الى 1400، كما يوجد عدة مئات منهم في الاردن وعدد من العوائل تتواجد في تركيا واندونيسيا، وليس لهم بلد محدد فهم يرغبون في ارض يستقرون بها بعيدا عن الموت والقتل والارهاب. كذالك يتمركز الصابئة المندائيون في بلدان الاستقرار بعد هجرتهم من العراق في السويد واستراليا وامريكا وكندا وهولندا والمانيا والعديد من البلدان الاوربية فهم يبحثون عن السلام والامان لاغير.

1174335_612239118814186_1679679291_n.jpg

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.