اللغة بين الشائع والصائب ـ2ـ

: 9/14/18, 4:29 PM
Updated: 9/14/18, 4:29 PM
اللغة بين الشائع والصائب   ـ2ـ

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

لقد ركز الصليب الأحمر في مقالته السابقة عن أهمية اللغة و الطرق الأمثل لاستخدام اللغة ضمن العائلة الواحدة ومدى فاعليتها وذلك من خلال مقابلته مع الكاتب والباحث اللغوي وخبير الصوتيات أولى جيلين وسوف يتطرق في هذا العدد لكيفية تعلم لغة جديدة والطرق الأمثل لذلك من خلال إجابات جيلين التالية:

هل لك أن تعطينا بعض المعلومات والحقائق عن مدى قدرة الإنسان البالغ على تعلم لغة جديدة، وبعض النصائح التي يمكنها أن تسهل عملية التمكن من اللغة؟
  • توجد آراء مختلفة وعديدة حول هذا الموضوع. الرأي المعتاد يقول أن القدرة على تعلم لغة أخرى بشكل جيد تماما مثل المتحدث الأصلي بلغته الأم تتناقص أو تنتهي اعتبارا من بداية سن البلوغ. وهذا يعتمد على كيف يعرف المرء كلمة ( يتعلم) و( بشكل جيد)، و فوق هذا لدي رأي مخالف تماماً وهو على الشكل التالي.
  • يعتبر مخزون الكلمات بأي لغة، غير محدود ويضاف إليه باستمرار كلمات جديدة، إما أن تكون كلمات مستعارة أو كلمات تم إنشاؤها حديثا. و بناء عليه فإن الأطفال اليافعين والبالغين الذين يتعلمون لغة جديدة لديهم عائق صعب تحطيمه بخصوص الوقت الذي مضى من عمرهم قبل التعلم، ولكن من الممكن أن يتعلم البالغون جميع الكلمات المطلوبة لمهنتهم ومجال اهتمامهم وحينها يفهمون كلمات عديدة حتى أكثر مما يعرفه متحدث اللغة الأصلي، فيما إذا كانت مهنته ومجال اهتمامه مختلفاً. فمثلا الطبيب الذي لغته الأم غير اللغة السويدية يجب أن يعرف كل المصطلحات الطبية السويدية والتي تشمل حوالي 100 ألف مصطلح . وهذا العدد أكثر بكثير مما يعرفه المتحدث الأصلي باللغة السويدية في لغة المحادثة اليومية.
  • بالنسبة لقواعد اللغة، فإنه من الممكن أن يتعلم المرء قواعد اللغة ويتقنها كالمتحدثين الأصليين تقريباً، لكنها تتطلب جهداً شاقاً وإصراراً و الكثير من القراءة والتدريب. وهذا يتطلب وقتاً ولا يملك كل الأشخاص الوقت الكافي لذلك أو حتى ليس لديهم الحافز.
  • الأبجدية و التهجئة الصحيحة من الأشياء السهل تعلمها، هناك عدد محدود للغاية من الحروف وعدد محدود من قواعد الإملاء من االسهل تعلمهم بسرعة. فإذا كان الشخص يكتب ضمن القواعد والصياغة الصحيحة بشكل عام فمن المستحيل تحديد ما اذا كان من يكتب هو سويدي بالأصل أم قد تعلم السويدية كلغة ثانية.
  • اما بالنسبة للتهجئة فإن من يدرس بشكل كاف سيتمكن من أن يتعلم اللفظ بشكل ممتاز أو ما يقاربه بدون أية صعوبات .
  • أن آلية التعلم هي نفسها لكل أنواع التعليم من مختلف الفئات العمرية. من الأطفال الذين لم يولدوا بعد الى كبار السن الذين تفوق أعمارهم المئة سنة. من السن الذي بدأ به الطفل تعلم الزحف الى السن التي يتعلم فيها إجراء عملية للدماغ. أو من مجرد شخص مستمع للأخبار إلى شخص قادر على مناقشة أحداث اليوم. كل تلك الأليات تؤدي الى نتيجة واحدة وهي أنه يتم بناء اتصالات جديدة (نقاط الاشتباك العصبي) بين الخلايا العصبية طوال الوقت. وهذا يتم بسرعة هائلة .
    تستغرق العملية ما بين دقيقة الى 15 دقيقة لإنشاء ذاكرة قوية طويلة المدى. كل ما هو مطلوب التوجيه الصحيح والتشجيع والكثير من الممارسة. بالضبط بنفس الحال عندما يريد المرء أن يتعلم لعبة البنغ بونغ أو العزف على البيانو بشكل جيد.
  • إن اللهجات السويدية من الصعب عادة تعلمها، اللهجات أو اللكنات التي تميز مثلا بين كلمة ( tomt التي تعني الحديقة ) و بين (tomte التي تعني بابا نويل).نعم، هناك إجماع من قبل الباحثين والمعلمين على وجود ما يشير الى أن تعلم اللهجات السويدية أمر صعب للغاية بالنسبة لمن يتعلم اللغة السويدية كلغة أخرى غير لغته الام.

إن كل لغات العالم وعددها تقريبا 7500 لغة فيها موسيقى خاصة أو نبرة خاصة بطريقة أو بأخرى . حيث لا يقتصر فقط وجود اللكنة في كل لغات العالم وكل الثقافات وحتى في كل الأغاني، إنما يتعداها إلى وجود الموسيقى الصادرة عن تلك اللغة بحد ذاتها . وهذا يعني تماما أن جميع الناس يجيدون تقنية استخدام موسيقى اللغة.
كل شخص هو “مايسترو” بأداته الموسيقية الشخصية وهي الصوت. الجميع يعرف بالضبط ما يجب فعله لرفع مستوى النغمة أو خفضها، أو المحافظة عليها بمستوى ثابت. تماما كما يعرف الجميع أيضا ما يجب فعله لتكون النغمة قصيرة أو طويلة أو حتى أطول. ويعرفون أيضاً ما الذي يجب فعله من أجل الحصول على نغمة قوية أو نغمة ضعيفة.
نعم ، حتى الأطفال الصغار هم خبراء في آلتهم الموسيقية (الصوت). إن إيقاع اللغة الأم واللحن الخاص بها هو في الحقيقة الشيء الأول على الإطلاق الذي يتعلمه الطفل في مراحل نطقه الأولى. إنهم يستمعون للغة مدة طويلة ويتمرنون عليها كثيراًعن طريق المناغاة لعدة شهور قبل أن ينطقوا كلمتهم الأولى. ولذلك يتكلم الأطفال لغتهم الأولى بشكل كامل دون انقطاع لأنها تبدأ مع الإيقاع.
لماذا إذاً يجد من يتعلم اللغة السويدية صعوبة في ذلك؟ الجواب هو أن الطالب لا يحصل على القواعد والتداريب الخاصة بالموسيقى والإيقاع وكيفية استخدامها في اللغة السويدية. فالطالب لا يتقن تلك النوتة السويدية ! في هذا السياق يقال أن الطلاب يمكن أن يتقنوا اللكنة عندما يصلون الى مرحلة متقدمة في دراسة اللغة.
ولكن هذا بالفعل عكس ما تقوله العلوم العصبية والخبرة . الكل يعلم أنه بالطبع كلما تدرب الشخص على الشيء كلما أصبحت الذاكرة أكثر قوة. إذ تنشأ المزيد من نقاط الاشتباك العصبية الجديدة . كل مرة ينطق بها المرء بكلمة يصبح ذلك بمثابة تدريب عليها. لذلك نحن نتدرب عمليا على لغتنا الأولى طيلة فترة حياتنا.

هل يمكن أن تشرح لنا بطريقة مبسطة كيف يمكن للمرء أن يتعلم لغة جديدة مع لفظ صحيح؟

يجب تدريب أعضاء النطق بواسطة الاذنين (حاسة السمع) وترك باقي المهمة على الانعكاسات العصبية التي ستتولى القيام بها بشكل تلقائي. افعلوا كالأطفال، استمعوا طويلاً وبشكل دوري للغة. أنصتوا بشكل خاص للإيقاع واللحن. وقوموا فيما بعد بمغاناة اللحن و الإيقاع مرات قليلة عن طريق ترديد جملة كاملة إلى أن تتمكنوا من إتقان ذلك بشكل تام كما تتمنون .. تماما كما تتمنون. جربوا التدرب على عشرين جملة كحد أقصى وإلا لن تتمكنوا من اللغة.
تدربوا على أي جمل كانت، حيث ستكون تلك الجمل معياراً خاصا ًبك يقودك لتعلم باقي اللغة. إن مليارات الجمل الأخرى يتم نطقها بنفس القواعد المتعلقة بالإيقاع واللحن. بنفس الوقت تتعلون كيفية تهجئة حروف العلة والحروف الساكنة ، ستتعلمونهم بناء على علاقتهم بالايقاع واللحن وموقعهم في الكلمة والجملة، لذلك لا فائدة من أن تتعلموا كل كلمة على حدة. إنما تعلموهم على شكل جمل. في البداية لا يعتبر التواصل أو التفاعل أمراً مهماً. ولايوجد للأسف أي طريق مختصرة لتعلم لغة جديدة . إنما يتم ذلك بالإعادة و التكرار مرات عديدة.

تعلّم اللغة السويدية في مراكز الصليب الأحمر

يوفر الصليب الأحمر السويدي فرصة للقادمين الجدد لتعلم اللغة السويدية حيث يشرف المتطوعون على دورات تعلَم اللغة السويدية وذلك بتنظيم أنشطة متنوعة وبشكل دوري مثل språkcaféer”, ”träna svenska”” في مختلف مراكز الصليب الأحمرأو المكتبات في السويد. كما يقدّم المتوطوعون في الصّليب الأحمر دعماً إضافياً للأطفال والشباب الذين هم بحاجة لمساعدة في وظائفهم المدرسية ضمن نشاط ”läxhjälp”.
كثيرة هي الصعوبات لتعلم لغة جديدة إلا أنها تتلاشى مع الإرادة والتصميم وخلق الظروف المناسبة لتعلم اللغة، فممارسة اللغة الجديدة تولد الشعور بالرضا والثقة في المجتمع الجديد وبالتالي الاندماج والتعود على الحياة الجديدة في البلد الجديد.
باستطاعتكم متابعة المزيد عن دورات اللغة السويدية التي يقيمها الصليب الأحمر على الموقع: http://www.redcross.se/behover-du-var-hjalp/integration-av-nyanlanda/trana-svenska/

وباستطاعتكم أيضاً متابعة المزيد عن مساعدة الصليب الأحمر في الوظائف المدرسية على الموقع: http://www.redcross.se/vart-arbete/l/laxlasning/
كما باستطاعتكم معرفة المزيد عن الصليب الأحمر في مناطقكم على الموقع : http://kommun.redcross.se/ أو عن طريق البريد الإلكتروني info@redcross.se أو الاتصال على الرقم 0771-19 95 00 يومياً خلال الأوقات التالية: من 10 حتى 12 ومن 13 حتى 16.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.